لا تصدقوا الإخوان فى حكاية نبذ العنف.. التنظيم تبرأ من اغتيال الخازندار أيام حسن البنا بـ"ليسوا إخوان".. وأصدروا "دعاة لا قضاة" بعد الغلو فى التكفير.. وعصام تليمة يكشف محاولة أبوالفتوح لنبذ العنف قبل ثورة يناير

الجمعة، 25 يناير 2019 07:10 م
لا تصدقوا الإخوان فى حكاية نبذ العنف.. التنظيم تبرأ من اغتيال الخازندار أيام حسن البنا بـ"ليسوا إخوان".. وأصدروا "دعاة لا قضاة" بعد الغلو فى التكفير.. وعصام تليمة يكشف محاولة أبوالفتوح لنبذ العنف قبل ثورة يناير حسن البنا والقرضاوى
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار التاريخ حاول تنظيم الإخوان التبرؤ من العنف ونبذ التفجير والتكفير، وغسل يديه من الاغتيالات وتصفية معارضيه وتشويه من ينتقده، واستحلال دماء ومال من يفضحه، وتأتى الأحداث لتكشف زيغ وزيف التنظيم وتكذبه وتثبت بالشواهد أنه مدان فى أعمال العنف على مدار تاريخه.

 

مؤخرا نشر الداعية الإخوانى عصام تلمية، مدير مكتب يوسف القرضاوى السابق، مقالا فى صحيفة إخوانية بمناسبة ذكرى الثورة، كشف خلاله عن محاولة جماعة الإخوان بكتابة وثيقة لنبذ العنف قبل ثورة 25 يناير 2011، ليُحيى من جديد حكاية ومحاولات تبرؤ جماعة الإخوان من التطرف والأعمال الإرهابية على مدار التاريخ، ليتبين لنا جميعا أن جماعة الإخوان منذ تأسيسها تحاول إلصاق العنف بالآخرين والتبرؤ منه.

 

"ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين"

"ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين" تلك العبارة وردت على لسان حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية حينما صاغ خطابه الشهير الذى أعقب اغتيال المستشار الخازندار فى محاولة لغسل الجماعة من العملية الإرهابية الخسيسة، لتبرئة ساحة التنظيم.

 

ما قاله حسن البنا، مؤسس التنظيم ومرشدها الأول، كان بداية فى أسلوب ونهج الجماعة وترسيخ لفكر أن تخفى الجماعة حقيقتها الإرهابية عن طريق التبرؤ من أعضاء الإخوان الذين تلطخت أيديهم بدماء المصريين، والزعم بأن هؤلاء مجرد فئة إخوانية انشقت عن التنظيم ولم تعد منتمية لجماعة وهو أمر لا يعبر بالقطع عن قناعات الإخوان الحقيقية.

 

اغتيال المستشار أحمد الخازندار صباح 22 مارس 1948 أمام منزله فى حلوان، حيث كان متجها إلى عمله، جاء على أيدى شابين من الإخوان هما محمود زينهم وحسن عبد الحافظ سكرتير حسن البنا، على خلفية مواقف الخازندار فى قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين فى الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة فى 22 نوفمبر 1947.

 

وعلى إثر اغتيال الخازندار استدعى حسن البنا، المرشد العام للإخوان، للتحقيق معه بشأن الحادث ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة، ليردد مقولته الشهيرة "ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين" كمحاولة منه لتبرؤ من أعمال العنف، لكن وفقا لما ورد فى مذكرات عبد العزيز كامل، عضو النظام الخاص بالإخوان المسلمين ووزير الأوقاف الأسبق، فإنه خلال الجلسة التى عقدت فى اليوم التالى لواقعة الاغتيال، بدا البنا متوتراً للغاية وقد عقدت هذه الجلسة لمناقشة ما حدث وما قد يسفر عنه من تداعيات، ورأس حسن البنا هذه الجلسة التى حضرها أعضاء النظام الخاص.

 

"دعاة لا قضاة" 

(الفرق بين عمل القاضى وعمل الداعية: ولذلك نقول بحق إن الفرق كبير وخطير بين عمل الداعية وعمل القاضى فهذا الأخير منشغل بإجراء الأحكام الشرعية وتطبيقها على وقائع فردية يحققها ويستجلى مشكلها ويستوضح غامضها ويتثبت مما دق من جوانبها وخفى من أحداثها ويسمع شهود الحال، ويطلع على الوثائق والأوراق ويفسح لأطراف الخصومة المجال أن يدلى كل منهم بحجته، كل ذلك طبقًا لنظم مقررة تحدد الأدلة وتقوِّم البينات، ثم هو بعد استنفاذ ذلك كله واستفراغ جميع جهده يطبق حكم الله تعالى على ما ثبت لديه من وقائع).. هذه أهم فقرة جاءت فى كتاب "دعاة لا قضاة" الذى أصدره حسن الهضيبى المرشد الثانى لجماعة الإخوان بعدما تصاعدت نبرة التكفير داخل الإخوان، ووصلت إلى أن تكفير عناصر إخوانية المجتمع المصرى بأكمله.. وقد فشلت هذه المحاولة أيضا بمرور الأيام.

 

عبد المنعم أبو الفتوح ومحاولة تجميل التنظيم الدموى

محاولة التنظيم بتجميل ذاته لم تتوقف، فقبل ثورة 25 يناير عندما كانت الجماعة ممثلة فى البرلمان، حاول عبد المنعم أبو الفتوح تجميل الجماعة، هذا ما كشف عنه الداعية الإخوانى عصام تلمية مدير مكتب يوسف القرضاوى الأسبق من خلال مقال نشره عبر صحيفة موالية للإخوان، قائلا: "عام 2006 التقيت عبد المنعم أبو الفتوح فى الأردن فى احتفالية ذكرى مرور 100 عام على ميلاد حسن البنا، وقال لى: "إننا نريد أن تكتب لنا وثيقة عن موقفنا من العنف، يتضح فيه أن تبنينا للسلمية ونبذنا للعنف موقف استراتيجى وليس موقفا تكتيكيا، كما أصدرنا من قبل (دعاة لا قضاة)، وصارت وثيقة تبين موقفنا من التكفير".

 

واعترف "تليمة" فى مقاله أن الإخوان تورطت فى أعمال عنف وإرهاب، مطالبا جماعة الإخوان بأن تقدم اعتذارا على تلك أعمال العنف التى تورطت فيها.

وقال تليمة: "أقترح أن ندرس كل حوادث العنف التى نسبت للجماعة، حتى وإن كانت فردية، ونبين ملابسات هذه الحوادث، من حيث السياق التاريخى لها، والظروف والملابسات والعوامل التى أدت إليها، مع الاعتذار عنها، وليس معنى أنها أعمال فردية أننا لسنا مسئولين عنها، وإن كانت مسئولية جزئية، فانفك منك وإن كان أجدع".

 

عصام تليمة اعترف خلال المقال أن الإخوان تستخدم العنف وأن هناك أفرادا داخلها يمارسون العنف، وأن على الجماعة مواجهة هذا الأمر، خاصة أنه أصبح معلوما للجميع، مشيرا إلى أن التنظيم عليه أن يصدر وثيقة تتحدث عن هذا العنف وتوجه اعتذارا عنه لأن قيادات الإخوان مسئولة عن ذلك.

 

الدموية أسلوب الإخوان

 

طارق البشبيشى القيادى، السابق بجماعة الإخوان، أكد أن الدموية هى أسلوب الإخوان، قائلا: "كل قيادات الإخوان تجل سيد قطب وتجل كتبه وتدرسها لقواعد التنظيم وكوادره خاصة كتاب معالم فى الطريق وكتاب فى ظلال القرآن".

 

وأضاف البشبيشى: "هناك فعلا محطات تاريخية ومحاولات إخوانية للتبرؤ من العنف ولكنها تأتى بعد انكشاف الأمر فتكون تلك المواقف والآراء بمثابة عملية خداع حتى لا يدفع الإخوان فاتورة جرائمهم، وحدث ذلك بعد مقتل رئيس وزراء مصر النقراشى باشا سنة 1948".

 

وتابع: "حسن البنا هو الذى أنشأ التنظيم السرى المسلح وهو الذى اشترى له كميات كبيرة من السلاح والمتفجرات، وهو الذى وضع الأساس الفكرى لعضوية هذا التنظيم وهو الذى قال فى كتاب الرسائل إن الإخوان سيستخدمون القوة، حيث لا يجدى غيرها وهو الذى حدد مراحل خطته التى تبدأ بقوة العقيدة ثم قوة الإخوة ثم قوة الساعد والسلاح".

 

وأكد البشبيشى: "عندما حاول الإخوان اغتيال عبد الناصر فى المنشية سنة 1954 أى بعد ثورة يوليو وبعد خروج الإنجليز اكتشفت الحكومة التنظيم السرى المسلح، والذى أعاد ترتيب أوراقه بعد مقتل حسن البنا هو حسن الهضيبى مرشد الجماعة نفسه، فهل هناك جماعة سلمية تنبذ العنف تؤسس تنظيما سريا مسلحا؟".

 

 

واستطرد البشبيشى: "ثم عاد الإخوان سنة 1965 بتأسيس تنظيم مسلح بزعامة سيد قطب أعلى قيادة إخوانية وقتها، واتفق هذا التنظيم على عمل انقلاب دموى فى مصر، وفعلا تم الاتفاق على تهريب السلاح عن طريق السودان وكانت الوثائق المضبوطة تعترف بأنهم كانوا سينسفون القناطر الخيرية ويحرقون أكشاك الكهرباء ونسف الكبارى، وبعد مجىء عمر التلمسانى فى السبعينيات عاد الإخوان للعنف بحادثة الفنية العسكرية سنة 1974 والتى كانوا يخططون فيها لقتل السادات واحتلال القصر الجمهورى ومبنى الإذاعة والتليفزيون، وهناك اعترافات من المتهمين طلال الأنصارى وصالح سارية بأن الخطة تم وضعها فى منزل زينب الغزالى أحد القيادات الكبرى للجماعة الإرهابية، وهم الذين أسسوا تنظيم القاعدة عن طريق أسامة بن لادن الإخوانى، وعبد الله عزام الإخوانى، وأيمن الظواهرى الإخوانى، الذى سفره الإخوان لأفغانستان".

 

وتابع البشبيشى: "من المحطات المهمة فى تاريخ الإخوان للعنف ما حدث عندما مهدت مجلة الدعوة الناطقة بلسان الإخوان والتى كان يرأسها عمر التلمسانى، وحرضت ضد السادات، وعلى المنابر كفر شيوخ الإخوان حتى أطلق عليه شباب تأثروا بتحريض الإخوان االرصاص فاغتالوا السادات"، متسائلا:"أى عنف هذا الذى يريد التنظيم التبرؤ منه أنها خدعة لغسيل وجه هذه الجماعة الدموية، ونحن لكذبهم لبمرصاد".







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة