كشف عماد على، قائد مراجعات السجون داخل الإخوان، كواليس القرارات التى كانت تتخذها جماعة الإخوان فى 25 يناير 2011، والأوامر التى صدرت لهم خلال تلك الأحداث، مشيرا إلى أنه قبل يوم 25 يناير، وعندما كانت هناك دعوات للتظاهر ، لم يكن الأمر عند الداعين له أو لدى التيارات السياسية أكثر من مجرد دعوة للإحتجاج على الوضع السياسي في مصر، ولم تتصاعد فكرة إسقاط النظام .
وقال على ، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن جماعة الاخوان كانوا مذبذبين بين أن يشاركوا فى الأحداث أو الابتعاد ، من ناحية هم لا يريدون أن يكونوا بعيدا عن الفصائل السياسية والشعبية حتى يضمنوا موقعا هاما اذا ما تطورت الأمور وحدث تغيير في الوضع السياسي القائم، وفي ذات الوقت لا يريدون الصدام مع النظام الحاكم ، فى حال فشل الإحتجاجات ، ومن ثم كان موقف الجماعة هو المشاركة الرمزية فى يوم 25 يناير ، واختاروا حينها بعض الأفراد من كل محافظة وهو عدد قليل بالنسبة لعدد أفراد الجماعة الإجمالي ليشاركوا في المظاهرات.
وأضاف على ، أنه بعد تطور الأمور وارتفاع التوقعات بالتغير ، كان قرار " الاخوان " بالمشاركة بكامل قوتها في الأحداث، وكان ذلك بداية من يوم28 يناير، وبدأت فى المحافظات ، وبعد موقعة الجمل كان القرار بنقل كل تظاهرات الاخوان إلى التحرير.
وأوضح عماد على، أن الجماعة بحكم كثرتها العددية والنزول بكامل قوتها من يوم 2 فبراير كانت قادرة على أن تشكل أغلبية منظمة ، بين باقي القوي السياسية، بالإضافة إلى انها كانت وقتها بالنسبة للكثير من الغير منتمين سياسيا هي البديل المناسب الذي طال انتظاره للنظام الحاكم، وبالتالي كانت قادرة على السيطرة على الميدان كأنها هي صاحبة المبادرة ومحركة الثورة الأولى.
ولفت قائد مراجعات الإخوان فى السجون، إلى أن الجماعة لها مشروعها الخاص ، والحكم يمثل للجماعة هدفا مرحليا ، تسعي من خلاله الي إقامة الدولة الإسلامية والخلافة، ومن ثم ففكرة الحكم لديها هي أمر ديني محض، وهي بذلك لا يوجد لديها بديل سوى أن تحكم لأنها ترى أن تطبيق الشريعة ، لن يكون إلا من خلال الجماعة وبالتالي فاختطاف الجماعة للثورة وللحكم لم يكن مخادعة ، بقدر ما هو تنفيذ لمشروع قامت من أجله الجماعة، وهي لذلك لم يكن لديها مانع في ممارسة الانتهازية السياسية والتضحية بأى مكسب آخر ولو كان ضد الشعب في سبيل الوصول لهدفها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة