لا يمكن خلال حديثنا عن كيف استغلت الإخوان أحداث 25 يناير، لتوجيهها لتحقيق مصالحها، أن لا نستند إلى شهادات قيادات منشقة عن الجماعة كانت فى ذلك الوقت قيادات بالتنظيم، وكانت على علم بالأسرار الخاصة بالجماعة وكيف وضعت خطة السيطرة ، لتحكى لنا شهادتها بشأن تلك الأحداث.
قيادات الإخوان السابقين كشفوا عن خفايا تحركات التنظيم خلال أحداث 25 يناير حيث شحنوا الشباب بدءا من 28 وبدأت اتصالات مع الجانب الأمريكى لترتيب الأوضاع، وكشفوا عن مفاجأة قرار من واشنطن جاء للتنظيم بضرورة النزول بجمعة الغضب.
فى هذا السياق، أكد طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن كل القوى والأشخاص التى كانت تخطط للنزول يوم 25 يناير كانت ترغب فى مشاركة الاخوان فى ذلك اليوم وقيادات الإخوان أحجمت عن المشاركة و لكنها تركت عدد محدود جدا من كوادرها غير المشهورين للمشاركة كنوع من التواجد الغير مؤثر، مخافة أن يدفع الإخوان الفاتورة لو فشلت هذه التحركات.
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه من يوم 26 يناير تغير موفف الاخوان بناء على اتصالات خارجية و تطمينات جائتهم من الأمريكان ومن قيادات فى التنظيم الدولى و فعلا حشد الاخوان لما يسمى جمعة الغضب فى يوم 28 يناير، و منذ ذلك اليوم سيطر الاخوان تماما على المشهد لانهم الاكثر تنظيما و عددا و موارد مادية و بشرية، الاخوان كانوا الجسم الرئيسى لما حدث فى 28 يناير و ما بعدها.
وبشأن القرارات التى جاءت لهم فى 25 يناير من قيادات الجماعة، قال طارق البشبيشى: كان القرار عدم المشاركة فى يوم 25 يناير، ثم جاءت اوامر بالحشد الكبير بعد صلاة الجمعة يوم 28 يناير، حيث جاءتهم أوامر من الخارج بالمشاركة وعدم ترك الساحة لان نظام مبارك سيرحل و لابد أن يتواجد الإخوان حتى يكونوا جزء من المشهد بعد رحيل نظام مبارك.
وفى ذات الإطار كشف عماد على، قائد مراجعات الإخوان داخل السجون، كواليس القرارات التى كانت تتخذها جماعة الإخوان فى 25 يناير 2011، والأوامر التى صدرت لهم خلال تلك الأحداث، مشيرا إلى أنه قبل يوم ٢٥ يناير وعندما كانت هناك دعوات للتظاهر في ذلك اليوم لم يكن الأمر عند الداعين له أو لدى التيارات السياسية اكثر من مجرد دعوة إلى احتجاجات على الوضع السياسي في مصر وكانت هناك بعض المطالب التي لم تصل وقتها في ذهن المتظاهرين إلى فكرة إسقاط النظام والثورة عليه.
وأضاف قائد مراجعات الإخوان فى السجون، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الأمور تطورت بعد أيام وانتهت إلى ما انتهت اليه، وقد كان الإخوان حينها مذبذبين بين ان يشاركوا في ذلك اليوم فهم من جهة لا يريدون ان يظهروا كفصيل منعزل عن باقي الحركة السياسية والشعبية حتى يضمنوا موقعا هاما اذا ما تطورت الأمور وحدث تغيير في الوضع السياسي القائم، وفي ذات الوقت لم يكن يريدون الصدام مع النظام الحاكم مخافة أن تفشل تلك التحركات والتظاهرات عن أحداث تغيير ما؛ ومن ثم كان موقف الجماعة هو المشاركة الرمزية في يوم ٢٥ يناير واختاروا حينها بعض الأفراد من كل محافظة وهو عدد قليل بالنسبة لعدد أفراد الجماعة الإجمالي ليشاركوا في المظاهرات.
وتابع قائد مراجعات الإخوان فى السجون، أنه بعد أن تطورت الأمور وكان هناك تنبؤ بأنه ثمة تغيير هام قد يحدث كان قرار الجماعة بالمشاركة بكامل قوتها في الأحداث، وكان ذلك بداية من يوم ٢٨ يناير، حيث كان يشارك أبناء كل محافظة في داخل محافظتهم فقط وكان عدد قليل يذهب إلى ميدان التحرير، ثم بعد موقعة الجمل كان القرار بنقل كل التظاهرات إلى التحرير.
وأوضح عماد على، أن الجماعة بحكم كثرتها العددية والنزول بكامل قوتها من يوم ٢ فبراير كانت قادرة على أن تشكل أغلبية منظمة بين باقي القوي السياسية، بالإضافة إلى انها كانت وقتها بالنسبة للكثير من الناس الغير منتمين سياسيا هي البديل المناسب الذي طال انتظاره للنظام الحاكم، فبالتالي كانت قادرة على السيطرة على الميدان كأنها هي صاحبة المبادرة ومحركة الثورة الأولى.
ولفت قائد مراجعات الإخوان فى السجون، إلى أن الجماعة لها مشروعها الخاص والحكم يمثل للجماعة هدفا مرحليا تسعي من خلاله الي إقامة الدولة الإسلامية والخلافة، ومن ثم ففكرة الحكم لديها هي امر ديني محض، وهي بذلك لا يوجد لديها بديل سوي ان تحكم هي لأنها ترى أن تطبيق الشريعة لن يكون إلا من خلال الجماعة وبالتالي فاختطاف الجماعة للثورة وللحكم لم يكن مخادعة بقدر ما هو تنفيذ لمشروع قامت من أجله الجماعة، وهي لذلك لم يكن لديها مانع في ممارسة المثير من الانتهازية السياسية والتضحية بأي مكسب آخر ولو كان ضد الشعب في سبيل الوصول لهدفها.
من جانبه كشف إبراهيم ربيع، القيادى السابق بجماعة الإخوان، تاريخ الانتهازية للجماعة منذ نشأتها، وتاريخ خداعها للشعب المصرى، مشيرا إلى أت تنظيم قطعان الإخوان تاريخ من الانتهازية والاستغلال والكذب ، فتنظيم الاخوان تنظيم سري يعني تنظيم انتهازي يمارس الكذب بالضرورة .
وأضاف القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن هذا التنظيم هو أول من أسس مدرسة الانتهازية البغيضة والميكافيلية المتوحشة ومارسوا المزايدة والتدليس على الجميع وتاجروا بكل شئ الدين والدم فى تحقيق مغانم مالية ومكاسب سياسية، وقد مارس الإخوان الكذب والتلاعب بكل التيارات السياسية، فبداية من 1938م الى عام 1942م تحالفوا ضد الوفد مع القصر وأحزابه ، ثم من 1942م حتى عام 1944م تحالفوا ضد القصر وأحزابه مع الوفد، من 1944م حتى 1948م استعراض العضلات وأعمال العنف.
وتابع القيادى السابق بجماعة الإخوان: في 1984 تحالفوا مع الوفد للوصول الى البرلمان ووصل لهم 14 نائبا، وفي 1987 نقضوا العهد مع الوفد الليبرالي وتحافوا مع نقيضيه حزب العمل والاحرار الاشتراكيين وبعد وصل لهم 36 نائب نتيجة هذا التحالف نقضوا العهد معه، في الانتخابات الرئاسية 2005 اعلنوا دعمهم لمبارك ووجهوا قطعانهم لانتخاب ايمن نور ، في 2011 رأى الجميع الانتهازية والاستغلال والكذب رأي العين .
ولفت إبراهيم ربيع، إلى أن الإخوان زيفوا وعي الجماهير بحقيقة الأوضاع واولويات الإصلاح، وحرضوا الشباب وشحنوهم بالشعارات الجوفاء واماني الوهم والسراب والأرقام المضروبة عن وضع البلد وإمكانياتها استغلوا برائتهم ونبلهم ونقائهم وركبوا الموجة وأخذوا الشباب رهائن في الميدان واستخدموهم دروع ثورية يحرضوهم على التخريب لارباك النظام والضغط على مؤسسات الدولة ليتفرغون هم للتفاوض مع الأمريكان والصهاينة على التمكين والدعم مقابل بيع الوطن كقطع غيار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة