أكرم القصاص - علا الشافعي

الكنيست يواصل التدليس فى إثبات الوجود الإسرائيلى بعد 70 عاما.. يُشرعن العنصرية رسميا ويقر قانون القومية.. الصهيونية تكرس لغتها وناشيدها وعلمها لطمس هوية فلسطين.. ومشاورات مع الأمم المتحدة لحماية المدنيين

الخميس، 19 يوليو 2018 05:00 م
الكنيست يواصل التدليس فى إثبات الوجود الإسرائيلى بعد 70 عاما.. يُشرعن العنصرية رسميا ويقر قانون القومية.. الصهيونية تكرس لغتها وناشيدها وعلمها لطمس هوية فلسطين.. ومشاورات مع الأمم المتحدة لحماية المدنيين الاستيطان ونتنياهو والكنيست الإسرائيلى- أرشيفية
كتب محمد سعودى ووكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استمرارا لجرائم الاحتلال الإسرائيلى، وتكريسه للعنصرية والتمييز ضد الفلسطينيين والعرب داخل الأراضى الفلسطينية المحتلة، أقرّ الكنيست الاسرائيلى، اليوم الخميس، مشروع قانون ينص على أن إسرائيل هى "الدولة القومية للشعب اليهودى"، وأن القدس عاصمة لإسرائيل، كما يشجع على الاستيطان ويدعمه فى مخالفة صارخة للقوانين الدولية وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.

الكنيست الإسرائيلى- أرشيفية
الكنيست الإسرائيلى- أرشيفية

 

 قانون القومية الإسرائيلى الذى يقوم على مبادئ العنصرية وتهويد أرض فلسطين، جعل العبرية لغة رسمية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، واستبعد اللغة العربية التى كانت إلى جانب العبرية لغة شبه رسمية داخل الأراضى المحتلة، ونص على أن حق تقرير المصير فيها "يخص الشعب اليهودى فقط"، الأمر الذى يستثنى فلسطينيى 48 ويهمش دورهم السياسى والاجتماعى فى البلاد.

 

 

شرعنة الاستيطان

كما أن هذا القانون الإسرائيلى المخالف لقرارات المنظمات الدولية، يسهم فى شرعنة الاستيطان، حيث ينص على أن سلطات الاحتلال الإسرائيلى تعتبر تطوير الاستيطان اليهودى "قيمة قومية"، وتعمل على تشجيعه، ودعم إقامته وتثبيته وتأسيسه، فى انتهاك صريح لقرار مجلس الأمن الذى يؤكد على عدم مشروعية المستوطنات المقامة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، ويطالب بالوقف الفورى والكامل لجميع الأنشطة الاستيطانية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة بما فى ذلك شرقى القدس.

لذلك يؤكد المراقبون أن إقرار البرلمان الإسرائيلى لقانون القومية، بأغلبية 62 نائبا مقابل معارضة 55 وامتناع اثنين، يُعد تكريسا للعنصرية فى زمن باتت فيه جزءا من الماضى، لاسيما أن القانون يقوم على مبادئ أساسية تعتبر أن "أرض إسرائيل هى الوطن التاريخى للشعب اليهودى"، وأن "دولة إسرائيل هى الدولة القومية للشعب اليهودى"، وأن "القدس الكاملة والموحدة هى عاصمة إسرائيل".

الاستيطان
الاستيطان

نواب فى الكنيست يمزقون القانون

فى إطار ذلك، قام نواب القائمة المشتركة العرب بنهاية التصويت بتمزيق نص القانون، ما دفع رئيس الكنيست إلى طردهم. بينما كان هؤلاء يصرخون "أبارتهيد، أبارتهيد"، فى إشارة الى الفصل العنصري. فيما رحب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بتبنى النص، وقال بعد التصويت إنها "لحظة حاسمة فى تاريخ إسرائيل تكرّس لغتنا ونشيدنا وعلمنا".

طمس الهوية العربية الفلسطينية

فى سياق متصل، قالت حكومة الوفاق الوطنى الفلسطينية، إن ما يسمى (قانون القومية) الاستعلائى العنصري، والذى صادق عليه "الكنيست" الاسرائيلي، هو محاولة أخرى لطمس الهوية العربية الفلسطينية، ومن أجل إرساء أسس العداء والبغضاء على أنقاض (السلام المنشود) الذى نسعى مع أصدقائنا من كافة أنحاء العالم إلى إنعاشه فى بلادنا والمنطقة".

جاء ذلك فى تصريح للمتحدث الرسمى باسم الحكومة يوسف المحمود: وأضاف "إن ما اقترفته أيدى المسؤولين الإسرائيليين من خلال سنهم مثل هذا القانون العنصرى المعادى لكافة قيم الحرية والديمقراطية والإنسانية، يعتبر شن حرب على أبناء شعبنا وأرضنا فى محاولة أخرى لاستهداف وجود شعبنا وطمس تراثه المجيد الذى يمتد إلى بدايات فجر التاريخ."

واستطرد المتحدث قائلا :" أن ما يسمى قانون القومية الاسرائيلى يتحدث عن إبقاء الاحتلال على عاصمتنا الأبدية مدينة القدس الشرقية، والتى تعتبرها القوانين والشرائع الدولية ضمن أرضنا المحتلة إثر عدوان عام 67، وتعترف بها اكثر من 138 دولة على انها عاصمة دولة فلسطين، إضافة إلى الحض على تشجيع الاستيطان واعتباره قيمة عليا، وذلك فى الوقت الذى تعتبر فيه دولة الاحتلال مستوطناتها الاحتلالية المقامة على أرضنا وعلى ممتلكات أبناء شعبنا جزءًا منها، وهذا تحريض وتشريع باستمرار العدوان الاحتلالى الاستيطاني" .

وتابع المتحدث الرسمى "ان القانون الاحتلالى الذى ينضح عنصرية، يشرع المساس بلغتنا العربية (لغة الانسان التاريخية) اللغة التى اخترع أهلها الأبجدية وكانت هدية العرب الحضارية الأولى إلى الانسانية، وهى اللغة التى أول ما تحدث بها البشر ومن خلالها تم التعارف والتفاهم على الخير والبناء وتعمير كوكبنا الأرضى، وأضاف " أن ما تقوم به دولة الاحتلال يهدد القيم والأصول والشرائع ويهدد الأمن والسلام"، وجدد مطالبة المجتمع الدولى التحرك من أجل وقف هذه الإجراءات الاحتلالية الخطيرة .

نتيناهو
نتيناهو

 

جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة أوضاع فلسطين.. 24 الشهر الجارى

من ناحية أخرى، أعلن مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور رياض منصور، أن مجلس الأمن الدولى سيعقد جلسة مفتوحة فى الرابع والعشرين من الشهر الجارى حول الحالة الفلسطينية بمشاركة كافة أعضاء المجلس وعدد كبير من الدول.

وقال منصور - فى تصريحات لإذاعة "صوت فلسطين" :"إن الجلسة ستقدم إحاطة باسم الأمين العام للأمم المتحدة من قبل نيكولاى ميلادينوف حول الأوضاع على الأرض فى فلسطين، وما هو المطلوب من مجلس الأمن الدولى ليتحمل مسؤوليته فى حفظ الأمن والسلم الدوليين".

وأوضح مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة أن هناك مشاورات مكثفة من قبل أطراف عديدة مع طواقم الأمين العام للأمم المتحدة من أجل أن يلبى التقرير الذى سيصدره مسألة الحماية للسكان المدنيين فى الأراضى المحتلة من العدوان الإسرائيلى ضد الأهالى فى القطاع والأراضى الفلسطينية المحتلة.

وأشار منصور إلى اجتماع عقد قبل أيام مع السفراء العرب فى الأمم المتحدة وتم الاتفاق على تشكيل فريق من السفراء للالتقاء مع وكيل الأمين العام للشؤون السياسية لمناقشة بعض الأفكار والمقترحات المتعلقة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، معربا عن أمله أن يتضمن تقرير الأمين العام القادم - التى تنتهى مدة إصداره فى السادس عشر من الشهر القادم - هذه الأفكار والمقترحات.

الجامعة العربية تدين مصادقة الكنيست على القانون العنصرى

أدانت الأمانة العامة للجامعة العربية، مصادقة الكنيست الإسرائيلى، على "قانون القومية" العنصري، مؤكدة أن إقرار هذا القانون وكل القوانين التى تحاول سلطات الاحتلال فرضها وتكريسها بالقوة "قوانين باطلة ومرفوضة ولن تُرتِب للاحتلال أى شرعية".

واعتبرت الجامعة العربية - فى بيان اليوم الخميس - أن المصادقة على هذا القانون الخطير هو إضافة إلى ما ينطوى عليه من تنكر لحقوق الشعب الفلسطينى على أرضه التاريخية وامتداد للإرث الاستعمارى وترسيخ لممارساتها العنصرية وفى مقدمتها إلغاء الآخر عبر فرض الوقائع على الأرض بالقوة، وعبر تقنين الاستيطان وإطلاق يد سلطات الاحتلال الإسرائيلى للمزيد من العبث من خلال مصادرة الأراضى وتجريفها وهدم المنازل وهضم الحقوق الفلسطينية.

وأشارت الجامعة إلى أن مصادقة الكنيست الإسرائيلى على مشروع ما يسمى بِـ (قانون القومية) والذى ينص على أن (دولة إسرائيل هى دولة الشعب اليهودى وأن اللغة العبرية هى اللغة الرسمية وأن الدولة مفتوحة أمام قدوم اليهود ولم الشتات وتشجع الاستيطان وتعتبره من الأمور التطويرية)، يجعل من دولة الاحتلال الإسرائيلى "دولة يهودية"، فى خطوة جديدة لضم الضفة الغربية لتكريس العنصرية وشرعنة (الأبارتايد) وممارسة التطهير العرقي، ذلك النهج الذى دأبت عليه سلطات الاحتلال، بما يؤكد استمرار تصرفها وكأنها "دولة فوق القانون"، محذرة مما يعنيه هذا القانون ويرسخه من مضامين التمييز العنصرى والاستهداف ضد أبناء الشعب الفلسطينى داخل الخط الأخضر.      

القانون.. رسالة إسرائيلية للرفض حل الدولتين

من جانبه، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن "مصادقة الكنيست الإسرائيلية فجر اليوم، على ما يسمى بـ(قانون القومية) فى إطار الجهود التى يبذلها اليمين الحاكم فى إسرائيل تأتى لإعادة رسم وهيكلة مفاصل دولة الاحتلال كافة، وفقا لأيديولوجيته الدينية الظلامية".

وأضافت الوزارة، فى بيان لها، "إن هذه الأيديولوجية تأتى عبر مجموعة واسعة من القوانين انكبت حكومات نتنياهو المتعاقبة على تشريعها منذ العام 2009، وبشكل خاص القوانين الأساسية التى تعتبر بديلا عن الدستور"، مضيفة :" أن هذا القانون العنصرى يحمل فى طياته رسالة سياسية واضحة ترسلها حكومة اليمين فى دولة الاحتلال إلى كل دول العالم مفادها الرفض القاطع للتعاطى مع أية جهود تبذل لحل الصراع سياسيا على أساس مبدأ حل الدولتين، وحالة الإنكار العلنية للوجود التاريخى والحضارى والثقافى والوطنى للشعب الفلسطينى على أرض فلسطين، وهذا ما صرح به الليكودى "آفى ديختر" الذى اقترح مشروع هذا القانون قائلا بعد إقراره: (يؤكد هذا القانون أن لا أحد قبلنا فى هذه الأرض ولا أحد بعدنا).

واستطردت الخارجية فى بيانها " أن هذا القانون يعتبر امتدادا لما يُسمى بـ(قانون العودة) الذى أقر عام 1950، والذى أغلق الباب أمام عودة المُهجرين الفلسطينيين إلى أرض وطنهم، وشرع الأبواب أمام تهجير يهود العالم إلى دولة الاحتلال بصفتها (دولة الشعب اليهودى أينما وجد)".

وأدانت الوزارة هذا القانون الذى وصفته بالعنصرى والتمييزى واعتبرته أبشع عملية تطاول واستخفاف بالقوانين والمواثيق والشرائع الدولية والمبادئ السامية لحقوق الإنسان، مؤكدة أن إقراره أسقط وللأبد جميع الادعاءات بديمقراطية دولة الاحتلال، وطالبت جميع الأبواق التى كانت تُكيل المديح لما يسمى بـ (ديمقراطية إسرائيل) أن تخجل من نفسها، كما طالبتها بأن تنتقد بشدة هذا القانون الذى يؤكد من جديد أن إسرائيل دولة دينية شمولية استيطانية استعمارية وعنصرية.

 

 

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة