هل يصدق أردوغان نفسه؟.. الرئيس التركى لا يمل من الحديث عن الديمقراطية والتصرف بديكتاتورية.. يهاجم الاتحاد الأوروبى ليلا ونهارا ويحلم بالانضمام له.. يتحدث عن حل سياسى فى سوريا ويستكمل عملياته العسكرية بمدنها

الجمعة، 13 يوليو 2018 03:00 م
هل يصدق أردوغان نفسه؟.. الرئيس التركى لا يمل من الحديث عن الديمقراطية والتصرف بديكتاتورية.. يهاجم الاتحاد الأوروبى ليلا ونهارا ويحلم بالانضمام له.. يتحدث عن حل سياسى فى سوريا ويستكمل عملياته العسكرية بمدنها الرئيس التركى أردوغان
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تتابع اللقاءات والتصريحات والمؤتمرات الصحفية للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، من الطبيعى أن يقفز إلى ذهنك تساؤل هل يصدق نفسه؟!، خصوصا أنه يشتبك فى العديد من الموضوعات سواء على صعيد الشأن الداخلى التركى أو الإقليمى أو الدولى خصوصا أن أحاديثه فى كل مرة يثبت كذبها فى نهاية المطاف!.

فى 17 ديسمبر عام 2014، وقف الرئيس التركى مزهوا بنفسه وسط أنصاره فى كونيا بوسط تركيا، وكعادته استخدم شعاراته الرنانة، مطلقًا سيلا من الانتقادات ضد الاتحاد الأوروبى الذى كان يندد بحملات شرطته فى الأوساط الصحفية، حيث قال أردوغان وقتها:"يقولون إنهم سيعطون تركيا درسا فى الديمقراطية، قوموا بعناء المجىء إلى هنا كى تلقنكم تركيا مثل هذا الدرس".

تناقضات أوروبية

المفارقة فى حديث أدروغان فى عام 2014 أنها جاءت ردا على انتقادات الأوروبيين لاعتقاله 30 شخصا ومنهم صحفيون معارضون، ووفقا لشبكة "سكاى نيوز" فإنه تم تذكير أردوغان فى ذلك الحين بأن التقدم فى المفاوضات لانضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبى رهن باحترام قواعد الديمقراطية.

والأغرب فى سلوك الرئيس التركى أنه ينتقد فى العلن الدول الأوروبية المتحفظة على سلوكه الديكتاتورى فى حكم بلاد الأتراك، بينما محاولاته لضم دولته إلى الاتحاد الأوروبى لا تكف منذ 14 عامًا أى بعد توليه المسئولية بعامين.

 وتمر الأيام على أردوغان وتحدث على العديد من التحولات من محاولات تحرك الجيش ضده فى العام قبل الماضى، ليشن حملة واسعة ضد كل معارضيه ويعتقل أكبر عدد من ممكن من الأوساط المختلفة وعلى رأسها الوسط الصحفى، ثم يقوم فيما بعد بإجراء تعديلات دستورية تحول البلاد من النظام البرلمانى إلى الرئاسى لمنحه أكبر قدر ممكن من الصلاحيات، وبعدها يقوم الرئيس التركى بالدعوة لانتخابات مبكرة وبالتأكيد فاز بها.

الغريب أنه بعد كل التحولات السريعة فى تركيا بالعامين الماضيين خرج أدروغان بعد فوزه فى الانتخابات الأخيرة، يتحدث إلى العالم قائلا :"أتمنى أن تكون انتخابات 24 يونيو فاتحة خير على بلادنا"، مضيفا أن تركيا قدمت درسا فى الديمقراطية للعالم بأسره عبر نسبة مشاركة بالانتخابات قاربت 90%!.

أكاذيب داخلية

يعتقد أردوغان أن تركيا قدمت درسا للديمقراطية للعالم بأسره، لذا قدم هدية للشعب التركى متمثلة فى إقالة حوالى 18 ألفا من موظفى الخدمة المدنية التركية، من بينهم 9 آلاف شرطى و6 آلاف عسكرى وألف من موظفى وزارة العدل، وذلك بحسب التقارير للصحافة التركية.

هدايا أردوغان لم تقتصر على هذا، بل أنه بدأ يومه الأول فى الولاية الجديدة بتعزيز سلطاته التنفيذية بإصدار عدد من القرارات التى تركز على البنوك، والنظام الرئاسى الجديد، وكيفية تعيين المسئولين، وهذا طبقا لما أورته هيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سى".

ووفقا لـ"بى بى سى" منح أردوغان نفسه سلطة اختيار محافظ البنك المركزى ونوابه، وكذلك أعضاء لجنة السياسات النقدية للسنوات الأربع المقبلة، كما أصدر مرسومًا آخر يقضي بتعيين الفريق أول ياشار غولر رئيسًا جديدًا للأركان العامة للقوات المسلحة، خلفًا لخلوصى آكار، الذى تولى حقيبة الدفاع فى التشكيلة الوزارية الجديدة.

وبناء على سلسلة القرارات والمراسيم التركية وصفت هيئة الإذاعة البريطانية أردوغان بأنه أصبح بشكل رسمى أكثر رؤساء تركيا نفوذا منذ مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية.

ورغم وصف كثير من الصحف العالمية لأردوغان بأنه الأكثر نفوذا فى تاريخ تركيا وأحيانًا الأشد ديكتاتورية لكنه مازال يردد أنه يقدم درسا للديمقراطية للعالم بأسره وحتى أعرق الدول الأوروبية، لكن المفارقة أنه منذ أيام عين فى الحكومة الجديدة صهره برات آلبيراق فى حقيبة المالية والخزانة وهى إحدى أهم الوزارات بكل تأكيد مما يدل على أنه لجأ لأهل الثقة ولا يشغله أهل الكفاءة مع العلم أنه لم يسمع أحد بدور بارز أو إنجاز لبرات البيراق يؤهله لهذا المنصب.

الأزمة السورية

أكاذيب أردوغان لا تقتصر على الداخل فقط إنما تمتد إلى السياسية الخارجية، على سبيل المثال لا الحصر منذ بداية الأزمة السورية تحدث أردوغان مرارًا وتكرارًا عن حل سياسى للأزمة لكنه عندما شعر بوجود تهديدات لمصالحه من قبل الأكراد، وهى الفئة التى تصنفها تركيا كجماعة تركية، فأمر على الفور بإطلاق عمليات عسكرية فى منطقة عفرين ورغم وجود رفض دولى لهذه التحركات ووجود احتجاجات فى العاصمة التركية أنقر نفسها إلا أن أردوغان ظل مصر على قرار!.

اللافت أن أردوغان لايزال يتحدث عن الحل السياسى للأزمة السورية، ومحاولات تقريب وجهات النظر وفى نفس الوقت فإنه تحدث فى الخطابة الذى تلى فوزه بالرئاسة أن العمليات فى سوريا مستمرة حتى تحرير الأرض!.

ما سبق وغيره من أكاذيب يرددها دومًا الرئيس التركى فى محاولة لإقناع نفسه بأنه يسير فى الطريق الصحيح، وكل المخالفين له فى الرأى يحاولون إحباطه، يثبت أن الديمقراطية التى يراها أردوغان غير التى يراها العالم أجمع.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة