وجه قطاع الأمن الوطنى أمس ضربة استباقية ناجحة بضبط خلية مكونة من طلاب جامعة دمنهور عقب قيامهم بعقد لقاء تنظيمى داخل أحد الأوكار بالبحيرة، وهم: الإخوانى محمد م، (25 سنة)، مقيم فى منشية إفلاقة، وحاصل على ليسانس آداب قسم فلسفة، وسبق اتهامه فى القضيتين رقم 1426 و11435- 2014 إدارى قسم شرطة دمنهور، تجمهر وتظاهر، ووالده من القيادات الإخوانية المحبوسة. والإخوانى محمد خ، 23 سنةالمقيم بعزبة حسن، أبوالمطامير، وطالب بالفرقة الثالثة، بكلية الآداب جامعة دمنهور. والإخوانى أحمد ن، 22 مقيم بدمنهور، وطالب بالفرقة الرابعة كلية زراعة جامعة دمنهور، ومطلوب ضبطه على ذمة القضية رقم 5621 - 2015، جنح قسم دمنهور، تجمهر وتظاهر، ووالده من القيادات الإخوانية المحبوسة والإخوانى فرج ع، 21 سنة المقيم بقرية نجيب، منطقة ثروت بأبو المطامير، والطالب بالفرقة الثالثة، بكلية التربية جامعة دمنهور.
وعثر بحوزة المتهمين على أوراق تنظيمية، خاصة بالعمل الطلابى، واستقطاب الطلاب الجدد عند بداية العام الدراسى الجديد، وخطة الجماعة الإرهابية التى تهدف إلى إعادة إحياء نشاطهم المناهض بأوساط المواطنين.
ويرى خبراء مكافحة الإرهاب الدولى والمختصين فى شؤون الجماعة أن هذا الفكر قديم وأن أعين الأمن لهم بالمرصاد، حيث قال اللواء محمد زكى مساعد وزير الداخلية الأسبق وخبير مكافحة الإرهاب الدولى فى تصريحات لـ”اليوم السابع” إن جماعة الإخوان الإرهابية من قديم الأزل تسعى للتغلغل بين أوساط المجتمع عن طريق أنشطة النوادى والنقابات والاتحادات الطلابية وصولاً لدولة الاسلام كما يزعمون.
وأضاف اللواء زكى بعد ثورة 25 يناير 2011 وما تلاها من أحداث وتولى المعزول حكم مصر لمدة عام توهمت الجماعة أن مخططاتهم القديمة فى الوصول لفئات المجتمع قد مكنهم من البقاء للأبد فى الحكم والسيطرة انهم سيطروا وما ساعدهم على ذلك عدم وعى المصريين بأهمية النزول للمشاركة فى انتخابات النقابات والنوادى والإتحاد الطلابى بالجامعات فكانت النتيجة تخطيط منظم من تلك الجماعة التى نجحت فى الوصول لأهدافها، ولكن سرعان ما تدارك المصريون الخطر واكتشفوا أن تحركات تلك الجماعة ما هى إلا خطة فى اطار السعى لتشكيل رصيد شعبى لمجتمع المسلمين، كما يتوهم الجماعة من خلال السيطرة على النقابات والأنشطة الطلابية وهيئة التدريس والأندية الرياضية وهذا سعى غير مسموح به ويجب أن تقف له جميع مؤسسات الدولة والشعب وراء أجهزة الأمن للقضاء عليه.
وأشار اللواء زكى أن هذه الاجتماعات الفاشلة وغيرها تهدف لإحياء نشاط الجماعة التى عزلها الشعب والقانون من الحياة السياسية وتم تجريم كل من ينضم إلى هذه المجموعات التى لازالت تحاول إحياء فكر الجماعة من جديد بأنشطة لم تثبت جديتها.
وختم: أن توصل أجهزة الأمن لاجتماع هؤلاء الشباب فى تلك اللحظة يدل على يقظة أعين الأمن وأنهم يعملون بحرفية ودقة خاصة بتقنين إجراءات الضبط وسرعة العرض على الجهة القضائية وهذا فى حد ذاته نجاح للأمن وعنوان أخر لتعاون الأهالى مع أجهزة الامن حيال تلك الجماعات، لأن المواطن بلغ سن الرشد السياسى، والأمن لا يعمل إلا من خلال معلومة.
اللواء محمد زكي مساعد وزير الداخلية الأسبق
أما اللواء محمد صادق وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق يرى أن التنظيم ليس لدية جديد وضربات الأمن المتلاحقة عليهم منذ ثورة 30 يونيه وعزل مرسى وجماعته أجهضت الكثير من المخططات ومخطئ من يظن أن فكرهم فى تطور، لأن فكر الأمن أصبح أكثر تطوراً خاصة بعد بروتوكول التعاون التى وقعها وزير الداخلية مع عدد من ممثلى الأمن بدول كبرى فى مجال تبادل المعلومات الأمنية وتبادل الخبرات والتدريبات الحديثة وورش العمل التى يعقدها إنتربول القاهرة مع الدول الأعضاء بمنظمة الأنتربول الدولى، والآن هناك قاعدة بيانات موجودة للمقاتلين الأجانب وتحركاتهم بنى الدول، وقاعدة بيانات أخرى للعناصر الإرهابية وهناك رصد لاتصالاتهم وتحركاتهم بالخارج كل هذا ساهم فى القضاء عليهم وشل تفكيرهم الذى ما زال محدودا ويتجه نحو استقطاب النشء وشباب الجامعات.
وأكد وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق أن قطاع الأمن الوطنى له دور حيوى فى ضبط تلك العناصر، وتقديم الأدلة الدامغة على إجرامهم للنيابة وله دور آخر على متابعتهم داخل السجون، بالإضافة إلى فحص أسرهم وانتماءاتهم لأنه بحكم القانون أصبح الانتماء لتلك الجماعة مجرم بحسب القانون.
أما ثروت الخرباوى القيادى السابق بتنظيم جماعة الإخوان، يرى أن فكر الجماعة لم يتغير وقال لـ”اليوم السابع” إن اختراق الجامعات من الأعمال التقليدية للجماعة قبل العام الدراسى وكان هذا العمل يتبع لقسم الطلاب.
وأضاف أنه بضبط خلية طلاب جامعة دمنهور أمس، فهذا يعد مؤشرا أن هناك قدرا من الانتظام قد عاد للجماعة لمواصلة العمل السرى، والذى يتم ببطء وهدوء فى هذه المرحلة وحرص شديد على ألا يشعر بهم أحد.
وحذر الخرباوى أن الجامعات المستهدفة حالياً من قبل تلك الجماعة هى الجامعات الإقليمية بعدما أفلت رؤساء جامعات القاهرة وعين شمس والإسكندرية والأزهر الفرصة، خاصة بعد الإجراءات التى اتخذها رئيس جامعة القاهرة السابق جابر نصار ومن بعدة رئيس الجامعة الحالى الدكتور محمد الخشت للتصدى لمخطط الجماعة الإرهابية باستغلال الطلبة للتسلل للجامعة من خلال الأنشطة الطلابية، فقرروا الانسحاب بشكل تكتيكى من جامعة القاهرة وعين شمس وجامعة الإسكندرية وجامعة الأزهر باعتبارهم الجامعات التى عليها الأضواء.
واستكمل الخرباوى: بالتالى جامعات بالزقازيق ودمنهور وبنها والجامعات الإقليمية بصعيد مصر هى خطة الإخوان حالياً للانتشار بين الأوساط الطلابية، والاجتماع الذى رصده الأمن بالبحيرة هو فرع من فروع هذا المخطط.
وأوضح الخرباوى أنه يجب أن نفرق بين أمرين الأول أن الجماعة ستستميت فى الفترات القادمة فى تنفيذ هذا المخطط بغض النظر عن الضربات الأمنية التى ستوجه إليها بدليل أن نفس النشاط كان يمارس فى أزمنة سابقة وكان يستمر ولم توقفه ضربات الأمن وخاصة أن نشاط اختراق الجامعات ليس مسلحا بل يعتمد على سياسة "النفس الطويل" وتجنيد الطلبة وهذا الاجتماع كان بمثابة أعمال تحضيرية لهذا النشاط.
وهناك قاعدة للإخوان وهى وضع نسبة مخاطر وقياساً بما قبل ثورة 25 يناير هذا التوقيت هو أعلى نسب المخاطر عن باقى العصور المختلفة ولهم بدائل للابتعاد عن الضربات الأمنية كتحذير للطلاب بعدم الاجتماع بنطاق محافظتهم وعقده بمحافظة أخرى، وما حدث بدمنهور أعتقد انه خطأ من الطلاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة