آباء ينسجون بعرقهم خيوط مستقبل أبنائهم يومًا بعد الآخر، ويبذلون كل ما بوسعهم من أجل العيش الحلال، فالحرام لديهم خراب بيوت ولعنة على ذريتهم، فما بين موظف عادى لبائع فى كشك أو حتى مدرب بنادى تختلف وظائفهم ووجوههم، لكن قلوبهم الطيبة تحمل علامة مميزة هى الأب المصرى الجدع الشقيان، وفى شهر المرأة الذى يحتفى به الناس بالأم وتكرم فيه الدولة الأمهات المثاليات، تنزل "اليوم السابع" للشارع المصرى وتستمع إلى حكايات آباء نحتوا فى الصخر علشان لقمة العيش.
كابتن منير
رسالة مستمرة
الأب المصرى جدع والأم المصرية أجدع منه، كانت هذه كلمات كمال موضحًا: "الرجل اللى ربنا مش بيرزقه بزوجة صالحة وبيكون بيشتغل شغلانتين وتلاتة ولاده بيفشلوا، الزوجة الصالحة أساس نجاح الأولاد، الأم هى اللى بتربى، وبقول لكل زوجة مصرية انتى مظلومة".
فالرسالة ما زالت مستمرة فصول متتالية يقضيها من عمره بعضها يسجلها الأبناء وأخرى تملؤها حكايات الأحفاد، قائلاً: "لدى خمس أحفاد لهم طلباتهم، وغالبا بتكون فلوس علشان يشتروا اللى هم عايزينه، وهم بيطلبوا تجديد الباقة مثلا وبقتطع من قوتى وقوت مراتى علشان خاطرهم".
صاحب الكشك والعطاء أيضًا

صاحب كشك
داخل كشك بسيط أسفل الكوبرى وجدته ينظف المكان، يمسك بالمقشة ولسان حاله "يا فتاح يا كريم يا رزاق يا كريم"، بحماس يزيل التراب من حوله ويزيل معها الحزن والهموم، هو أبو إبراهيم أب لأربع أطفال 3 بنات وولد، صاحب كشك تغرب من المنيا إلى القاهرة لكى يضمن لأطفاله لقمة عيش أفضل، وليوفر المال لتعيلمهم وتربيتهم وكل احتياجاتهم، كل واحد له مزاج فى حاجة، مبفرقش بينهم والبنات أغلى كمان"

ابو ابراهيم
وأضاف أبو إبراهيم: "اللى مقدرتش أحققه لنفسى هعمله لهم، جميعهم فى المراحل التعليمية، حتى لا أقصر فى حقهم وبعلم ابنى يعتمد على نفسه ويعرف يعنى إيه قيمة العمل قائلاً: "لما بيجي من البلد بيساعدنى فى تنظيف الكشك والوقفة فيه، وأنا براضيه آخر اليوم بعشرة جنيه يجيب اللى هو عايزه، ومش مقصر معاهم لأن اللى معايا بديهولهم".
بائع الجرايد يمنح الجميع السعادة

بائع الجرائد
أما أبو هانى بائع الجرائد الذى خرج عن المعاش منذ سنوات، فلم يقصر فى حق أبنائه الأربعة سواء البنات أو الذكور، ساعدهم فى جهازهم وزواجهم ووفر لهم الشقق خلال خدمته، وهو يفتخر بهم قائلا: "مشفتش حاجة وحشة منهم وأحسن حاجة أنهم مش بتوع مشاكل وعمرهم ماعملولى قلق فى أى حاجة أو مع حد شقيت عليهم باللقمة الحلال علشان كده ربنا بارك فيهم".

ابو هانى
15 جنيها هو حصيلة مكسب أبو هانى فى اليوم، وبالرغم من ذلك لا يبخل فى شراء بلونة أو كرة بلاستيك لأحد أحفاده لكى يدخل البهجة عليهم ولو بحاجة بسيطة قائلاً: "لما بخلص بيع الجرائد بداية من الساعة 7 صباحا حتى الساعة 12 الظهر بعمل اللى عليا واشترى بالفلوس احتياجات لزوجتى أو أكل للبيت وكمان حاجة حلوة لأحفادى وربنا بيبارك، ولو عايزيين عيونى ما تغلى عليهم ".