ندى الديب تكتب: الحب السريع ينافس الوجبات السريعة على مواقع التواصل

الجمعة، 02 فبراير 2018 06:00 م
ندى الديب تكتب: الحب السريع ينافس الوجبات السريعة على مواقع التواصل الحب على مواقع التواصل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مصطلح الحب السريع أو (الفاست فيلينج) كما يسميه أبناء جيلى، هو مصطلح ينطبق تمامًا على الحب والمشاعر حاليًا، فمع تطور التكنولوجيا وتوغل مواقع التواصل الاجتماعى فى حياتنا فقد أصبح الحب حاليًا يبدأ: بأضافة صديق وينتهى ببلوك.

فقد تغير مفهوم الحب حاليًا عن مفهوم الحب قديمًا.. فقديما كان الحبيب يعبر عن مشاعره بكتابة الأشعار لحبيبته ولا يستطيع أن يراها أو يلمحها صدفة فى أى مكان فقد كان يعشق فتاته ويعبر عن حبه بداخله ولا يجرؤ على الكلام معها قبل أن يتزوجها، وأن رفضه أهلها يظل يكتب فيها أشعارًا إلى أن تتزوج هى أو يجد هو من يكتب لها مرة أخرى أشعارًا فى حبها.. حتى فى لحظات الفراق قديمآ فكانت راقية، وكانت تنتهى قصص الحب قديمًا بفراق الأحبة أما بزواج أحدهما أو الموت يفرقهما بينما الطرف الآخر لا يثور ولا يلعن الدهر ولكنه كان يكتفى بكتابة نثرًا أو شعرًا فى فراق حبيبته.

أما حاليا فقد أصبح التعبير عن الحب أسهل وأسرع.. فحاليًا تبدأ قصص الحب فقط بإضافة صديق أو عمل متابعة له ثم تنشأ صداقة بينهما قوية وتتحول إلى حب فى أقل من شهر، ويختلفا وتنتهى قصة الحب العميقة "ببلوك"..

ثم نسأل: من الجانى ومن المجنى عليه فى هذه القصة! لا أحد سوى التسرع فى بناء علاقات سريعة تنشأ من مجرد كتابات من أشخاص وهميين يتبادلان كلمات الحب بينهما.

ومن بين تلك العلاقات هى تلك العلاقة التى شعر صاحبها بإعجابه بفتاة جميلة صاحبة الأفاتار التى تشبه فيه (أنجلينا جولى).. فيعجب الشاب بالفتاة ويتخيل أنها فتاة أحلامه.. ويبادر بالتعرف عليها وتتخيل هى أنه معجب بها فعليا وسريعا يطلب منها أن يقابلها فى الواقع وتوافق هى بدون تردد أملا منها أن يتقبلها كما هى؛ فيتفاجأ هو بأنجيلينا جولى تتحول لنجاح الموجى ويصطدم هو بواقع مرير وتنتهى تلك العلاقة أيضا ببلوك يقضى على أحلام تلك الفتاة.

ولن استثنى الفتيات من مصطلح (الفاست فيلينج)، فلقد أصبحت الفتيات تبحث عن الحب بين كلمات بوست فيسبوكى أو تويتة، وتتخيل أن ما يكتبه هذا الشاب هو لها وتعيش فى ذلك الخيال وما أن طلب الشاب بإضافتها كصديقة تشعر وكأنه طلبها للزواج ويبدآ بتبادل كلمات الحب، وتعيش تلك القصة القصيرة.. حتى تذهب السكرة وتأتى الفكرة وتطرح عليه ذلك السؤال:

متى ستتقدم لخطبتى؟ ليفاجئها هو برده: أنا مفيش حيلتى حاجة أتجوزك بيها ده أنا بدفع اشتراك النت بالعافية وينهى الجملة بأيموشن يبكى.. وتنتهى قصة الحب ببلوك.

وهذا الشاب الذى يستخدم مواقع التواصل للإيقاع بالفتيات والتسلية بمشاعرهن ويوهمهن بالحب الكاذب وما ان تذهب واحدة فيجد الأخرى.. وهو يعيش بمبدأ (مادمت مش هقدر أتجوز فليه مقضيهاش حب وخلاص؟)..

وهنا يجب طرح سؤال:

هل مواقع التواصل الاجتماعى سببا فى تغيير مفهوم الحب لدى الشباب؟.. أم أن الشباب لا يبالى بالحب بسبب إقتناعه بأنه لا يستطيع الزواج؟.. أم أن مواقع التواصل سهلت التعارف بين الشباب والفتيات فأصبح كل شىء بعدها سهلا وسريعا؟

سأنتظر الأجابة من أبناء القرن الحادى والعشرين.. هم فقط من يستطيعون أن يجيبوا على تلك الأسئلة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة