تفاصيل وفاة أم وجنينها بسبب الإهمال بمستشفى منيا القمح بالشرقية.. الزوج: "بوست رجل الدكتور عشان ينقذها فاستدعى الأمن".. وكيل الصحة: تحويل الأطباء للتحقيق.. والنيابة تستعجل تقرير الطب الشرعى.. صور

"فضيت علينا الدار".. من أصعب اللحظات التى تمر على الإنسان هى أن تتحول لحظة فرحته التى طالت لقدوم طفله إلى الشعور بالقهر والانكسار حينما يفقد أقرب الناس إليه وهى الزوجة السند، هكذا هو حال عم أحمد الذى فقد زوجته الحنون وجنينها بسبب الإهمال، فى مستشفى منيا القمح المركزى بالشرقية.

بعيون يكسوها القهر والحسرة ودموع لم يستطع إخفاءها، بدأ أحمد السيد حديثة لـ"اليوم السابع" عن تفاصيل وفاة زوجته "خديجة محمد" 30 عام، فيقول: "وطيت على رجل الدكتور أبوسها ينقذها" قالى "أنا عارف شغلى واستدعى الأمن"، ظلت زوجتى تعانى أربعة ساعات وصوتها يدوى فى المستشفى.. ظلت تنزف حتى توفيت هى والجنين.

يتابع الزوج: "أنا راجل رزقى على باب الله وكنت مع زوجتى نعمل فى بيع الدواجن من خلال التجارة المنزلية، ورغم قلة ذات اليد فهى كانت ضهرى وسندى وتعافر معى من أجل توفير لقمة العيش الحلال، وفى الشهور الأخيرة من الحمل كانت جملتها "أول ما أقوم بالسلامة، هأخذ قرض وافتح محل تنظيف دواجن، عشان نوسع زرق العيال".

ويشير الزوج إلى أن زوجته اعتادت على الولادة القيصرية، حيث وضعت الطفلين مازن 4 سنوات ومريم 3 سنوات، وتوجهت لمستشفى منيا القمح ظهر يوم الأربعاء الماضى 5 ديسمبر، وهى بصحة جيدة، وأفاد الطبيب أن قائمة العمليات لليوم انتهت، وسيتم حجزها للغد لإجراء القيصرية، بمرور الوقت بدأت آلام الولادة تزيد حتى الساعة 11 مساء وازداد الشعور بالألم بشكل كبير، فأمسكت يدى وهى تصرخ "انجدونى بموت"، هرعت للممرضة أسأل "فين الدكتور النوبجتى" فقالت إنه الدكتور "أحمد. ع" وموجود فى الاستراحة، فهرعت إلية اطلب منه الكشف عليها، كتب على ورقة على 3 حقن وقالى اشتريهم من الصيدلية وهى هتاخدهم وهتتحسن".

يكمل الزوج: تعالت صرخات زوجتى من الألم، هرعت إليه عدة مرت للكشف عليها أو نقلها إلى مستشفى أخرى، رفض النزول معى، فى المرة الأخيرة كانت حالتها تدهورت جدا، طلعت للدكتور "أحمد. ع" وطيت على رجلة بوستها إنه ينزل لها، قام باستدعاء الأمن وقال أنا عارف شغلى، بعدما دخلت زوجتى فى نزيف، وحوالى 2.30 فجرا نزل لمتابعة الحالة طلب شراء حقن جديدة و5 أكياس دم، هرعنا لجلبهم، وفى الرابعة فجرا طلب منا إحضار 5 أكياس أخرى من بنك الدم بالزقازيق، فتوجهنا لجلبهم، إلا أن زوجتى توفيت بعد الفجر.

ويتساءل الزوج: فى شرع مين هذا الاهمال الذى تعرضنا له لكى أفقد زوجتى والجنين فى لحظة واحدة، ويتم معاملتنا بهذه الطريقة لأننا ناس غلابة، لقد أترجيت الدكتور أنه يحولنا على أى مستشفى أخرى فرفض حتى نزل من الاستراحة وطردنى.

وفى هذا السياق، قال الدكتور هشام شوقى، مسعود وكيل وزارة الصحة بالشرقية، أنه فور تلقى إخطار بوفاة سيدة شابة إثر انفجار فى الرحم، توجه للمستشفى وقام بفتح تحقيق والتحفظ على الملف الطبى حيث تبين من التحقيقات الأولية عدم تواجد الأخصائى والطبيب المقيم ووجود طبيب مقيم آخر غير مقيد بالنوبتجية، وقرر إيقاف 3 أطباء، لمدة ثلاثة أشهر لحين انتهاء التحقيقات، وتحويل واقعة وفاة السيدة أثناء الولادة للنيابة العامة.

هذا وقرر محمد المراكبى، رئيس نيابة منيا القمح، فى الواقعة المحرر عنها المحضر رقم 2/82 أحوال نقطة شرطة مستشفى منيا القمح، استدعاء طاقم التمريض للإدلاء بأقوالهم واستعجال تقرير الطبى الشرعى لبيان أسباب الوفاة، كما تقرر إخلاء سيبل الطبيب المتهم على ذمة التحقيق.