أحمد عبد الجواد يكتب.. دانيال.. رواية تدعوك للبكاء

السبت، 17 نوفمبر 2018 11:00 ص
أحمد عبد الجواد يكتب.. دانيال.. رواية تدعوك للبكاء غلاف كتاب دانيال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حين يلفت انتباهك غلاف رواية ما فأنت على موعد مع تصفح أوراقها، فإذا ما قرأت الإهداء والمقدمة، فأنت قد دخلت رويدًا رويدًا مع الكاتب، لتر هل بالفعل يستحق أن تقرأ روايته أم ستتركها على الرف بجوار أخواتها.

حين لفت نظري غلاف رواية دانيال، توقف قليلًا أتأمل لوحة يبدو عليها الطابع المسيحى القديم بتلك الهالة المقدسة التى تحيط بصورة لشخصية اعتبارية لا أعرفها، والتى قامت برسمها فنانة أمريكية معروفة هى الفنانة "marissa"، وقتها فقط علمت أن هناك شيئًا مختلفًا فى تلك الرواية.

ما إن بدأت أتصفح الأوراق الصفراء التى تليق بالمحتوى المقدس، إلا وعلمت أننى على موعد مع رحلة تحمل الكثير من التشويق والإثارة واللغة الراقية، عزيزى القارئ أنت على موعد مع رواية تدعوك للبكاء، لكنه ليس بكاء الحزن كما تعتقد، إنما بكاء القداسة.

نعم كما قرأت تمامًا بكاء القداسة، فهى رواية تدور حول زمنين مختلفين، لكن تقنية كتابة الزمنين جاءت مغايرة لما تعارفنا عليه من التقنيات السردية المختلفة من الانتقال من زمن إلى آخر، نحن أمام زمنين يحملان نفس الهوية والمكان والقدسية والتشويق الإنساني، فمع أن كل أحداث الرواية تدور في قرية منسية، إلا أن الكاتب استطاع أن يجعلها أسطورية، تلك القرية التي يصفها الكاتب محمد الإدريسى بأنها محيط من المعانى والدلالات، وأن لها جوهرًا خاص التفاصيل، إنها حزمة من الانفعالات والقصص، إنها ليست مجرد قرية منسية، بل قرية صنع لها كاتبها قصة أشبه بقصص القديسين والأولياء القديمة إنها قرية "طحانوف".

تنتمي الرواية بجدارة للواقعية السحرية، تلك المنطقة الصعبة والتي ما إن تدخل فيها إلا وتكون قد دخلت فخًا عميقًا من الكتابة في حقل ألغام، فإما أن يترك القارئ الرواية، أو تستحوذ عليه بكليته.

هذا ما سيحدث معك حينما تقرأ تلك اللغة الرشيقة القوية، والتي تقترب من اللغة المقدسة والكاتب يحدثك عن بطلها الشاب "يونس"، وعن قصة حب أسطورية، ليست كمثل قصص الحب المتعارف عليها، بل هي قصة حب من نوع خاص، سيحدثك عن الراهب دانيال، سيحدثك عن الأزمنة المختلفة، عن الله، الإنسان، الكون، الصلاة، العشق، التصوف، البركة، القديسين، الأولياء، سيحدثك عن كل هذا دون أن يحدثك عنهم، ولكي تعلم طريقته السرية في فعل هذا، عليك أن تتبع قلبك، وترنم معه صلوات المحبة لله ويهتز جذعك طربًا كلما أتممت فصلًا لتغوص في الذي يليه، بأريحية قلبية، وسكون وتأمل وإجابة عن تساؤلات عديدة عن علاقة الإنسان بالكون والله والمعجزات... اقرأوها..







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة