" إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه".. مثل قديم يقال على الشخص صاحب الهيبة والمكانة العالية الذى بمجرد أن يقع فى مشكلة أو يخطأ سواء كان ظالما أو نتيجة مؤامرة تحاك ضده .. وعموما السقوط يتعرض له كل إنسان فى حياته وتختلف طريقته حسب المنصب او المكانه و بمجرد هذا السقوط تكثر السكاكين التى تنهش فى جسده بعد سقوطه خصوصا لو كان ناجح ..فنجد سكاكين الشماته والحقد والانتقام والإشاعات وتدليس الحقائق تفتك باسمه وسمعته و على الرغم من شهرة ذلك المثل القديم الذى لا يدرى أحد شيئاً عن نشأته فإن الكثير من الذين يقولونه لا يفهمونه ولا يتعظون به، فكل اللصوص يحفظونه عن ظهر قلب ويستعملونه دائماً فيما يختص بالآخرين وليس فيما يخصهم .. فى تصور بأن ما يجرى على الناس لا يجرى عليهم رغم إيمان الآخرين - وليس هم - بأن كل أموالهم من حرام والمصيبة أن كل هؤلاء اللصوص لا يتذكرون العواقب إلا عند سقوطهم فى يد العداله او عند سكرات الموت حيث لا « توبة » ولا وقت إضافى يعودون خلاله عما فعلوا إلا أن الحرام وعشق كثرة المال يغطيان على الفهم .
تتوالى ضربات كشف الفساد وكان اخرها القبض على محافظ المنوفية الذى يقال عنه انه رجل ادارى قوى لكنه مثل اى انسان سقط وسقوطه أمر جلل ولن يمر بسهوله .. لكن الله اراد شىء هو اعلم به لانه لا يوجد احد يقدر يخدع الناس طول الوقت .. الشىء الملفت انه بمجرد أن تم القبض عليه كترت سكاكينه سواء بالشماتة او اختلاق قصص كتير عنه وعن حجم فساده - بدون أن يحاسب احد نفسه - وسكاكين من تضرروا من قراراته او يعلمون بمخالفات قام بها سابقا وتغاضوا عنها رغم انهم كانوا يمجدونه و يقفون له احترام وانتظروا لحظه وقوعه وشهروا به سواء بالبلاغات او على مواقع التواصل الاجتماعى..
الرقابه الاداريه عندما بدأت فى كشف الفساد لم يكن هذا وليد صدفه فرئيس الجمهوريه عندما اعلن مصطلح مصر الجديدة فالموضوع يؤكد أن هناك مصطلحا ايضا يقول مصر القديمه بمعنى أن الفساد منتشر منذ زمن ومازال ولابد من محاربته وهو السبب فى سوء حال البلد واوصلنا لما نحن فيه من ضعف وانهيار فى الاقتصاد وكل المجالات وكان لابد من اقتحام مخابىءهذه الاوكار وتطهيرها.
المهم أن ما حدث يدل على أن الدوله عازمه على تفعيل ادواتها الرقابيه ونتمنى انها تستمر لانه لا يوجد فائده من اى مشروع او انجاز الا لو تخلصت من السرطان الموجود داخل الاماكن خصوصا التى يلجأ اليها الفاسد فى تأمين نفسه باستخدام القانون او منصب مسئول كبير وطالما أن الدوله اخذت هذا القرار فى كشف الفساد وفضحه ولا فرق فيه بين محافظ او وزير او موظف صغير لابد لكل الناس أن تساعد فهذه فرصه لن تتكرر وكثيرين يعلمون اشخاص واماكن فساد وقاست منها ويتجاهلون لحسابات خاصة بهم او نتيجة الاستهتار والسلبية التى اخرت البلد .. على من لديه شىء ضد اى فاسد يتجرأ ويتقدم به والا فلا نلوم الا أنفسنا .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة