نورا عبد الفتاح تكتب: متقليش قيمتك باللبس

السبت، 13 يناير 2018 10:00 ص
نورا عبد الفتاح تكتب: متقليش قيمتك باللبس صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذات يوم وأنا أودع أبى وأمى قبل أن أعود الى بيتى، عقبت أمى على ملابسى تعليقٱ سلبيٱ ما، ينم عن عدم إعجابها بما كنت أرتديه ساعتها، ويتضمن التعليق أننى أهملت فى مظهرى ولم أعد أهتم بشكلى الخارجى كما يجب، فعلقت عليها مداعبة بأداء أوفر، "المظاهر مش كل حاجة، والمهم الدماغ"، وأن الجوهر يظهر على المظهر والوجه مهما كانت الملابس.

وكان ذلك فى حضور أبى، فقال لى: "بس متقليش قيمتك باللبس ".

فوجدت كلامه أحكم منى وأعقل، فالملابس والمظاهر والماركات قد لا تعطى قيمة ولكنها قد تبخس وتقلل قيم كثيرة.

فملابس الشخص ومظهره لا تعبر وحدها عن مضمونه ولكنها ترسل رسائل للمحيطين لتعطى انطباعات سلبية أو إيجابية، عن مدى تمكنه من اختيار الألوان والأذواق واختياراته بوجه عام، وهل يسير بمبدأ لكل مقام مقال، ولكل مقام ملبس، أم أنه همجى الطبع، لا يرتب مظهره وكذلك لا يرتب أموره فى العموم، فى عمله وحياته الاجتماعية والعملية.

لا سيما وأننا فى عصر التفاهات والماركات، حتى وإن أبدى المتحدث عدم اكتراثه بمثل هذه الأمور، وأنه لا يفرق معه ماركة حذائك أو ملابسك وأى سيارة تركب وفى أى مكان تسكن؟ وإلى أى النوادى تذهب وحتى مع أى الأطباء تتعامل؟

وفى أى مدرسة يذهب أولادك؟

أنهم فى الغالب يكذبون، فعادة ما يهتمون بماركات حقيبتك وساعة يدك وقلمك والمكان الذى تقضى فيه فصل الصيف، أكثر بكثير من ماذا تعمل وما الهدف من عملك، هل أنت نظيف أم غير ذلك، هل حقيقتك مثل ما تظهر أم أنك مخادع ومدلس، هل أنت شخص سوى أم منحرف؟ !

المبالغة والتكلف لا يملأ عين الناس ولكنه يلعب دورٱ لا بأس به، قد ينفعك ان كان الدور ايجابيٱ وقد يؤذيك ان كان الدور سلبيٱ، فالمظهر السئ محسوب علينا وليس فى صالحنا.

فحتى أقرب الأقربون وبالأحرى الأزواج والزوجات كثيرٱ ما يشتكون ويستجيرون من سوء مظهر أحدهما داخل او خارج البيت.

فإن كان الأقربون يضجرون بالتقصير فى المظهر، فماذا عن الأبعدون ؟










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة