الكتاب المدرسى ومشواره الطويل الملىء بالجدال فبين مؤيد ومعارض حول استمراره فى شكله الورقى المعتاد وبين تحويله إلى رقمى لمواكبة الطرق الحديثة للتعليم الفعال يعتبر الكتاب أحد الضحايا فى المنظومة التعليمية، ما باليد حيلة وكل ما يفعله هو أنه يستقبل الدعوات بالاندثار والاختفاء لما يسببه من ثقل على ظهر كل طالب مصرى، بالإضافة إلى التراكمات التى يسببها بعد انتهاء العام الدراسى فى كل بيت مصرى.
صورة أرشيفية
ولكن الطالب المصرى لم يفوت تلك الفرصة الذهبية ومنذ سنوات طويلة، وهو يضع اللمسة المصرية الأصيلة على استخدام كل شىء، فلا يعتبر الكتاب المدرسى لسنوات طويلة مصدرا للتعليم فقط بل استخدمه المصريون فى أشياء أخرى كثيرة حتى أنه أصبح فى كثير من الأحيان مصدر رزق يعتمد عليه الكثير من المهن.
ولكن مع اقتراب العام الدراسى الجديد ووسط كل تلك الجدالات الكثيرة بين تغيير شكل الكتاب المدرسى أو الإبقاء عليه تعرف بالصور على ما فعله المصريون بالكتاب المدرسى:
البطاطس المقلية
احتضان البطاطس المقلية
بالرغم من كونها عادة غير صحية ومن الأفضل أن يتم استخراج البطاطس بعد القلى على مناديل ورقية مخصصة للطعام، إلا أن الكثير من المصريين يستخدمون كتب أبنائهم غير المستخدمة أو القديمة كأوراق منفردة لامتصاص الزيت من البطاطس بعد قلى البطاطس والأطعمة الأخرى أيضاً.
قراطيس الترمس
قرطاس الطعمية
عالم القراطيس
أما بالنسبة لاستخدام الكتاب المدرسى لعمل القراطيس الورقية فذلك لا يعتبر فقط استخدام للكتاب بعد الانتهاء من العام الدراسى، بل يعتبر بمثابة أساس لمصدر رزق لكثير من المهن البسيطة مثل بائع الترمس واللب على الكورنيش أو فى المناطق الشعبية، بجانب مطاعم الفول والطعمية البسيطة التى تلجأ لجلب كتب المدرسة من الطلاب بعد الانتهاء من العام الدراسى لاستخدامها فى تعبئة كرات الطعمية كل يوم، فلا تندهش إن وجدت نجمة و10 من 10 بداخل قرطاس للإفطار فى الصباح.
مراكب ورق
صاروخ ورق
ألعاب الأطفال
أما الإبداع المصرى طال الكتاب المدرسى بالفعل، حيث منذ سنوات قديمة وتعتبر المراكب الورق علامة مسجلة فى ألعاب كل طفل مصرى بجانب عمل الصواريخ الورقية البسيطة وكنا نراها دائماً فى لعب الأطفال فى الشوارع وفى فصول المدرسة أيضاً.
كتاب الهندسة على عربة البطاطا
مصدر رزق
بعد الانتهاء من الدراسة تجد الكثير من الأطفال يفكرون فيما سيفعلون بتلك الجبال من الكتب المتراكمة بجانب السرير ويأتى هنا دور بائع الروبابيكيا الذى يسير بعربته الكارو فى الشارع ينادى عمن يمتلك كتب قديمة أن يبيعها بالكيلو او يستبدلها بأدوات منزلية أو لعبة من الخشب، فتجد الأطفال يستبدلون الكتب بالأموال أو بالألعاب البسيطة، ولكن يبدو أن الأمر تعدى كونه تصرفا وتفكيرا من الاطفال ليصل على الشباب وفى كليات القمة أيضاً فكما انتشر فى الآونة الأخيرة على موقع فيس بوك صورة كتاب الميكاليكترونكس غالى الثمن على عربة البطاطا وهو كتاب لمادة كبيرة فى كلية الهندسة وهو ما يوضح أن الأمر لم يعد تصرف ونشاط طفولى فى الإجازة فقط وخلفه الكثير من الحسابات والمعانى الخفية.
زينة رمضان
زينة رمضان
زينة رمضان
فى معظم الشوارع المصرية اعتاد أطفال كل منطقة كل عام عند اقتراب شهر رمضان أن يقوموا بعمل زينة رمضان البلاستيكية أو الورقية، ففى كثير من الأحيان يوفر الأطفال ثمن الزينة ويقومون بعملها بصفحات كتاب المدرسة، فى استغلال جيد للكتل بدلاً من تراكمها فى المنزل.
عرائس ورق
عادة نراها فى يد ستات مصرية كثيرة وانتشر وجودها فى الأفلام المصرية قديماً، فعندما تشعر الأم أن أحد أولادها "حاله مايل" أو أرادت تحصين بيتها تلجأ فوراً لعمل عروسة من الورق والقيام بثقبها من عين فلان ومن عين علان قد يكون تصرف يختلف حول صحته الكثيرون ولكنه موجود ومنتشر، وفى لفته ذكية وموفرة كعادة الست المصرية يمكنها استخدام كتب ابنائها فى عمل تلك العرائس المزعوم مساعدتها فى زوال الحسد من المنزل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة