أمهر صانع لحدوة الخيول ببورسعيد: المهنة إصبحت "تراثا"

اليوم السابع يرصد عن قرب أحد المهن القديمة التى مع مرور الوقت أصبحت "تراثا" ألا وهى تركيب حدوة الخيول وتقليم الحوافر حتى يتمكن من السير لمسافات طويلة لأنها بمثابة فرامل تحفظه من مخاطر الأسفلت. 

وعلى الرصيف المواجه  للمقابر ببورسعيد يجلس محمد حسن سرحان 55 سنة وبجواره علبة بها مسامير محدبة وشاكشوش ثقيل وسكين والكماشات والمبارد والملاقط، و مجموعة من الحدوات بجميع المقاسات ينتظر الزبائن ليطلب منه تركيب حدوة جديدة للحصان التى تكون بمثابة الحذاء. 

ويقول حسن البيطار إن مهنة تركيب حدوة الخيول بكل أنواعها ورثها عن والده وهو فى العاشرة من عمره حتى استطاع أن يجتاز بمهارة تركيب حدوة للخيل بكل أنواعها الكارو والخيول العربية الأصيلة التى تتميز بالجمال بالإضافة لتقليم الحوافر ومعالجتها وتجميلها. 

وأضاف الحاج حسن أن مهنة تركيب حدوة الحصان أصبحت من التراث وأوشكت على الإنقراض رغم أنه عمل بها أكثر من 35 عاما بعدما تعلمها من والده ثم ورثها عنه وأصبحت تمثل مصدر رزقه الوحيد خاصة بعد توقف حركة سياحة الحناطير.

وتابع الحاج حسن أن الأسعار أصبحت نار نظرا لاستيراد المسامير من الهند والكاوتش من أحد المصانع بالبساتين وميت حلفة بقليوب والحديد من مصانع سمنود ودقدوس بميت غمر دقهلية وكانت آنذاك تركيب الحدوة للحصان بـ 5 جنيهات، واليوم بـ60 جنيها وتخسر ومفيش حمير بتركب حدوة إلا نادرا رغم أنها تمثل الحياة وبدونها تتوقف الحركة لأن الأسفلت يساعد على تأكل حافر الحصان والدواب بشكل عام.

وعن تركيب الحدوة أكد أنها تحتاج إلى حرفة من حيث تركيب المسمار بجانب الحافر بعيدا عن الظافر الحى حتى لا يصاب الحصان بالتسمم "التيتانوس" ويسمى من يعمل بهذه المهنة بالبيطار وهو من يقوم بصناعة النعال للخيل وتصميم الحدوة بمهارة حتى تريح الحصان.

وعن مدى حقيقة ما يتردد أن الحدوة تجلب الحظ السعيد قال حسن البيطار إنها خرافات ليس  لها  أساس من الصحة بأنها تجلب الحظ وتمنع دخول الشيطان المنزل وتمنع الحسد، وهذا وذاك ليس صحيحا رغم أن هناك الكثيرات من السيدات  يأتين لطلب حدوة الحصان التى أصبحت فى معتقدات الكثيرين "تميمة" تجلب لحاملها الحظ السعيد.