إلى ماذا تنتصر "البوكر" مأساة العبودية وكسر التابوهات أم الصوفية؟

الثلاثاء، 25 أبريل 2017 12:00 م
إلى ماذا تنتصر "البوكر" مأساة العبودية وكسر التابوهات أم الصوفية؟ جائزة البوكر العربية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ساعات وتعلن لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر عن اسم الرواية الفائزة فى دورتها العاشرة لعام 2017، فى العاصمة الإماراتية، أبوظبى، عيشة انطلاق معرض أبوظبى الدولى للكتاب.

 

وفى هذه الساعات يتعامل الوسط الثقافى مع العديد من المؤشرات التى ترجح فوز رواية على أخرى، كأوراق اليناصيب، فبالنظر إلى تاريخ الجائزة المتمد على مدار تسع سنوات، يرى البعض أن للجغرافيا دور أساسى فى الفوز، كما أن القضايا التى تناولتها الروايات فى القائمة القصيرة وفازت من قبل، قد تكون سببًا فى عدم فوز رواية على حساب أخرى.

ومن هنا ينظر البعض إلى الروايات القادمة من جغرافيا جديدة على طاولة الترشيحات، وكذلك القضايا، بأنها قد تكون الأقرب إلى الفوز، وبالطبع ربما لا، وهو الأمر الذى يدفعنا إلى أن نطرح السؤال: إلى ماذا تنتصر "البوكر" فى دورتها العاشرة؟ سواءً على مستوى القضية أو الدولة العربية التى فازت من قبل أم لم تفز؟.

وبالنظر إلى روايات القائمة القصيرة فى الدورة العاشرة للبوكر، على مستوى الدول المرشحة، سنجد أن هناك كتابًا من دول سبق وأن أحد كتاب الرواية بالجائزة من قبل، فى حين أن هناك رواية تصل للمرة الأولى، مثل ليبيا، والتى تمثلها الكاتبة نجوى بن شتوان، عن روايتها "زرايب العبيد" والصادرة عن دار الساقى للنشر، فى بيروت.

وقد أشادت لجنة تحكيم البوكر فى دورتها العاشرة بهذه الرواية وقالت عنها، فى بيان رسمي: "تُدخل رواية "زرايب العبيد" القارئ للمرة الأولى إلى عالم العبودية، وهى منطقة مغيبة أدبيًا فى تاريخنا الحديث، من خلال شخصيات إنسانية نابضة بالحياة". وبهذه الجملة، فإن احتمالات فوز الرواية قد تبدو لبعض المتابعين كبيرة إلى حد ما، باعتبارها الأولى التى تُدخل القارئ إلى هذا العالم، على حد وصف لجنة التحكيم.

ولكن تبقى روايات أخرى، رأت اللجنة أنها تميزت فيما طرحته من قضايا، وجعلتها جديرة بأن تصل من القائمة الطويلة إلى القصيرة، لتنتظر لحظة الحسم، مثل رواية "موت صغير" للكاتب السعودى محمد حسن علوان، والصادرة عن دار الساقى للنشر، فى بيروت، فوصفتها بأنها "تفردت" بـ"نبشها لتاريخ شخصية المفكر الصوفى ابن عربى وتقديمها بصورة فنية متميزة".

أما رواية "فى غرفة العنكبوت" للكاتب المصرى محمد عبد النبي، والصادرة عن دار العين للنشر، فى القاهرة، فرأت اللجنة بأنها "تتحدى سلوكيات وتابوهات اجتماعية وتعطى صوتًا لفئة مهمشة وتزيح الستار عن المسكوت عنه"، وهذا ما يجعل رواية "فى غرفة العنكبوت" من الروايات المرشحة بقوة أيضًا لما تميزت من جرأة وتحدى.

 

بينما قدمت رواية "السبيليات" للكاتب الكويتى إسماعيل فهد إسماعيل، والصادرة عن دار نوفا بلس للنشر، فى الكويت، "شخصية امرأة استثنائية تصارع ظروف الحرب العبثية وتتولى بمفردها مهمة بعث الحياة فى الخراب".

أما رواية "أولاد الغيتو"، للكاتب اللبنانى إلياس خورى، والصادر عن دار الآداب للنشر، فى بيروت، فرأت اللجنة أنها "مقاربة جديدة للنكبة الفلسطينية وتسلط الضوء على التطهير العرقى الذى مارسته العصابات الصهيونية على أهالى اللد والفضائح التى غيبتها كثرة الأحداث وتراكمها.

بينما رأت اللجنة أن رواية "مقتل بائع الكتب" للكاتب العراقى سعد محمد رحيم، والصادرة عن دار ومكتبة سطور، أنها "شخصية تمثل البُعد الفنى والثقافى والإنسانى لحضارة العراق فى مواجهة الخراب الناجم عن الاحتلال الأمريكى.

ومن هنا نأتى لزاوية جديدة فى احتمالات الفوز، وتتعلق بنظرية أو فرضية الدول التى سبق وأن فازت، والتى لم تفز من قبل، فسوف نجد أن القضية الفلسطينية فازت فى الدورة التاسعة عن رواية "مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة" للكاتب الفلسطينى ربعى المدهون، وكذلك العراق، فقد فازت رواية "فرانكشتاين فى بغداد" للكاتب أحمد السعداوي، وكذلك الكويت، فقد فازت رواية "ساق البامبو" للكاتب سعود السنعوسي، وكان لفوزها أثر إيجابى كبير على الجائزة، فلم يختلف على أحقيتها بالفوز أحد خاصة من جمهور القراء المتابعين للجائزة.

 

أما مصر، فقد فاز الكاتب الكبير بهاء طاهر عن روايته "واحة الغروب"، وكذلك فاز الكاتب الدكتور يوسف زيدان، عن روايته "عزازيل".

 

ولكن إذا ما نظرنا بعين الفحص إلى البيان الرسمى الذى يمثل رأى أعضاء لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية، فى هذه الدورة 2017، فسوف نجد ثمة إشارات، أغلب الظن أنها قيلت عن عمد، مثل: "التحدى" فى رواية "فى غرفة العنكبوت" للكاتب المصرى محمد عبد النبى، و"أول مرة" فى رواية "زرايب العبيد" للكاتبة الليبية نجوى بن شتوان، و"تفردت" فى رواية "موت صغير" للكاتب السعودى محمد حسن علوان، وهنا سنجد أنفسنا أمام ثلاث دول، من بينهم دولة لم تفز من قبل، وهى ليبيا.

ومن هنا نصل إلى صياغة أخرى إلى السؤال الذى تم طرحه آنفًا: إلى ماذا تنتصر "البوكر".. مأساة العبودية فى رواية "زرايب العبيد" أم كسر التابوهات فى رواية "فى غرفة العنكبوت" أم الصوفية فى رواية "موت صغير"؟.

 

فى النهاية تبقى هذه الرؤية محض محاولة لقراءة الاحتمالات على طاولة الترشيحات التى من المؤكد أنه تم حسمها، وما هى إلا ساعات قليلة ونختتم هذا المساء بالنقاش حول الرواية الفائزة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة