اعتبر كاتب صحفى إسرائيلى فى مقاله له بصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا هو استسلام من الأولى للأخيرة، مضيفا أن "سنوات من الخنوع لمطالب أردوغان لم تصلح علاقات إسرائيل مع تركيا.. أن إسرائيل تقدم الآن علاوة على ذلك كرامتها الوطنية".
وأورد الكاتب الإسرائيلى جلعاد شارون- فى مقاله بالصحيفة اليوم الإثنين- أنه من المقرر أن يقر مجلس الوزراء المصغر الأمنى الإسرائيلى اتفاق استسلام إسرائيل لتركيا، وهو أمر مؤسف فى الحقيقية، مضيفا: "قبل حادثة أسطول مافى مرمرة فى عام 2010، اعتقدت أنه سيكون من الأفضل عدم الانجرار لأى استفزازات تركية..وإذا كانوا يريدون تحمل مسئولية قطاع غزة، فإنه ينبغى علينا أن نتركهم يقومون بذلك..وبهذه الطريقة، فإن الضغط لا يكون علينا. هل هناك مشكلة؟ تحدثوا مع تركيا".
وأضاف الكاتب أنه مع ذلك فإن مجلس الوزراء الإسرائيلى يعتقد خلاف ذلك، والذى أسفر عن سلسلة من الأحداث المؤسفة، قائلا أن الأمر ليس أننا كنا مخطئين، أن الأمر ليس أكثر من كون أننا لم نكن أذكياء بشأن هذا الموضوع، وبعد ذلك، انتقل مجلس الوزراء إلى الاعتذار.
وقال "عندما يعتذر شخص ما ويعرب عن استعداده لتعويض الطرف الآخر، يكون ذلك فقط عندما يتصرف بشكل غير لائق، دون وجه حق، أو ظلما، وهكذا، وسأكون ممتنا إذا كان مجلس الوزراء الإسرائيلى قد شرح بالضبط ما الذى نعتذر نحن عنه".
وقال الكاتب "إن علاقة إسرائيل بتركيا مهمة بالنسبة لنا، تماما كما علاقة تركيا مع إسرائيل هو مهم بالنسبة لهم، وحتى مع ذلك، فإن الرئيس التركى رجب طيب اردوغان المصاب بجنون العظمة وضع الكرامة الوطنية على رأس أولوياته، وأنه يجب أن يوضع فى مكانه الطبيعى، عندما اعترفت ألمانيا بالإبادة الجماعية للأرمن، فقد نفخ اردوغان وانتفخ قليلا قبل أن يهدأ، ولكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، ولأنه يعلم أنه يمكن الاستقواء علينا، لماذا إذا لا يجب عليه الضغط على مجلس الوزراء الإسرائيلى إذا كان سوف يحصل على المزيد؟ فى هذه الحالة، على الرغم من أن أحدا يمكن أن يسأل ماذا عن كرامتنا الوطنية الخاصة، بعد ذلك؟ ماذا عن القليل من الاحترام لجنود الجيش الإسرائيلى الذى أرسله مجلس الوزراء لاعتراض السفينة المليئة بأناس بغيضين؟"
وتابع: "باختصار نحن نعتذر عندما كان ينبغى علينا أن نقدم الاعتذار، ونحن على وشك دفع مبلغ سخى من المال لأسر –نشطاء الحركات الفلسطينية- وستستمر مكاتب حماس فى تركيا، وأردوغان، السلطان الرجل الفقير، هو مرة أخرى يلتقى مع صديقه الحميم، القيادى فى حركة حماس خالد مشعل. وفوق كل ذلك، فإن تركيا الآن تملى على إسرائيل أنها يجب أن تتعامل مع حماس فى غزة. هل هذا معقول لأى شخص؟".
وتساءل شارون: "هل سمح اردوغان فى السابق نقل الإمدادات إلى الشعب الكردى، الذين يسعون للحصول على الاستقلال؟ هل استجاب اردوغان لمطالب إسرائيل بالتوقف عن مهاجمة المدن والقرى الكردية أو التوقف عن قمع هذا الشعب؟ وهل نحن أثرنا هذا الموضوع؟ لدى إسرائيل دائما علاقة ودية مع الأكراد، وفى منطقتنا، لا ينبغى لهذا أن يكون أمرا مفروغا منه. ومع ذلك، يمكن للمرء أن يفترض هذا الموضوع لم يطرح على الإطلاق. ماذا عن الصفقات التجارية بين تركيا وداعش؟ هل طالبنا فى أى وقت مضى بأن يوقفوا كل الاتفاقات التجارية والنفط؟ على الأغلب لا".
وقال "اسمحوا لى أن أوصى بطريقة أخرى لإدارة علاقاتنا مع تركيا، بدلا من المسار السادى الذى نتعامل به: ما حدث قد حدث ولكن ماذا لو كنا قلنا لهم: إذا كنت مهتما فى التقدم وبكل الوسائل، فإن كان كذلك فمرحبا، وإن لم يكن فمرحبا أيضا؟ ماذا قد يحدث؟ هل هناك من يدعى أن إسرائيل تفقد أى نوع من العلاقة مع تركيا؟ كلام فارغ؛ فإن قليلا من الوقت سيمر، وإذا لم يتم التوصل إلى حل خلال عهد الدكتاتور الصغير، فإنه قد حصل فى الفترة التى تليه فى السلطة".
وأضاف "لقد مرت ست سنوات منذ مافى مرمرة، ولا تزال العلاقة لم تعد إلى مسارها الصحيح بعد كل هذا الوقت، ما هذا التذلل الذى أصابنا؟ لقد بعنا كرامتنا دون أن نتمكن من إحداث أى إصلاح، ولذا فإننى أطلب من أعضاء مجلس الوزراء أن نتذكر شيئا واحدا: علاقتنا مع تركيا مهمة، ولكن كرامتنا الوطنية لا تقل أهمية، أن بنود الاتفاق الذى تجرى صياغته حاليا تبقينا على الدوام على الجانب "الماسوشي" – وهى التلذذ بالاضطهاد- من المعادلة، الآن ليس لدينا كرامة ولا حتى علاقة، على أقل تقدير دعونا نحفظ كرامتنا".
أخبار تركيا..كاتب إسرائيلى: اتفاق التطبيع هو استسلام إسرائيل لتركيا
الإثنين، 27 يونيو 2016 02:01 م
أردوغان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة