وأضاف "مغيث" خلال تقديمه لندوة "الدين بوصفه موضوعا للعلوم الإنسانية"، التى أقامها المركز القومى للترجمة، مساء أمس بمقره فى دار الأوبرا المصرية، إن الندوة ستناقش ثلاثة كتب وهى "بيولوجيا السلوك الدينى" ترجمة الدكتور شاكر عبد الحميد، و"الانثروبولوجيا الاجتماعية للأديان" ترجمة الدكتور أسامة نبيل، و"منابع تاريخ الأديان" ترجمة الدكتورة فوزية العشماوى، وذلك بحضور اثنين من مترجمى الكتب بعد اعتذار فوزية العشماوى كما حضر اثنان من رجال الدين هما الشيخ خالد حماية،إمام مسجد السلطان حسن والقس إكرام لمعى.
ومن جانبه قال الدكتور شاكر عبد الحميد، إن كتاب بيولوجيا السلوك الدينى تأليف مجموعة من المؤلفين، ويتبنى فكرة التباينات بين الديانات المختلفة بجانب وجود جوانب متكررة ومشتركة بينها.
وأضاف "عبد الحميد"، إن الكتاب يتبنى فرعا مهماً من فروع العلوم وهو علم دراسة الكائنات الحية فى بيئتها الطبيعية وارتباط الإنسان والحيوان فى نفس البيئة، وما التاريخ التطورى للسلوك وكيف ارتقى، وبناءً عليه محاولة فهم السلوك الدينى للأفراد، حيث إن هناك فرقا كبيرا بين الدين كمعتقد وكسلوك.
وتابع شاكر عبد الحميد، هناك فوائد كثيرة للتدين الإيجابى المعتمد على التسامح والإيمان والأخلاق الطيبة، فتحقيقه يساعد على توحيد المجتمعات ويجعلها أكثر تماسكاً ويدعم الأخلاق، بالإضافة إلى تدعيم الشعور بالرضا، وتقوية الذاكرة وتنشيط المسار العصبى، مضيفاً أن هناك دراسات أوضحت أن الدين له دور كبير جداً فى انتاج هرمونات عصبية ترتبط بالشعور بحسن الحال مثل الدوبامين، وتقوية جهاز المناعة، كما إنه يساعد على التعاون ويقلل من حالات الحيرة والشك وتردد اليقين ويمثل أرضية ثابتة لمواجهة المشكلات، وأن المتدين أقل عرضة للانتحار والاكتئاب.
ومن جانبه قال الدكتور أسامة نبيل، عضو مركز حوار الثقافات بالأزهر ومترجم كتاب "الإنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان"، إن مؤلف الكتاب ذكر أنه يدرس الدين باعتباره تجربة وليس كعقيدة، ويدرس الأسلوب الذى توثر به العقائد على الحياة، فالأنثروبولوجيا تدرس الغريب فى سلوك الإنسان من منظور انتمائه لدين من الأديان، فنجد السلوكيات التى تحدث باسم الدين شىء والدين نفسه شىء آخر، فحالة مثل "داعش" تعد سلوكا إنسانيا يتخذ الدين ستارا له والإنثروبولوجيا تدرسها كسلوك وليس كعقيدة.
وتابع "نبيل"، الكتاب يعطى فكرة عن جميع الأديان الموجودة على وجه الأرض، كما يتطرق إلى السحر والشعوذة، والأشكال الافتراضية للدين البدائى.
ومن جانبه قال الشيخ خالد حماية، إمام مسجد السلطان حسن، يجب على رجال الدين دراسة الدين من خلال العلوم الإنسانية حتى يستطيعوا فهم سلوك الأفراد فى المجتمع وأسباب تغيره حتى يكونوا قادرين على التعامل معهم وإعطائهم الحلول الصحيحة.
وقال القس إكرام لمعى أن التاريخ مر بثلاثة مراحل؛ الشعراء والفلاسفة ثم الأديان، مضيفاً أننا نحتاج إلى إعادة قراءة كتبنا السماوية مرة أخرى، وأن ننظر لها بنظرة مختلفة من خلال مصريتنا وتفسيرها من خلال عقائدنا المصرية.
وخلال نقده لكتاب "الإنثروبولوجيا الاجتماعية للأديان"، ذكر "لمعى" إنه كان يتمنى احتواء الكتاب على فصل كامل عن تأثير الدين فى السياسة.
موضوعات متعلقة..
ندوة حول"اليوم المصرى للمرأة"و"الدبلوماسية السوفيتية" بـ"القومى للترجمة"
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة