أحمد إبراهيم الشريف

فى أمريكا الأدب يصلح ما أفسدته السياسة

الأحد، 30 أكتوبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمكن القول بكل تأكيد أن الأدب أصبح مكمن الفرحة فى أمريكا هذا العام، خاصة بعد كثير من الإحباطات السياسية التى تلقى بظلالها على الشارع هناك، سواء من النظام الحالى أو من النظام المتوقع مجيئه فى الفترة المقبلة.
 
فأمريكا كعادتها، بلد التناقضات، تؤكد أن الأحوال دائما، يوم حلو ويوم مر، شىء جميل وآخر لا معنى له، وكل سنة تمر تحمل هذه الثنائية فى داخلها، وعام 2016 فى أمريكا سيصبح عاما مميزا فى التاريخ الأمريكى كله، ففى هذه السنة العجيبة التى تشهد انتخابات استثنائية فى تاريخ الولايات، لأنها تدور بين اثنين يرى الكثيرون أنهما لا يصلحان للجلوس على مكتب الرئاسة فى البيت الأبيض، وأن ما يحدث الآن يعد بمثابة نهائى ضعيف ومتطرف لا يليق بأكثر الدول تأثيرا فى العالم، ومع ذلك فوجئ الجميع بأن هذا العام هو عام الأدب الأمريكى.
 
البداية كانت يوم 13 أكتوبر عندما أعلنت الأكاديمية السويدية، فيما يشبه المفاجأة، فوز المطرب الأمريكى بوب ديلان بجائزة نوبل فى الآداب، وباسمه اختتمت الجائزة العالمية إعلان جوائزها لهذا العام، وفى التقرير الذى قدمته اللجنة عن حيثيات الجائزة قالت «إن المغنى العالمى حصل على الجائزة لأنه خلق تعابير شعرية جديدة ضمن تقاليد الغناء الأمريكية» وقالت سارة دانيوس، سكرتيرة مؤسسة نوبل، إن اللجنة اختارت ديلان لأنه «شاعر عظيم ضمن التقليد الشعرى للناطقين بالإنجليزية»، وبغض النظر عن موقف «بوب ديلان» من الجائزة التى يقاطعها حتى الآن فعلينا أن ندرك أنه أعاد الجائزة لأمريكا بعد 23 عاما من الغياب منذ فوز الروائية تونى موريسون عام 1993.
 
ويبدو أن فرحة واحدة ليست كافية لمثقفى أمريكا فبعد ذلك بأيام قليلة حقق الكاتب الأمريكى بول بيتى رقما قياسيا جديدا عندما أعلنت جائزة المان بوكر الشهيرة اسمه للفوز بالجائزة ليصبح من خلال روايته «الخيانة» أول كاتب أمريكى يحصل على هذه الجائزة بعد 48 عاما على إنشائها.
 
لا أعرف على وجه اليقين كيف استقبل الشعب الأمريكى هذه الانتصارات الأدبية، حتما المثقفون سوف يستفيدون من ذلك لأن مرة أخرى سوف يبدأ الجميع بالانتباه للمدارس الأمريكية فى الكتابة، كما أن الجائزتين بجانب حلاوة النصر ستكشفان عن اتساع مفهوم الأدب هناك الذى يصل إلى درجة التناقض بين طبيعتى الكتابة المختلفة بين قصائد «ديلان» ورواية «بول».
 
هنيئا لأمريكا عام 2016 الأدبى، وكان الله فى عونهم فى عامهم السياسى الذى سيظلون يدفعون ثمنه لسنوات كثيرة مقبلة. 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة