د. نور الدين توتو يكتب: مولد خاتم الأنبياء والمرسلين

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015 11:13 م
د. نور الدين توتو يكتب: مولد خاتم الأنبياء والمرسلين ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في صبيحة اليوم الأغـر الثانى عشر من ربيع الأول، استقبل الزمان محيا طفل وسيم، يسُر مرآه القلوب، ويؤنس وجهه الأرواح ويُقر سناه العيون.
ولم يكن فى جملة مستقبليه والده عبد الله بن المطلب، فقد رحل إلى ربه والحبيب فى بطن أمه آمنة بنت وهب، فأقبل على دنياه يتيما، ثم لم تلبث أمه الشابة النسيبة أن لحقت أباه، فنشأ فاقدا الأب ثاكل الأم، ذلك الوليد الذى عنيناه، هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والأيتام فى دنيا الناس لا يقام لهم وزن، ولا يهتم لهم بتربية، وبخاصة من حرموا من الأمهات، فتراهم ينشأون على أخلاق ليس لها ضابط، ولا يتجهون غالبا إلى الكمال، لحرمانهم عطف الآباء وحرصهم على تجميل سجياهم، ولحرمانهم من حنان الأمهات وفائق رعايتهن، لكن محمدًا اليتيم لم يكن على أى نحو من الضياع والحرمان، فإن العناية الإلهية أدخرته أزلاً ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين، وهاديا للعالمين، ورافعًا لواء التوحيد ومكارم الأخلاق بين الناس أجمعين.

فلهذا كفلته بأجمل كفالة، ورعته أتم رعاية، وربته على أكمل المناهج، وسلكت به سبيلا من الأخلاق بليغ الاستقامة، ينتهى بصاحبه إلى تحمل أعظم التبعات.

فنشأ فى صباه وفى شبابه على أعلى مستويات المعايير الخلقية، فى صفاء النفس وطهارة الضمير، وعلو الهمة وكمال السلوك، فما حدثت منه كبوة، ولا حدثته نفسه بصبوة ولا نبوة، كما حدث عنه تاريخه العظيم بأحرف من نور.

وكان ميلاده الشريف بعد حادثة الفيل بخمسين يوما، وتعتبر هذه الحادثة إرهاصا لنبوته ﷺ وتكريما لقبلَته، حيث أرسل الله علي جيش أبرهة الذي جاء لهدمها.


طيب منبته


كانﷺ رفيع الحسب عظيم النسب، جليل الأرومة طاهر الأصول، فقد تنزه نسبه الشريف عن سفاح الجاهلية ولم يعرف لوليد مثله مثل آبائه الغر الميامين في عوالي الهمم ومحاسن الشيم.

عن على كرم الله وجهه أن النبى ﷺ قال: "خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح، من لدن آدم إلى أن ولدنى أبى وأمى، ولم يصبنى سفاح الجاهلية شىء".

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله "لم يلتق أبواى قط على سفاح، ولم يزل الله ينقلنى من الأصلاب الطيبة، إلى الأرحام الطاهرة مهذبا، لا تنشعب شعبتان إلا كنت فى خيرهما".

وفى صحيح مسلم عن وائلة بن الأسقع رضى الله عنه قال: قال رسول الله "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بنى هاشم واصطفانى من بنى هاشم".

وبالجملة فقد اختاره الله من أصل كريم، وأنشأه على خلق عظيم، وجعله فى العالمين سراجا منيرا، ويرحم الله عمه العباس إذ يقول:
وأنت لما ولدت أشرقت الأر ض وضاءت بنورك الأفق
فنحن فى ذلك الضياء وفى النور وسبل الرشاد نستبق

اليهود كانوا يتوقعون ميلاده


كانت الكتب السماوية تبشر بقرب ميلاد رسول من بنى إسماعيل، موطنه وادى فاران بالحجاز، فقد جاء بتلك الكتب علاماته، ومنها خاتم النبوة بين كتفيه.

وكان اليهود يتوقعون ظهوره في الفترة التي ولد فيها، وكانوا أيام حروبهم مع الأوس والخزرج يستفتحون به عليهم، ويتوعدونهم بأنهم سيبادرون بالإيمان به ويقتلونهم معه قتل عاد وإرم، ولكنهم كفروا به بعد مبعثه، سارع الأوس والخزرج إلى الإيمان به بعد حرب بعثات الشهيرة، التى كثر فيها ضحايا القبيلتين.

وروى عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: كان يمر الظهران راهب يسمى عيصا من أهل الشام وكان يقول: يوشك أن يولد فيكم يا أهل مكة مولود تدين له العرب ويملك العجم وهذا زمانه.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد محمود محمد زيتون

صل الله عليه وسلم

بالتوفيق دكتور نور الى الامام دائما

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة