هل صناع السينما فى فرنسا على استعداد لمواجهة الإرهاب؟

الأحد، 29 نوفمبر 2015 03:13 ص
هل صناع السينما فى فرنسا على استعداد لمواجهة الإرهاب؟ مخرجين فرنسيين
كتب شريف إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أسبوعين من معاناة فرنسا فى الهجوم الأكثر تدميرا عليها منذ الحرب العالمية الثانية، تسعى فرنسا تدريجياً للوقوف على قدميها مرة أخرى، وكشفت المجزرة الأخيرة ظاهرة الشباب الفرنسيين الراغبين فى الانضمام إلى صفوف داعش فى سوريا، ومع ذلك لم يتم حتى الآن تصوير هذه الظاهرة المتنامية فى الأفلام الغربية.

فى الوقت الراهن، تحاول الشبكات القنوات التلفزيونية الفرنسية أن تكون حذرة فى تقديم عرضاً يحتوى على صور أو تفاصيل المؤامرة التى خلفت ورائها العديد من القتلى، وقال مندوب فى قناة TF1 الفرنسية، أن الشبكة كانت تحاول تجنب بث المحتويات الحساسة الخاصة بصور الحادث الإرهابى فى هذا الوقت الحرج.

واعترفت المخرجة الفرنسية ذات الأصول المغربية ليلى المراكشى، "إن فرنسا على عكس الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، ليس لديها أفلام مقلدة تصور التاريخ الحديث الخاص بها، كما أنها لا تعالج عادة القضايا الجيوسياسية بطريقة سينمائية، ولكن يمكن أن تغير هجمات 13 نوفمبر طريقة اللعبة على نهجما فعلته أحداث 11 من سبتمبر للثقافة الأمريكية".

وقال جان باتيست بابين، المؤسس المشارك للأفلام الوثائقية "يلزم علينا الآن مقاومة أولئك الذين فرضوا رقابة على أنفسهم خوفا من الظهور بشكل خارجى غير لائق، ونحن بصدد الذهاب فى الأسابيع والأشهر القادمة لرؤية ورصد حال المنقسمين من الفرنسيين فى كل مكان".

أعمال الشغب العنيفة التى اندلعت فى باريس فى نوفمبر 2005، كشفت عن النضال الاجتماعى والاقتصادى لأبناء المهاجرين من شمال أفريقيا وجنوب صحراء أفريقيا، الذين يعيشون فى الضواحى الفقيرة، أعطوا المجتمع الإبداعى الفرنسى، أول دفعة من أجل التصدى للهجرة، فى أفلام مثل "La Desintegration" لفيليب فوكون، وفيلم الجريمة لجاك أوديار "A Prophet" ومسلسل عبد الرؤوف الدفرى"La Commune"، وقد تم إنجاز الكثير منذ ذلك الحين من قبل القنوات التلفزيونية الفرنسية بشراء تلك النوعية المتنوعة من الأفلام.

وبعد عشر سنوات، يبدو أن هناك رغبة قوية فى معالجة القضايا الملحة مثل الإرهاب، وكذلك الوصول إلى جمهور أوسع، بعض الأمثلة الأخيرة على تقديم هذه النوعية من الأحداث تشمل فيلم اريك روشانت فى "TheBureau"، الذى حفظ فى فرع للخدمة الفرنسية السرية التى تتعامل مع مكافحة الإرهاب، وهناك أيضا فيلم لنيكولا بوخريف في"Made in France"، وهو فيلم يتناول قصة صحفى تسلل إلى خلية جهادية فى باريس، وكلاهما بدأ قبل وقت طويل من هجمات شارلى إبدو.

لكل روبرتو أوللى، المخرج التنفيذى لشركة "Eurimages"، وعضو صندوق الإنتاج الأوروبى المشترك، قال "السينما الفرنسية تحب التحدث عن الشخصيات وتناول القصص الشخصية، قد نرى المزيد من القصص ذات الطابع الحركى على خلفية الإرهاب، ولكن ذلك لن يحدث على الفور. البعض يشعر بعدم الارتياح لأنهم يعتقدون أن هذا هو استغلال لمعاناة الآخرين لرواية القصص".

وأشار "أوللى" أن كثرة الأفلام الإيطالية التى تتناول الجريمة المنظمة وتشمل الشخصيات الكبيرة سيكون من الصعب أن تنافسها الأفلام التى تتناول الجهاديين، وهذا واحد من الأسباب الرئيسية لعدم وجود أفلام رفيعة المستوى، تتناول الإرهاب والتطرف، حيث أن القنوات لا تستثمر فى هذا النوع من الأفلام".

وأضاف روبرتو أوللى "حتى المؤسسات العامة مثل CNC حاسمة بشكل خاص للمشاريع التى تتناول الإرهاب فى فرنسا، حيث إن المشروع الأخير الذى تعامل مع الجهاديين الفرنسيين حصل على رفض سريع من قبل زملائى فى المجلس لأنها لم توضح أسباب انجراف الشخصيات فى الإرهاب".

واختتم عضو صندوق الإنتاج الأوروبى حديثة قائلا: "بعد ما حدث فى باريس، أفكر أنه يجب أن نفعل ذلك مرة أخرى، وأن الخوض فى جذور الإرهاب، وهذا هو الموضوع الأكثر أهمية فى حياتنا، أن آخر أثر إيجابى ناتح من حادث شارلى ابدو وهجمات 13 نوفمبر هو صعود القومية، مما قد يؤدى إلى موجة من الأفلام يضم موضوعات وطنية كما هو الحال فى أمريكا فى أعقاب الـ11 من سبتمبر".



موضوعات متعلقة..


الفيلم الفرنسى Une histoire américaine.. عندما يتحول الحب إلى "هوس"








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة