رغم تعاطف الشعب المصرى والعربى مع الحادثة التى زلزلت أرجاء باريس أمس الأول، والحزن على مئات الضحايا التى حصد الإرهاب أرواحهم، لكن شعر المصريون بالتجاهل وعدم الاهتمام من موقع فيس بوك، متسائلين ماذا لو فعل الموقع خاصية الأمان فى الأحداث الإرهابية التى هزت مصر أكثر من مرة، مثلما فعل فى فرنسا للمرة الأولى، حيث تسببت الهجمات الإرهابية على مصر فى مقتل المئات من الأبرياء ويُتّمت عشرات الأبناء ورُمّلت الكثير من السيدات، لتبدأ مخيلتنا فى تصور تأثير هذه الخاصية شديدة التطور على المصريين ودورها الكبير فى التقليل من المفقودين.
لو كانت خاصية الأمان التابعة لفيس بوك موجودة بمصر لكان بإمكان الأم والأب الاطمئنان على ابنهم المتواجد على الحدود بمجرد ضغطه على زر I’m safe أو أنا أشعر بالأمان، وتحول هذه الكلمة إلى حالته الشخصية على حسابه على موقع فيس بوك، لتهدأ القلوب الساهرة لساعات طويلة أملا فى الاطمئنان والتأكد من سلامة الأبناء، كما سيكون لهذه الخاصية دور كبير فى تسهيل العثور على المفقودين أو المتواجدين فى أماكن الخطر والإسراع فى إنقاذهم فى دقائق معدودة، بعد إرسال فيس بوك إخطارا للمستخدم للاطمئنان عليه، ليضغط على زر I’m not safe أو أنه لا أشعر بالأمان ليتم تحديد موقعه فى ثوان معدودة على الخريطة ووضعه على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك لتبدأ السلطات المعنية فى عملية البحث عنه وإنقاذه من موت محقق.
فلو فعّلت فيس بوك هذه الخاصية فى مصر لشعر ملايين المصريين بالأمان واطمأنوا على أهلهم وأقاربهم وذويهم وقت الحوادث والسيول، فلماذا لا تفعّل فيس بوك هذه الخاصية للشعوب العربية التى تعانى بشكل دائم من كوارث طبيعية مختلفة من زلازل وسيول وأمطار غزيرة وانهيار فى العقارات والمنشآت، فهم فى أشد الحاجة إلى هذه الخاصية، لذا بدأت موجة من التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعى، لماذا لا يقدم موقع فيس بوك مثل هذه الخدمات لمصر؟! الدولة التى يوجد بها أكثر من 22 مليون مستخدم لموقع فيس بوك يقضون أغلب يومهم فى تصفحه.
فلم يتم الإعلان فى حادثة واحدة عن دعم المصريين وإطلاق ميزة تغيير صورة الحساب الخاص بهم لعلم مصر، لا فى ثورة يناير ولا ثورة 30 يوليو، ولا حوادث الإرهاب التى قُتل فيها المئات، على غرار ما فعله مع فرنسا فور وقوع الحادثة، فعلى الرغم من وصول عدد مستخدمى موقع فيس بوك إلى 114 مليون مستخدم من منطقة الشرق الأوسط إلا أنه لم يقف يوما واحد مع هذه الشعوب ولم يؤازرها فى المحن التى تمر بها حتى ولو بعلم يدعمهم معنويا، أو تفعيل خاصية يمكن أن تقلل من حجم القلق الذى تعيشه أسرة مصرية كانت أو عربية، ويبقى السؤال إلى متى تظل أدوات فيس بوك للكوارث محرمة على المصريين أم أن فيس بوك تتعامل بعنصرية وتتحيز للغرب فقط.
عنصرية "فيس بوك" ضد العرب وتحيزه للغرب.. غضب يجتاح موقع التواصل الاجتماعى لعدم تفعيل خاصية الأمان للجميع.. هل لا يستحق 22 مليون مستخدم مصرى الاطمئنان على أهلهم وأقاربهم وقت الخطر؟!
الأحد، 15 نوفمبر 2015 12:46 م
أدوات فيس بوك للكوارث تتجاهل العرب
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة