محمد فودة

محمد فودة يكتب.. أمام قبر الرسول.. صليت لأمى ودعوت لمصر!

الإثنين، 17 مارس 2014 03:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تكن المرة الأولى التى تطأ فيها قدماى الأرض المقدسة.. وبرغم ذلك أحسست برهبة مفاجئة واقشعر جسدى وأنا أنتقل من خطوات إلى أخرى.. كل كيانى يتغير وتتبدل أحواله وكأنى أنتقل من هذا العالم المادى المزعج الكئيب إلى عالم آخر من الروحانيات والبراءة المطلقة والشفافية التى لا يمكن أن تتساوى معها أى أوصاف أو مرادفات.. أزور المملكة العربية السعودية لأداء العمرة لأعيش هذا الحلم الممتد.. وبرغم أنى أديت العمرة والحج مرات عديدة ومرات إلا أننى أثناء طوافى بالكعبة كنت أحس فى كل مرة حرص السعودية على سلامة الحجاج والمعتمرين وراحتهم فلابد أن أرى فى كل زيارة جديدة أجواء جديدة وإضافات، أما رحلتى الأخيرة فكم كانت مهمة فى إضفاء روح التسامح والصفاء بداخلى عندما جلست بين منبر الروضة وقبر الرسول. وجدت نفسى وكأننى جالس فى الجنة وتذكرت قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: إنها روضة من رياض الجنة تصل بين منبرى وقبرى. وصلت إليها وعشت فى قدسيتها وصليت فيها ونسيت كل الأزمان والمشاكل وأجواء الانتخابات البرلمانية والصراعات السياسية. وحينما تأملت قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.. راحت مشاعرى فى أفق جديد غير الأفق الذى نعيش فيه.. امتزجت الذكريات مع الواقع مع الحاضر مع أمنيات المستقبل.. ووجدت أن دموعى حينما تساقطت فوق الأرض العطرة كانت تصالحنى مع نفسى.. لأخرج بعدها متوجا بالتفاؤل والرضا.. كل الرضا.. دعوت لأمى رحمها الله تعالى.. دعوت لها أن تنام فى الجنة راضية عنى ولا أطلب سوى المغفرة من الله لأمى ولى ليغفر لنا الله ما تأخر وما تقدم.. إنه سميع مجيب.. ودعوت لوطنى الكبير مصر أن يزيل عنه الغمة وأن يحفظ بلادنا من كل شر ومن كل حقد ومن كل مؤامرة تحاول النيل منه ومن أبناء الوطن الواحد، أحسست وأنا أطلب إلى الله وأصلى أننى فى محراب الحماية حيث الأمان والسلام الحقيقى الذى لا يعرفه العالم.. إحساس غريب وكأننى أبتهل فتصل صلواتى مباشرة من خلال أبواب السماء وحينما اقتربت من الكعبة المشرفة فوجئت بالرهبة والخشوع والعمق الروحانى والصوفى المتفرد.. يتأكد لى أن هذا هو الأبقى وهذا هو الخلود الحقيقى.. وأن كل كائن من كان هو مجرد زائر سريع فوق الأرض سرعان ما يزول ولا تبقى منه سوى الروح التى هى قبس من الله سبحانه وتعالى.. ولهذا فأنا أنسى كل شىء فى هذا المكان الطاهر أطهر من كل معانى الطهر والنقاء.. أنسى الماضى وأنسى أحلامى وأنسى طموحاتى.. ولا يتبقى منى سوى السعى نحو تطهير ذاتى.. وأجدنى لا أرى شيئاً إلا النور الأسمى الذى يملأ كل وجودى.. أنظر إلى الأمام وأشعر أننى أنطلق إلى الأعلى، إلى سمو روحانى غريب تختلط فيها ومعه أحاسيس عجيبة من الصعب أن أصل إليها، أو أجسدها فى كلمات.. فوق هذه الأرض المقدسة كم تمنيت وكم طلبت من المولى، عز وجل، وكم بكيت واغتسل جسدى برحيق من البهجة واغتسلت روحى بالخشوع والثقة بالنفس معا والانسحاق والزهد والتصوف إلى جانب العزة بالله.. كل هذه المفردات تجتاحنى وتعلو بى وترتقى بروحى وبجسدى وبكيانى.. كم من المعانى تجعلنى أتطهر ووقتها أقول إننى أصبحت شخصا آخر وكائنا آخر غير ما كنت عليه حقا، إنها أعمق اللحظات. أتنقل بين مكة المكرمة ثم المدينة المنورة، وتسكننى راحة نفسية مدهشة لا أحد يمكن أن يتخيلها ولا أحد يمكنه أن يصل إليها إلا فى هذه الأماكن المقدسة التى طهرتها أقدام رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وباركها الله وسلمها للخلفاء وللصالحين.







مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

عمرة مقبولة ان شاء اللة

عدد الردود 0

بواسطة:

ام مريم

كلام صادق

كلام رائع صادق خارج من القلب ربنا يتقبل منك

عدد الردود 0

بواسطة:

ام مريم

كلام صادق

كلام رائع صادق خارج من القلب ربنا يتقبل منك

عدد الردود 0

بواسطة:

نور

ماشاء اللة

ماشاء اللة عمرة مقبولة

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

زفتاوى

ايمان ومومن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة