قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فى حكومة المهندس إبراهيم محلب المُكَلَّفة، إنه لمس أثناء مقابلته الأخير عزيمة وإصرارا على إحداث نقلة نوعية فى تاريخ مصر الحديث تقوم على أسس واضحة المعالم.
وأوضح جمعة فى بيانٍ له، مساء أمس الخميس، أن أهم هذه الأسس هى دفع عجلة العمل والإنتاج إلى الأمام، والبحث عن بدائل غير تقليدية لإعادة المصانع المتعثرة أو المتوقفة إلى العمل، وتوفير مزيد من فرص العمل الحقيقية أمام أبناء الوطن جميعًا، للقضاء على البطالة أو التخفيف من حدتها على أقل تقدير فى المنظور القريب، والتمكين للشباب فى المواقع القيادية والتنفيذية مع عدم الاستغناء عن الكفاءات من ذوى الخبرة والدراية بمسالك الأمور.
وأضاف وزير الأوقاف أن العلاقة بين الشباب والشيوخ ليست علاقة صراع أو صدام بين الأجيال، إنما ينبغى أن تكون علاقة تكامل، فلا غنى عن طاقات الشباب وحماسهم المنضبط بضوابط الكفاءة ولا عن خبرات الشيوخ وتجاربهم فى ضوء قدرتهم على العطاء.
وتابع الوزير فى بيانه أنه على الرغم من كلِّ الصعوبات والتحديات التى تمر بها مصر، فإنى لم أكن أكثر تفاؤلاً منى فى هذه الأيام.
وأضاف جمعة: "أشعر من داخلى أننا على أعتاب مرحلة جديدة ومشارف نهضة واضحة المعالم، وذلك لما تمتلكه مصر من طاقات بشرية، ومصادر متنوعة، وموقع جغرافى متميز، وحضارة وآثار عريقة، وثروات طبيعية مازال كثير منها بكرًا، يحتاج إلى إرادة وتصميم من جهة، وقرار سياسى حاسم ومستقل من جهة أخرى، وتهيئة مناخ جيد للاستثمار الداخلى والخارجى".
وأشار الوزير إلى أن العنصر الأهم الذى نسعى جميعًا إلى تحقيقه فى هذه الحكومة المرتقبة التى يعلق الشعب عليها آمالاً كبيرة هو تحقيق عدالة اجتماعية حقيقية وعاجلة، قائلًا: "وهو ما نؤمن جميعًا به وما تطلبته ثورتا 25 يناير و30 يونيو، وأكدّ عليه دستور 2014 الذى حققته إرادة المصريين بإقبال لا يدع مجالاً لأى مزايدة، تلك العدالة التى لا يمكن أن يستقر وطن بدون تحقيقها وتصحيح منظومتها، بما يضمن وصول الدعم إلى مستحقيه الحقيقيين، ويعطى الأولوية فى الدعم والخدمات للطبقات الأكثر فقرًا، والأشدّ احتياجًا".
وأكد الوزير، أن العناية بتحسين أحوال الطبقات الكادحة أو الأكثر فقرا، والقرى والنجوع والمناطق العشوائية الأشد احتياجًا إلى الدعم أو الخدمات ستكون فى أولى أولويات هذه الحكومة.
ولفت إلى أن ذلك يحتاج أيضًا إلى تضافر جهود الحكومة مع مؤسسات المجتمع المدنى ورجال الأعمال المخلصين لوطنهم الحريصين على نهضته ورقيه، الذين يدركون أن لوطنهم عليهم حقا، وهذا أوان رد الجميل للوطن، فعند الشدائد تظهر المعادن النفيسة.
واستطرد: "لكى تتحقق هذه الطموحات ينبغى أن نعمل جميعا على تحقيق الأمن والاستقرار، ونضرب بيد من حديد على أيدى العابثين والمخربين والمفسدين، وأن نُعرّى أطماعهم السلطوية، وندحض بالدليل القاطع حججهم الواهية، ونكشف للمجتمع كله زيفهم وكذبهم وخداعهم ومعسول كلامهم الممزوج بالسم الناقع".
وشدد الدكتور محمد مختار جمعة على أنه يجب أن نبذل أقصى الجهد فى العمل والإنتاج: "فلا شك أن الاقتصاد فى عصرنا الحديث أحد أهم دعائم القوة وأشد أركانها، وهو ما دعا إليه ديننا وأكّد عليه، يقول نبينا صلى الله عليه وسلم: إذا قامت الساعة وفى يدى أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها، فالإسلام لا يطلب مجرد العمل وإنما يطلب إتقانه".
وتطرق الوزير فى بيانه إلى أهمية التخطيط الجيد وحسن توظيف الطاقات فى الفترة القادمة، ومن أهم ركائز التخطيط وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب والنظرة الشاملة لقضايا الأمة ودراسة الأمور دراسة وافية قبل البدء فى تنفيذها، وكذلك ضرورة ترتيب الأولويات، وذلك بتقديم الأكثر احتياجًا على الأقل، والأعم نفعًا على الأخص، والضروريات على الكماليات فى كل جوانب حياتنا.
وأكد الوزير، على أهمية ترشيد الاستهلاك والبعد عن جميع مظاهر الإسراف والتبذير لأن الأمم التى تريد أن تبنى نفسها وأن تنهض من كبوتها لا بد أن تتحمل لبعض الوقت بعض المتاعب والصعاب فتعمل وتكّد من جهة وترشد استهلاكها من جهة أخرى وهذا ما فعله يوسف (عليه السلام) لإنقاذ مصر فى سنى المجاعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة