نيللى كريم أدت الدور برشاقة راقصة بالية وأكدت أنها سيدة الأداء بـ"ذات"

الأربعاء، 07 أغسطس 2013 01:34 م
نيللى كريم أدت الدور برشاقة راقصة بالية وأكدت أنها سيدة الأداء بـ"ذات" نيللى كريم
كتبت - علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى..
عندما تصادف نيللى كريم فى الحياة العادية، تجد وجها هادئا وملامح واضحة وصريحة وعينين تحملان نظرة ثابتة، وابتسامة هادئة لا تفارق وجهها تسير دائما بخطوات ثابتة تتناسب تماما مع رشاقة راقصة باليه، ولكن خلف هذا الهدوء يوجد تمرد هائل وألق فنى لا يستطيع أن يصل إليه إلا مخرج محترف يعرف كيف يستخرج من الفنان الذى يعمل معه كل طاقاته الإبداعية، ومنذ أن بدأت نيللى مشوارها الفنى كان البعض يراها مجرد فتاة جميلة ووجه غير مكرر على الساحة الفنية، كما أنها تملك طاقة استعراضية هائلة، ولذلك قدمت نيللى العديد من الأدوار التى كان من الممكن أن تجسدها غيرها من الممثلات، وحتى فى هذه الأدوار كان يبدو فى عينيها نظرة تقول لمن يشاهدها أنا بعيدة عن كل ذلك وانتظروا منى ما هو أكبر وأفضل، وقد يكون من سوء حظ نيللى أنها ظهرت فى الفترة التى سادت فيها موجة السينما التجارية، وكان كل شىء بعيدا عن قيمة الفن، لذلك فنيللى لا تتحمل اللوم لوحدها، ولكن بهدوء شديد وبأداء راقصة باليه محترفة تعرف أن رقصاتها قد تبدأ هادئة، ثم تتصاعد تدريجيا إلى أن تصل إلى ذروتها، حيث تألقت نيللى فى العديد من الأدوار المميزة ومنها حديث «الصباح والمساء» ولفتت النظر بشدة فى فيلم «واحد صفر» الذى كان يحمل صرختها كممثلة تقول وتؤكد لكل من حولها أنا فنانة لدى العديد من الطاقات.

ويبدو أن المخرجة كاملة أبوذكرى، قد أدركت ذلك بذكائها حيث وضعت نيللى فى منطقة مختلفة وغير متوقعة بفيلمها واحد صفر، لذلك أبدعت وتألقت ووصلت جملتها الموسيقية إلى قمة الكمال والإبداع.

فى مسلسل ذات، مع نفس المخرجة وأيضا الكاتبة مريم ناعوم، وإذا كانت كاملة كمخرجة منحت نيللى الفرصة لتخرج طاقاتها الفنية ووظفتها بشكل فاجأ الجمهور والنقاد على حد سواء، فإن نيللى تعرف قدر نفسها وتجتهد لأقصى درجة، وهذا ما يبدو من شغلها على شخصية ذات، وفى ظنى أنها قبل أن تقرأ سيناريو مريم ناعوم عادت إلى الرواية والنص البديع الذى صاغه الكاتب الكبير صنع الله إبراهيم، لتتشرب عالم الرواية وتغوص فى عالم ذات تلك المرأة المصرية البسيطة التى عاشت تاريخا من التحولات السياسية والاجتماعية انعكست بكاملها على الأسرة المصرية، ونيللى بتجسيدها لهذا الدور امتلكت شجاعة تحسد عليها، خصوصا أن الشخصية تمر بمراحل عمرية مختلفة تبدأ من سن الـ18 حتى تصل إلى الستينيات، ولم تهتم نيللى فقط بالمظهر الخارجى للشخصية، وتطورها العمرى بدءا من ملامح وجهها ونظرة العين التى كانت تزداد انكسارا يوما بعد يوم، ومع كل انكسار يصيب مصر والشخصية المصرية، ولا فقط فى طريقة مشيتها التى بدأت من فتاة خجولة تضم الكتب إلى صدرها وصولا إلى امرأة تسير منحنية الكتفين وبخطوات ثقيلة، بنفس الإجادة على المستوى الشكلى أمسكت نيللى بكل انفعالات الشخصية، وفى كل المواقف كانت انفعالاتها موظفة تماما بدون زيادة أو نقصان لم نرها تصرخ وتبالغ رغم كل الهزائم التى مرت بها، ويبدو لى أن نيللى تماهت تماما مع شخصية ذات وكانت تقوم بإلغاء نيللى تماما والتحول للشخصية. تنقلت نيللى برشاقة بين حلقات العمل وتطورات الشخصية، شاهد نبلها فى الحزن على وفاة عبدالحليم حافظ فى الحلقة السابعة من المسلسل وولادة طفلتها فى شهرها السابع من كثرة بكائها على حليم، شاهد كيف عبرت عن حزنها العميق فى مشهد وفاة والدها، كيف كانت تؤدى اللقطات التى كانت تجمعها بزوجها عبدالحميد وكيف كانت عنيدة بشدة معه خصوصا أنهما متناقضان، هلعها على بناتها وزوجها عندما قررت أن تتمرد وتترك كل شىء وتذهب إلى الإسكندرية عند صفية، وكيف انخلع قلبها وهى بعيدة أثناء أحداث الأمن المركزى، نيللى بهذا الدور دخلت التاريخ وحفرت لنفسها مكانا وسط أصحاب الأداء الرفيع.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة