قال السفير نبيل فهمى، وزير الخارجية، إن الأوضاع فى سوريا الآن هى الأخطر على الوطن العربى منذ الحرب العالمية الأولى، مشددًا على عدم تشجيع مصر على دعوة الجهاد المسلح هناك، مع تأييد الإدارة المصرية للشعب السورى وثورته مع التمسك بعدم التدخل العسكرى لحل الأزمة.
وأضاف فهمى، خلال مؤتمره الصحفى الذى عقده عصر اليوم الثلاثاء، حول زياراته الأخيرة لكل من السودان والأردن والأراضى الفلسطينية وأهميتها فى إطار الحفاظ على الأمن القومى المصرى وكذلك ضمن جولاته الخارجية لدول العالم لتصحيح المفاهيم المغلوطة حول ثورة 30 يونيو، أن استخدام الأسلحة الكيميائية هى اتهامات لم تحدد حتى الآن من مرتكبها، مؤكدا أن القاهرة ترفضه وتدينه بكل قوة، كما أن القوانين الإنسانية ترفض استخدام تلك الأسلحة.
وأكد فهمى أنه لا يستطيع أن يجزم أو ينفى وجود مشروعات لدول أخرى داخل الشرق الأوسط لتقسيمه، كاشفا أن هناك مشروعا مصريا يقوم بتطوير الشرق الأوساط وتنميته وإخلائه من أسلحة الدمار الشامل، مشددا على عودة مصر لريادة الشرق الأوسط سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأن المشروع المصرى مشروع حر يستند إلى الديمقراطية الداخلية ويرتكز على شباب مصر.
وفيما يتعلق بزيارته الأخيرة لدولتى السودان، قال فهمى: "سفرت للسودان وجنوب السودان نتيجة رسائل مصرية حول الأمن القومى المصرى وحول الأولوية القصوى المرتبط بمحيطه الإقليمى سواء السودان أو دول حوض النيل، موضحا أن الزيارات لدولتى السودان كانت إيجابية.
وفيما يتعلق بزيارته للأردن ورام الله قال فهمى إن موقف مصر لم يتغير مطلقا من ضرورة وجود دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، لافتا إلى أن الجهود المصرية لم تتغير، وأنه قد تم تصحيح مسار الدبلوماسية المصرية إقليميا ودوليا وخاصة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط".
وأكد فهمى أن مصر لن تقبل مطلقا بوجود أنفاق غير مشروعة تشكل خطرا على أمنها القومى، وأنه أيضا لن تقبل باستمرار الحصار على غزة الذى يدفع ثمنه المواطن الفلسطينى.
وحول قبول حماس بعودة أمن المعابر التابع للسلطة الفلسطينية، قال فهمى: "حماس موجودة فى غزة وهى على حدودنا ومن الطبيعى أن نناقش معها ترتيبات فتح المعابر، ولكننا أيضا نتحاور مع السلطة الفلسطينية فى هذا الموضوع"، مشددا على أن مصر لن تقبل مطلقا بوجود أى نفق للتهريب على حدودها مع غزة.
وحول تغير الموقف الغربى تجاه الأوضاع الداخلية فى مصر، قال وزير الخارجية: "أشعر أن العديد من الدول تغيرت فى موقفها تجاه مصر فضلا عن الدول التى وقفت بجانبنا بموقف قوى كموقف السعودية والأردن وفلسطين والعراق والبحرين والكويت وعدد من الدول غير العربية الذين كانوا مترددين فى البداية ولكنهم فهموا ما يجرى فى مصر سريعا ومواجهة مصر للإرهاب".
وأوضح فهمى أن هناك خطرا تواجهه الثورة المصرية وهو استخدام الجماعات المسلحة للعنف ضد الكنائس وأقسام الشرطة والمتاحف وغيرها.
وأشار فهمى إلى أن هناك دولا اتخذت مواقف صعبة للغاية تجاه مصر كتركيا الأمر الذى أدى إلى استدعاء أنقرة لسفيرها للتشاور وهو الأمر الذى ردت عليه مصر سريعا باستدعاء سفيرها أيضا، بل اتخذت القاهرة قرارات إضافية بتأجيل المناورات البحرية المشتركة لأجل غير مسمى.
وأضاف فهمى: "بعدما شهدناه بالأمس من تطاول أردوغان على قامة إسلامية كبيرة وهو شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، قمنا اليوم برفض زيادة البعثة الدبلوماسية التركية كأول رد فعل مباشر لما تفعله تركيا تجاه مصر".
وأوضح فهمى أن العلاقات المصرية التركية مهمة لصالح الشعبين، وأن الخلاف الآن ليس مع الشعب التركى ولكن مع الحكومة التركية، قائلا:" نحن لا نأخذ خطوات ضد تركيا إلا ردا على تجاوزات أنقرة، حيث كانت البداية بالإدانة وبعد ذلك بالأفعال كاستدعاء السفير ووقف المناورات وغيرها".
وفيما يتعلق باستخدام الدول الغربية ورقة المساعدات الخارجية كورقة ضغط ضد مصر قال فهمى: "نحن الآن بصدد مراجعة كل المساعدات الخارجية التى تقدمها الدول الغربية، وفى كل الأحوال لن تكون المساعدات وسيلة ضغط تجاه مصر".
وأشاد فهمى بدور المجتمع المدنى والقطاع الخاص المصرى بجانب الحكومة المصرية لتوضيح ما يجرى فى مصر لدول العالم، موضحا أن الخارجية ستستعين بأفراد من المجتمع المدنى فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التى ستعقد فى شهر سبتمبر المقبل.
وحول لجنة حكماء أفريقيا، والزيارة الأخرى للوفد غدا الأربعاء، قال فهمى: "بعد عودة الوفد لأديس أبابا المرة السابقة اكتشف أنه لم يستكمل جميع لقاءاته فى مصر، ونقل إلى مجلس السلم والأمن الأفريقى انطباعاته لكل اللقاءات التى قام بها فى مصر خلال زيارته الأخيرة".
وحول العلاقات مع إثيوبيا قال فهمى: "العلاقات مع أديس أبابا مهمة للغاية، وبادرنا بالحديث عدة مرات مع الجانب الإثيوبى وكان هناك ترتيب لاجتماع ثلاثى بين مصر والسودان وإثيوبيا ولكن تأجل بسبب الفيضانات الحالية فى السودان"، مؤكدا أن الجانب الإثيوبى أكد أنه يريد زيارة مصر وعقد لقاءات بشكل مستمر.
وحول العلاقات بين روسيا ومصر، قال فهمى: "إن الاتصالات اليوم مع روسيا تجاوزت تبادل العلاقات، وأنها تتم كل فترة حول الأوضاع الإقليمية"، مشيرا إلى أنها علاقات قوية وطويلة، مشددا على أن إذا كان هناك مصلحة قوية لزيارة روسيا سيذهب فورا.
وكشف فهمى فى نهاية المؤتمر عن زيارة وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل للقاهرة عقب جولته الجارية لدول أوروبا.
فى مؤتمر حول جولته العربية.. وزير الخارجية: نرفض أن تكون المساعدات الأجنبية ورقة ضغط علينا.. ولن نسمح بوجود أى أنفاق مع غزة.. وسنعود لريادة الشرق الأوسط قريبا.. والوضع فى سوريا أخطر ما يهدد العرب
الثلاثاء، 27 أغسطس 2013 06:51 م