سكان الأرض قد يرون المذنب إيسون إذا نجا من حرارة الشمس وجاذبيتها

يمر مذنب ترك الحافة الخارجية للنظام الشمسى قبل أكثر من 5.5 مليون سنة قرب الشمس اليوم الخميس، وسيصبح مرئيا فى الأرض فى الأسبوع أو الأسبوعين القادمين.. ذلك إذا نجا.

وقال دونالد يومانز مدير مكتب برنامج الأجرام القريبة من الأرض فى معمل الدفع النفاث فى إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) فى باسادينا بكاليفورنيا مقابلة نشرت بموقع الإدارة على الإنترنت "توجد ثلاثة احتمالات حين يدور هذا المذنب حول الشمس".

والأول "يمكن أن يكون صلبا بما يكفى للنجاة من المرور بالشمس، ويكون جرما براقا بدرجة واضحة ومرئيا بالعين المجردة".

والاحتمال الثانى أن تفتت جاذبية الشمس المذنب إلى قطع كبيرة.

وقال "كارى ليس" الباحث الكبير فى معمل جون هوبكنز للفيزياء التطبيقية فى لوريل بولاية ماريلاند، متحدثا للصحفيين فى مؤتمر عبر الهاتف يوم الثلاثاء "ما دامت هناك قطع فسنرى شيئا ما".

والاحتمال الثالث إذا كان المذنب ضعيفا جدا، سيتفتت إلى سحابة من الغبار ولا يمكن رؤيته.

وقال "ليس" من الصعب توقع ما سيحدث بالضبط.

ومن المقرر أن يمر المذنب إيسون على مسافة 1.2 مليون كيلومتر من سطح الشمس الساعة 1837 بتوقيت جرينتش غدا الخميس.

وعند هذه المسافة ستقرب درجة حرارة المذنب من 2760 درجة مئوية وهى كافية لتبخير كل ما فيه من غبار وصخور.

وقال ماتيو نايت الفلكى فى مرصد لويل فى مقابلة مع موقع ناسا "قد لا يصدق أن يمكن لأى شىء النجاة من ذلك الجحيم، لكن معدل فقدان الكتلة من المذنب كما يرجح صغير نسبيا بالمقارنة مع الحجم الفعلى لنواته".

ويقدر العلماء أن المذنب إيسون يحتاج لأن يكون اتساعه 200 متر لينجو من تلك المقابلة القريبة مع الشمس، وأظهرت أحدث القياسات أن المذنب يزيد عن مثلى ذلك الحجم وقد يصل اتساعه إلى 1.2 كيلومتر.

وسيساعد إيسون أنه لن يبقى طويلا فى لهيب الشمس فحين يمرق قربها ستكون سرعته 349 كيلومترا فى الثانية.

واكتشف المذنب "فلكيان هاويان" العام الماضى باستخدام الشبكة البصرية العلمية الدولية الروسية، المعروفة اختصارا باسم "إيسون".

ويعتقد أن المذنبات بقايا مجمدة تخلفت عن تكون النظام الشمسى قبل حوالى 4.5 مليار سنة.

وينتمى إيسون إلى عائلة مذنبات تسكن فى السحابة أوورت التى تبعد عن الشمس عشرة آلاف مثل المسافة بين الأرض والشمس، مما يجعل تلك السحابة فى منتصف المسافة إلى النجم التالى.

وأحيانا يندفع مذنب من السحابة أوورت إلى خارجها بفعل جاذبية نجم مار ويتخذ مسارا يصل به بعد ملايين السنين إلى داخل النظام الشمسى، وتظهر نماذج الكمبيوتر أن هذه أول زيارة لإيسون.

وقد مرت مذنبات من السحابة أوورت بالأرض من قبل ومن الشائع مرور مذنبات فى مدار يكاد يلامس الشمس، لكن المذنب إيسون فريد.

وقال عالم فيزياء الفلك كارل باتامز من معمل أبحاث القوات البحرية فى واشنطن "لم نر من قبل مذنبا كهذا.. يجمع بين كونه مذنبا جديدا من الناحية الديناميكية من السحابة أوورت ويمر فى مسار يكاد يلامس الشمس".

وقال باتامز "إنه يتصرف بصورة غريبة"، مشيرا إلى أن ألسنة لهب حديثة وتغيرات فى البريق قد تكون علامات على أن المذنب يتفتت.

وأضاف أنه بغض النظر عما سيحدث "فهو بالفعل انتصار هائل للعلم".