رحلة طويلة قطعها بمفرده من قريته بمحافظة كفر الشيخ، حاملاً فى يديه فرشة "النقاشة" التى تعلمها بحثاً عن مصدر رزق وفى اليد الأخرى حمل أوراقه التى لا تفارقه، والتى دون بداخلها كل فكرة دارت بخاطره عبر عنها بكلمات متناسقة من الشعر الذى عشقه مع بداية تعلمه للقراءة والكتابة، لم تمنعه ظروفه الصعبة أو حرفة "النقاشة" التى لم يخترها "صبرى" ولكنها التصقت به "عشان أكل العيش"، وبقى قلبه معلقاً فى كتابة الشعر والموهبة التى ظل محتفظاً بها طوال سنوات عمره التى تجاوزت الثلاثين قبل أن يستطيع أن يخرج موهبته للنور.
"صبرى الرفاعى" شاب بسيط لم يتلق من التعليم سوى شهادة الدبلوم الصناعى التى حاول أن يستخدمها لطلب الرزق، وبالرغم من هذا التعليم البسيط إلا أنه عشق نظم الشعر منذ صغره وكان لكل مواقف حياته قصيدة يخرج فيها ما يشعر به على الورق التى زاد عددها عاماً بعد آخر لتتراكم فوق بعضها، فى انتظار أن يعرضها على زملائه فى العمل أو أصدقائه على المقهى، بعد أن يأس "صبرى" فى عرضها على أى جماهير أخرى يستمعون إليه.
"كل حلمى أن حد يسمعنى" من بين دفاتره المليئة بالأشعار التى يحفظها عن ظهر قلب يحكى "صبرى" لليوم السابع مع حكايته مع الشعر الممزوج بالنقاشة التى يعمل بها، ويقول: "من أول ما اتعلمت القراية والكتابة وأنا بكتب شعر، كتبت عن كل حاجة، عن الحياة والحب والثورة فى مصر والثورات فى العالم العربى، وطول عمرى بدور على حد يسمعنى، وعمرى ما بطلت أكتب عن اللى جوايا".
"أنا صحيح نقاش.. بس شاعر" هكذا يصف نفسه بالكثير من الثقة والفخر بموهبته التى صاحبت "النقاشة" التى لم يخجل منها "صبرى" طالما يمتلك ثمن القلم والورقة التى سيدون بها قصيدته الجديدة التى تنتظر من يقرأها.
فرشة وجردل بوية وقلم وورقة وقصيدة"صبرى نقاش وفى الأصل شاعر"
الجمعة، 24 أغسطس 2012 04:19 م
صورة ارشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
سامح
كفر الشيخ