محمد وآية يستعدان لخطوبتهما فى رابع أيام العيد، لذا توجها إلى محل بيع المصوغات الذهبية لشراء الشبكة، محمد طلب من آية أن تنتقى ما تريده، ولكنه فوجئ بأن سعر ما اختارته آية وصل إلى 15 ألف جنيه.
انقلب وجه محمد بعد أن سمع سعر الشبكة التى اختارتها آية، وقرر أن يصارح آية بما يمتلكه من إمكانيات، حيث قال لها "أنا ليس معى سوى 4 آلاف جنيه ممكن تختارى حاجة بسيطة على قد المبلغ ده "، فرحبت آية بهذا الطلب وقالت له "طبعاً أنا مكنتش أعرف أن الفلوس مش هتكفى"، وبالفعل قدم له الصائغ الشبكة التى تلائم ما معه من أموال، حيث اختارت آية دبلة ومحبس وخاتم من الذهب.
قصة محمد وآية ليست القصة الوحيدة فى محلات بيع الذهب، بحسب ما يقول مصطفى أحمد محمد عوض، موظف بمحل لبيع الذهب بالسيدة زينب.
وأضاف أن هذه القصة تتكرر بشكل يومى تقريباً بسبب سوء الأحوال الاقتصادية فى البلد وارتفاع أسعار الذهب بشكل جنونى، حتى إن دخول محال الذهب أصبح ليس لعامة الشعب ولكن لمن يمتلك المقدرة المادية فقط، حيث إن عامة الشعب يسألون فقط عن سعر الذهب ويخرجون صفر الأيدى أو قد يدخلونها لبيع الذهب ولكن من يمتلك المقدرة يمكنه أن يشترى بحسب إمكانياته أيضاً.
وأشار إلى أنه مر عليه العديد من القصص أثناء عمله فى محلات بيع الذهب، فمثلاً: جاء له عريس وعروسة واشتروا شبكة ولكن حصل اختلاف بين والد العريس ووالد العروسة حول من تكتب فاتورة الشبكة باسمه وهو ما أدى إلى "فركشة" الخطوبة وعدم إتمامها.
وأضاف أن الناس فى الوقت الحالى لا تجد لقمة العيش لتشترى الذهب فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيراً إلى قصة شاب جاء إليه لبيع مصوغات والدته والتى أعطتها له ليبيعها ويشترى خاتما لخطيبته ليقدمه لها فى الشبكة.
وعن أطرف المواقف قال إنه فى إحدى المرات اتفق معه العريس والعروس على أن تكتب فاتورة الشبكة باسمهما سوياً لضمان عدم حدوث خلاف بين الأهل.
ومن جانبه قال أحمد سعيد، صاحب محل ذهب، إن الناس فى الوقت الحالى لا تقوم بشراء الذهب إلا قليلاً، مضيفاً أن نسبة الزواج والخطوبات فى العيد قد قلت تماماً مقارنة بفترة التسعينيات، وأرجع ذلك إلى ارتفاع أسعار الذهب وصعوبة المعيشة.
وأوضح أن عيار 21 وصل لـ 305جنيهات وعيار 18 وصل لـ 261 جنيها، مضيفاً أن الأسواق العالمية حدث فيها انخفاض فى سعر الذهب بشكل مفاجئ وهو ما أدى لانخفاض قيمته ولكنه سيعاود الارتفاع مرة أخرى بعد عيد الأضحى وحسب الظروف العالمية مثل: الانتخابات الأمريكية لوجود علاقة بين سعر الدولار والذهب.
وعن الجديد فى شراء الشبكة للعيد القادم أوضح محمد على، صاحب محل فضة، أن البعض يشترى منه شبكة من الفضة على أساس التقارب بين لون الفضة والذهب الأبيض، ويقومون بعدها بمزجها مع شبكة من الذهب الصينى، لتقدم للعروس أمام الناس فى شبكتها على أنها من الذهب.
وأوضح أن هناك أنواعا من الفضة يتم إدخال الألوان فيها وهو ما يجعلها مناسبة للشبكة، خاصة أن سعر الفضة منخفض للغاية وفى متناول اليد.
وأشار إلى أن هناك بعض العائلات تتغاضى عن الشبكة عموماً وتدخلها فى شراء الأدوات الكهربائية، فيشترى العريس أدوات كهربائية على حسابه الخاص بدلاً من الشبكة، وذلك لضيق الحال وصعوبته.


