فى العهد القريب كان من المبانى الأكثر اهتماما بالمحافظة بطبيعة نفوذه وسلطاته، ولكنه الآن مكانا مهجورا تماما بالداخل، يقوم فيه المواطنين بقضاء حوائجهم به، وكذلك ترددت إنباء عن ممارسة إعمال منافية للآداب بداخله، فضلا عن تحوله من الداخل إلى مقلب للقمامة .
أما من الخارج فتحول المبنى إلى سوق عكاظ، ويفترش الباعة الجائلين أسوار المبنى ببضائعهم من ملابس وأحذية والعديد من مستلزمات الأسر.
الباعة الجائلين الذين عاد عليهم إلغاء الجهاز بالنفع، أغلبهم يحمل شهادات متوسطة وفوق متوسطة، يرغبون فى تحويل المبنى إلى معرض خاص بهم بدلا من إغلاقه بلا فائدة، وكذا بدلا من قيام شرطة المرافق بأخذ بضائعهم ودفع غرامات مالية لاسترجاع نصف تلك البضائع بعد إن يتم استقطاع جزء من هذه البضائع لصالح شرطة المرافق – على حد قولهم.
وكان محافظ البحيرة وافق مؤخرا على تحويله لقصر ثقافة بعدما تقدم عصام جويدة القيادى بحركة كفاية بالبحيرة بطلب لتحويله مبنى ثقافى يستفاد منه فى نشر وعى المرحلة الجدية كمنبرا للثقافة والتنوير تعبيرا عن العصر الجديد لمصرنا الجديدة، ولا سيما أن المبنى تحت تصرف وملكية المحافظة، ولا يحق قانونا لوزارة الداخلية التصرف فيه، لأنها كانت تستغله بغير مقتضى قانونى شأنه شأن الكثير من أملاك الدولة، فضلا عن عدم وجود قصر ثقافة حتى الآن بعاصمة محافظة البحيرة دمنهور .
المبنى أحد معالم المدينة لطرازه المعمارى الفريد الذى يرجع تاريخه إلى عام 1929 عندما عهد عبد السلام باشا الشاذلى إلى مهندس ايطالى بإنشائه كمبنى للمحافظة التى كانت تسمى وقتها (بمديرية البحيرة) ويتكون المبنى من طابقين ويتميز بواجهته ذات الأعمدة التجانية التى تشبه زهرة اللوتس ونوافذه البيضاوية وأشجار النخيل التى تتوسط ساحته إلى أن تحول بعد ذلك إلى كلية للتربية ثم شغله جهاز أمن الدولة مؤخرا .



