رويترز: أصوات المصريين ارتفعت فى السماء بعد قمعها فى عهد مبارك

الأربعاء، 27 أبريل 2011 04:19 م
رويترز: أصوات المصريين ارتفعت فى السماء بعد قمعها فى عهد مبارك ثورة 25 يناير
كتب أحمد براء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت وكالة "رويترز" للأنباء فى تقرير جديد لها، إنّه على مدى عقود من الحكم الشمولى وضراوة الشرطة، ظل الصوت الوحيد المسموع من مصر هو صوت قادتها، لكن منذ أن أطاحت ثورة 25 يناير بالرئيس حسنى مبارك، تحولت الأغلبية الصامتة إلى أصوات متنافرة.

وأوضح التقرير أنّ الجميع فى مرحلة ما بعد مبارك سواء المتخصصين الذين تلقوا تعليمهم فى الغرب، أو الأميين، والإسلاميين الذين كان نشاطهم محظورا فى عهده؛ أصبح لديهم ما يقولونه عن ماضى بلادهم ومستقبلها متشجعين بنجاح انتفاضتهم.

وأشارت "رويترز" إلى أنّها تعتبر المرة الأولى التى تنطلق فيها أصوات الشعب المصرى المكبوتة منذ أن تحولت مصر من الملكية إلى الجمهورية عام 1952، لم يعد أغلب الناس يخشون التعبير عن مطالبهم وهم يتوقعون من السلطات أن تستجيب.

ونقل التقرير عن رشا عبد الله، رئيس قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية، قولها إنّ "صوت المصرى كان مقموعا على مدى 60 عاما تقريباً.. لكن الآن لأول مرة منذ سنوات طويلة يشعر المصريون أن صوتهم مهم".

وأضافت: "هناك تعطش للتعبير وافتتان بفكرة أننا فعليا يمكن أن نحدث فرقا، لذلك يتحدث الجميع الآن فى السياسة، ولم يعد أحد خائفا مثل الماضى".

تطرق التقرير بالقول إنّ حرية التعبير، ظلت غريبة على واحدة من أكبر دول الشرق الأوسط وأكثرها نفوذا.. مضيفاً أنّه تم بدأ كتم أصوات المصريين فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، حيث اشتهر هذا العهد بجهاز رقابى صارم، هو البوليس السياسى الذى كان يخفى المعارضين فلا يُسمَع عنهم بعد ذلك.

وعندما تولى أنور السادات الحكم عام 1970، قام بتحرير الاقتصاد، لكنه لم يحرر السياسة، وأبقى مبارك الذى كان نائبه آنذاك، على السياسات القمعية ذاتها حتى انتهاء حكمه الذى استمر 30 عاما يوم 11 فبراير الماضى على أيدى ثوّار 25 يناير.

ونقل التقرير عن بعض المواطنين المصريين فى الشارع، فمريم ميخائيل، وهى ربة منزل فى الأربعينيات من عمرها، قالت إنها لم تجرؤ من قبل على الحديث عن السياسة، مضيفة: "عندما أسترجع الماضى أدرك كم كنا جهلاء وضعافا وخائفين".

وتابعت "كلنا كنا نقول.. هذه ليست مشكلتنا، وتكيفنا مع القمع حتى انفجر الناس فى النهاية".

وأوضح التقرير، أنّ الحرية التى اكتشفها المصريون، ظهرت حديثا فى الصحف القومية؛ فصحف مثل الأهرام، والأخبار التى كانت مطبوعات مكدسة بالتملق لكل ما يقوله مبارك، أصبحت الآن تكتب عناوين تنتقد فيها الفساد الذى تورط فيه الرئيس وابناه وإدارته.

ومبارك والعديد من وزرائه محبوسون على ذمة التحقيق فى اتهامات بالفساد واستغلال النفوذ وقتل متظاهرين، وتجرى بالفعل محاكمة بعض المسئولين السابقين.

ونفى مبارك ارتكاب أى مخالفات لكن ذلك لم يمنع التلفزيون الحكومى من تغطية خطوات الادعاء للعمل على مثوله أمام القضاء.

وقال محمد زكى، الصحفى بالتلفزيون الرسمى: "أخيرا نقوم بتغطية ما يحدث بالفعل وليس ما يريد المسئولون أن يسمعه الناس".

وبعد شهرين من الإطاحة بمبارك، مازال المصريون يستمتعون بحقهم فى أن يسمع صوتهم. وترتفع أصواتهم إلى أقصى مدى، أيام الجمعة فى ميدان التحرير.

يصف المهندس محمد فتحى، البالغ من العمر 30 عام نفسه بأنه "ثورى متفرغ"، فمنذ اندلاع احتجاجات يوم 25 يناير، خرج إلى ميدان التحرير أولا للمطالبة بالإطاحة بمبارك، وهو الآن يطالب بالقضاء على الفساد الذى يسود كل جوانب الحياة اليومية.

وقال "لا أحد فى مصر لديه أى فكرة عن حقوقه أو واجباته وكان الجميع يخشى المطالبة.. رأيت ناسا يموتون من أجل هذا البلد. وأنا عازم على الاستمرار حتى تتحرر مصر تماما".






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة