تقرير للأمم المتحدة: 30% نسبة العجز فى المستشفيات من الدم

الجمعة، 28 مايو 2010 08:11 م
تقرير للأمم المتحدة: 30% نسبة العجز فى المستشفيات من الدم مراكز نقل الدم المصرية ترسل يوميا 70 حافلة للتبرع بالدم
كتب أحمد براء

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ذكر تقرير حديث لمكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية "إيرين" أنّ مراكز نقل الدم المصرية ترسل يوميا 70 حافلة مجهزة بالكامل للتبرع بالدم، ولكنها تعود بتبرع يصل فى المعدل إلى 2000 وحدة أى ما يقرب من 900 لتر من الدم، وهو أقل بـ30% عما تحتاجه المستشفيات المصرية.

ونقل التقرير عن فاتن مفتاح مدير المركز القومى لنقل الدم الذى يشرف على شبكة من 24 مركزاً مماثلاً فى جميع أنحاء الجمهورية قولها: "إذا ما تم رفع مجموع التبرع إلى 3000 وحدة يومياً بدلاً من 2000، فسيصبح بالإمكان الاستجابة للطلب"، مضيفة أن مجموعة كبيرة من السكان توقفت عن التبرع بالدم منذ زمن طويل، لأنهم يعتقدون أن ذلك سيلحق بهم أضراراً.

وأشارت مفتاح إلى أن المشكلة تكمن فى انخفاض العرض دون أن يتراجع مستوى الطلب، وانخفاض العرض يلحق أضراراً بالمرضى فى كل مكان فى نهاية المطاف.

وفى السياق نفسه، لفت خبراء الطب إلى وجود عدة أسباب وراء هذا التراجع بما فيها سوء التغذية التى أصبحت شائعة فى مصر، حيث أشارت نيلى صدقى، وهى خبيرة فى مجال الدم، إلى أن سوء التغذية واقع لا يمكن إنكاره، فكيف يمكن لمن يعانى من نقص التغذية أن يتبرع بالدم؟.

من جهة أخرى، أوضح تقرير صادر عن وزارة الصحة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى عام 2009 أن ما يقرب من ثلث الأطفال المصريين يعانون من سوء التغذية، فى حين أشار تقرير آخر إلى أن 23% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر.

وبدأت عمليات التبرع بالدم تخضع للمراقبة العامة فى عام 2007 بعد اتهام شركة محلية بتقديم كميات غير سليمة من الدم لوزارة الصحة، وستقوم محكمة جنائية فى القاهرة بإصدار قرار يوم 17 يوليو لإقفال القضية، ولكن العديد من المصريين بدأوا يترددون فى التبرع بالدم نتيجة لذلك.

ونقل التقرير عن خبراء فى مجال الصحة قولهم إنهم على الرغم من أن عدد سكان مصر ازداد إلى أكثر من 80 مليون نسمة عام 2010، إلا أن عدد المتبرعين بالدم انخفض بشكل حاد فى السنوات الأخيرة، الأمر الذى يهدد حياة مئات الآلاف من المرضى.

وأضاف التقرير أنّ خارج محطة قطار رمسيس المزدحمة وسط مدينة القاهرة، تتجاهل الجموع مطالبات المسئول الصحى المتكررة للمسافرين بتخصيص بضع دقائق من وقتهم للتبرع بالدم فى حافلة صغيرة فى مكان قريب، وعلق أحمد عباس على ذلك قائلاً: "الآلاف من المرضى بحاجة ماسة للدم فى المستشفيات فى جميع أنحاء بلدنا".

وعلى بعد بضعة كيلومترات، ترقد أميرة محمد البالغة من العمر 10 سنوات، فى مستشفى "أبو الريش" للأطفال، وذلك بسبب إصابتها بمرض "الثلاسيميا بيتا" وهو اضطراب وراثى فى الدم يقلل من إنتاج "الهيموجلوبين" ويتوقف بقاء أميرة على قيد الحياة على نقل الدم إليها شهرياً، وهو إجراء باهظ الثمن وعلى قدر كبير من الصعوبة.

وتضطر والدتها هدى شعيب لدفع ما بين 100 إلى 700 جنيه مصرى شهرياً مقابل كيس واحد من الدم. وعلقت على ذلك بقولها: "لا يمكن القيام بشىء آخر، لقد كان العثور على الدم أسهل نوعاً ما فى الماضى ولكن الأمور أصبحت صعبة للغاية. عليك أن تدفع الكثير مقابل ذلك" الأمر الذى يدفعها لإجراء مكالمات عديدة كل شهر بحثاً عما تحتاجه ابنتها من الدم.

من جهة أخرى، ذكر التقرير أنّ الوضع يزداد سوءاً بالنسبة لحوالى 150000 مصاب بالتهاب الكبد الفيروسى (ج) والذين يحتاجون لعمليات نقل دم متكررة، ويعانى حوالى 10% من السكان من فيروس التهاب الكبد الفيروسى (ج).

وأفاد وحيد دوس مدير المعهد القومى للأمراض المتوطنة والكبد، أن "حوالى 2% من هؤلاء المرضى يحتاجون لعمليات نقل الدم بشكل منتظم ودورى، وأنهم يعانون أكثر من غيرهم نظراً لعدم كفاية الدم الذى يتم التبرع به.

وقد أدى النقص الحاصل فى الدم والحظر المفروض على استيراده إلى ارتفاع غير مسبوق فى أسعاره، وفى أحيان كثيرة تضغط المستشفيات على أقارب المرضى للتبرع بالدم إذا كان من نفس الفصيلة المطلوبة.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة