ست البنات عبدالحميد البرى هى الأم التى أنجبت الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش أول امرأة تصبح رئيسة تحرير لجريدة الأهالى، التى تتذكر أمها فى عيد الأم قائلة: «كانت أمى مثل باقى الأمهات الريفيات أمية، إلا أنها قامت بتربية 8 أولاد، 6 صبيان وفتاتين، حرصت على تعليمهم ولأنها لم تتعلم أصرت على تعليم البنتين، واستطاعت أن تدبر أمور بيتها رغم كثرة أولادها والظروف الصعبة نتيجة لضيق الموارد المالية، لأن والدى كان مدرسا ودخله قليل قياسا على عدد أفراد الأسرة، حتى بعد أن انتقلنا من مينا سمنود بمحافظة الدقهلية مسقط رأسنا إلى القاهرة لالتحاقنا بالجامعة، رغم هذا الانتقال استطاعت أمى أيضا تدبير تلك الموارد رغم فارق الاسعار بين الريف والمدينة.
يخيم الحزن على صوت فريدة النقاش وهى تقول: «أمى رحمها الله كانت البطل الحقيقى فى مشوارى التعليمى والسياسى، فإصرارها على تعليمنا خلق بداخلى حالة من الإصرار على ثبات مكانة المرأة، بعد ان جاءت من الريف حاملة مرض البلهارسيا شأن بقية الريفيات، وتفاقم المرض عليها وأصيبت بمرض الكبد فعانت معاناة شديدة رغم صغر سنها. ورغم أنها وصلت فى مرضها إلى حالة متأخرة إلا أنها كانت تهتم ببيتها، لكن الفترات الاخيرة من مرضها لم تستطع متابعة تربية طفلها الصغير، فما كان الحل سوى تركه إلى خالته فى سمنود لمراعاة تربيته، وهو ما تسبب لها فى حزن شديد لابتعاد طفلها وعجزها عن مراعاته.
وتضيف فريدة» رحلت أمى صغيرة عن عمر يناهز 41 عاما فى 1958. كنت فتاة فى سن الـ 17 عاما، وكان رحيلها مأساة كبرى فى حياتى مازلت أعانى منها حتى اليوم، وزادها عدم وجود صورة تذكارية لها أحتفظ بها وأنظر إليها دائما، لذلك انتهزت فرصة أزمة الرئيس الراحل أنور السادات فى عام 1978 مع الصحفيين، وكنت أعمل صحفية فى جريدة الاخبار، واضطررت بسبب هذه الأزمة إلى تغيير اسمى ، واخترت اسم عائلة أمى «البدرى» ليصبح اسمى فريدة البدرى، كان هذا نوعا من التعويض النفسى عندى لعدم وجود صورة فوتوغرافية لها لذلك أدعو أن يكون هناك عيد آخر غير عيد الأم يسمى «عيد المرأة الريفية».
فريدة النقاش: أعانى بشدة لأننى لا أملك صورة تذكارية لأمى
الجمعة، 19 مارس 2010 01:54 ص