عصام كامل

دورى البرلمان وكأس الشورى

الأربعاء، 30 يوليو 2008 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاز الأهلى على الزمالك مرتين فى أسبوع، وسيفوز عشر مرات لو لعب خلال عشرة أسابيع متتالية، ليس لأن الزمالك اعتاد دور السنيد أو الوصيف، ولكن لأن الاحتكار فى الكرة ليس بمسافة بعيدة عن الاحتكار فى السياسة والبزنس وكل ما يحيط بنا.

الأهلى مثل الحزب الوطنى يمتلك كل شىء، والزمالك لا يمتلك إلا شلة من الحنجورية والبلطجية، ولا صوت يعلو فوق صوت الشتائم، وتلك إرادة فرضت عليه، ليصبح فى بلادنا منتصر واحد ومهزوم واحد، فالمنتصر ينفرد بكل شىء وللمهزوم أن يبكى، ويحاول فى كل مرة تغيير واقعه، فيظهر فى الصورة صراع بين نعمان جمعة ومحمود أباظة فى حزب الوفد، و13 آخرين يتصارعون على حزب الأحرار والعدوى تنتقل إلى التيارات السياسية الأخرى مشروعة وغير مشروعة ليبقى الحزب الوطنى ممسكا بالدرع وحده دون منازع.

والأهلى يمتلك اتحاد الكرة ويمتلك التحكيم والجمهور والفلوس، والزمالك لا يمتلك إلا "شوية فتوات" يمارسون دورهم فى إغراق الفريق داخل دوامة الشتائم والخناقات والإعلام بطبيعته أهلاوى النزعة والتصور، فإن هدأت الأمور، والتقى الفرقاء، فإن الإعلام يصب الزيت على النار، ويضع طوبة على طوبة حتى تظل " العركة منصوبة".

والمعارضة مثل الزمالك تمتلك حنجورية وأسلحة فتاكة تستخدم للصراع على وهم، ويمتد صراعها لكى يفوز الحزب الوطنى بالدرع، فإذا ما تلملمت أشلاء المعارضة وأرادت أن تقفز فوق خلافاتها فإن الحزب الوطنى لا يترك الأمر على سجيته، بل يتدخل وربما يقدم رشوة للحكم حتى يحتسب ضربة جزاء من خارج منطقة المرمى ليشب الصراع مجددا.

وإذا كان الأهلى يلعب فى رؤوس لاعبى الزمالك فى موسم الانتقالات، فإن الحزب الوطنى يلعب فى رؤوس قيادات المعارضة وقت الانتخابات، ولكل منهم هدف وحيد هو تشتيت أى تجمع فيه قوة، فالحزب الوطنى يعد القادة بتعيينهم فى البرلمان، والأهلى يعد اللاعبين بضمهم إلى صفوفه والهدف هو نفس هدف الحزب المتحكم فى دورى البرلمان وكاس الشورى. وحكم مباراة الأهلى والزمالك الأخيرة، التى خسر فيها الزمالك بهدفين مقابل لا شىء، جاء بقرار من الحزب الوطنى، خاصة وأن الأهلى نفس حال الحزب الوطنى، يعيش أسوأ حالاته ولابد من حكم سيادى يحمى البلاد من عبث الزملكاوية الذين يتلاعبون بمقدرات الوطن، مثل الإخوان بالضبط .

واذ كان من حق الأهلى أن يستقدم مدربا أجنبيا فإن ذلك يتوافق مع حق الحزب الوطنى فى التعامل مع الأمريكان مثلا، بينما استقدام الزمالك لمدرب أجنبى فإنه يقع تحت طائلة القانون باعتباره استقواء بالخارج، يجب مواجهته بكافة السبل. لذلك كله فإنه من الوطنية أن يخسر الزمالك، وقمة الوطنية أن يفوز الأهلى وذلك درءا لمفسدة تداول السلطة التى تتحدث عنها المعارضة، ويطلبه الزمالك لنفسه دون خجل مما يطلبون.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة