عصام كامل

فى بوش سبع فوائد

الأربعاء، 21 مايو 2008 12:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للرئيس الأمريكى سبع فوائد ليس لأنه رحلة نرى فيها من الجديد مايغذى الخيال، وليس لأنه سفرة بفتح السين وتسكين الفاء نقابل فيها من ألوان البشر مانتعلم منهم، وليس لكونه سياسيا ماكرا نتدارس من خلاله ألوانا من علوم الدهاء البشرى، وإنما يستمد الرجل فعاليته وفوائده من كونه مواطنا يحظى بنسبة عته وغباء لم يحظ بها إنسان عادى.

وكونه غبيا ومعتوها فإن فوائده لم تتعاظم إلا لكونه رئيس أكبر دولة فى العالم، ومن هنا اجتمعت القوة المفرطة مع الغباء المدهش فخرجت رؤيته التى لم تكن مجرد رؤية لمواطن غبى وإنما أضحت خريطة على العالم أن يلتزم بها . ومن مزايا الرئيس الأمريكى أنه لا يحب القراءة وقد لايجيد الكتابة وذلك من حسن حظنا، فلو قرأ الرجل كتاب أمل وعمر الذى درسناه فى الصف الأول الإبتدائى لأدرك أن الأوطان لاتسلب بالقوة وأنه لن يحتفل العالم بمرور 120 عاما على قيام إسرائيل وإنما سيحتفل العالم قبل هذا التاريخ بتحرير آخر دولة محتلة وهى فلسطين .

ومن فوائد غباء وغطرسة الرئيس بوش أنه لم يترك للحكام العرب فرصة للضحك على شعوبهم كما استمر الوضع طوال ستين عاما يحكمون ويتحكمون ويعتقلون باسم القضية، فالذين خاضوا معارك وهمية أقنعوا شعوبهم بأنه لاصوت يعلو فوق صوت المعركة وتحملت الجماهير فى سبيل ذلك مالم تتحمله شعوب اخرى على مر التاريخ . وجاء بوش بغطرسته ليزيل ورقة التوت التى استتر بها الحكام طوال الستين عاما ليقول إن هناك ستين عاما أخرى ويقول فى ديارنا وعلى ارض شرم الشيخ أن عدد سكان إسرائيل 307 ملايين نسمة منهم سبعة ملايين يعيشون على ارض إسرائيل والباقون فى الولايات المتحدة الأمريكية .

ماذا سيقول لنا من يحكمون ويتحكمون بعد أن كشف الغبى دون أن يدرى أننا مجرد دول تابعة ذليلة لاحول لها ولاقوة وماذا سيقول لنا صناع القرار بعد أن أوهمونا أننا نملك القدرة على الاختلاف مع واشنطن وأن علاقات الصداقة ليس معناها الاستسلام أو التسليم بالرؤية الأمريكية. ومن عظمة أن يصبح الغبى قويا فإنه يقول وبملء فيه إن حربهم علينا هى حرب صليبية وإن ما يحدث فى العراق هو نموذج للديمقراطية المطلوب تنفيذها فى المنطقة، ومن فوائده التى حققها للشعب العربى أنه يرى كل مقاوم إرهابيا وبالتبعية فإن كل مستسلم هو معتدل، وهكذا كشف لنا بوش ما حرص على إخفائه حكامنا.

أن ميزة أن يصبح المعتوه رئيسا لأمريكا أنه لن يقدم لنا السم فى العسل كما كان يفعل غير الأغبياء، وإنما سيفرض علينا السم سما دون أن يخدعنا بالقول بأنه عسل وهو مافعله بوش طوال فترة حكمه وكشف لنا حكامنا وأصر على ألا يخدعنا لأنه باختصار غبى لايعرف فنون الخداع. ومن فوائد بوش السبعة أنه كشف للعامة ماكان يخفيه أو يدركه الخاصة وحدهم، فلا أسرار ولا خبايا ولا صفقات مشبوهة، فالمشبوه أصبح معلنا رغم أنف الجميع، وهو ما وضعنا وجها لوجه مع أنظمة استمدت شرعيتها من الستائر التى وضعوها بالاشتراك مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة لإخفاء الحقيقة التى جاء الغبى وكشفها دون أن يدرى.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة