ماذا يحدث لجسمك عند اتباع رجيم الكيتو؟

الجمعة، 24 أكتوبر 2025 08:00 ص
ماذا يحدث لجسمك عند اتباع رجيم الكيتو؟ دايت الكيتو

كتبت مروة هريدى

اكتسبت حمية أو رجيم الكيتو، اهتمامًا عالميًا بفضل قدرتها على إنقاص الوزن بسرعة وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم، فعند تناول كميات أقل من الكربوهيدرات وزيادة تناول الدهون، يدخل الجسم في حالة تُسمى الكيتوزية، حيث تصبح الدهون المصدر الرئيسي للطاقة، ورغم أن هذه الحمية غالبًا ما تُحقق نتائج سريعة على المدى القصير، إلا أن الخبراء بدأوا يُشككون في آثارها طويلة المدى، وفقًا لتقرير موقع "تايمز أوف انديا".

وقد كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة "ساينس أدفانسز" عن رؤى جديدة حول المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام دايت الكيتو لفترات طويلة، ويُظهر البحث أنه بالإضافة إلى فقدان الوزن المبكر، قد يُسبب هذ الرجيم العديد من المشكلات الأيضية والعضوية، مُسلطًا الضوء بشكل خاص على الظاهرة المعروفة باسم "إنفلونزا الكيتو".

ما هي إنفلونزا الكيتو وأعراضها؟

بالنسبة للكثيرين، يُعد البدء في رجيم الكيتو بمثابة صدمة للجسم، وخلال الأيام أو الأسابيع الأولى، من الشائع الشعور بأعراض تُعرف باسم "إنفلونزا الكيتو"، وتشمل هذه الأعراض ما يلى:

الصداع.
الغثيان.
التعب.
الانفعال.
الدوار.

وتحدث هذه الأعراض لأن الجسم الذي اعتاد على الكربوهيدرات، يضطر فجأة إلى التكيف مع حرق الدهون كمصدر للطاقة، وقد يؤدي هذا التحول الأيضي الكبير إلى آثار جانبية قصيرة المدى أثناء تكيف الجسم مع مصدر الطاقة الجديد، وعندما يتم تقليل الكربوهيدرات بشكل كبير، يفقد الجسم الماء والإلكتروليتات مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم.

ويترتب على ذلك أعراضًا مثل الجفاف وتشنجات عضلية وإرهاق، وغالبًا ما يصف الناس هذه المرحلة بأنها أصعب مراحل الكيتو، جسديًا ونفسيًا، ورغم أنها مؤقتة، إلا أن هذه الأعراض تُذكر بأن هذه التغييرات الغذائية الجذرية لها عواقب فسيولوجية، ولجعل هذا التحول أكثر أمانًا، ينصح بالانتقال تدريجيًا من خلال تقليل تناول الكربوهيدرات تدريجيًا وليس دفعة واحدة، مع شرب الكثير من السوائل وتناول أطعمة غنية بالمعادن، مثل الخضراوات الورقية والأفوكادو والمكسرات، حيث يُساعد على استعادة توازن الأملاح وتقليل حدة الأعراض.

الكيتو والكلى: كيف يمكن لهذا الرجيم أن يزيد من تكوين الحصوات؟

يُحذّر التقرير أيضًا من مضاعفات الكلى المحتملة المرتبطة باتباع نظام غذائي غني بالدهون ومنخفض الكربوهيدرات، وبما أن رجيم الكيتو يعتمد بشكل كبير على الدهون الحيوانية والبروتينات، فإنها ترفع مستويات الحموضة في الجسم، وهذا يُجبر الكلى على بذل جهد أكبر للحفاظ على توازن درجة الحموضة، مما يؤدي غالبًا إلى زيادة الكالسيوم في البول.

ومع مرور الوقت، قد تُسهم هذه الحالة في تكون حصوات الكلى، حيث تلعب الكلى دورًا أساسيًا في التخلص من الفضلات وتنظيم مستويات المعادن، وعند إرهاقها، قد لا تعمل بكفاءة، وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون بالفعل من مشكلات في الكلى، قد يكون هذا الضغط الإضافي خطيرًا للغاية، حيث ينصح أخصائيو الرعاية الصحية أي شخص يفكر في اتباع دايت الكيتو، وخاصةً من لديهم تاريخ من حصوات الكلى أو أمراض كلوية سابقة، بإجراء فحوصات طبية دورية، حيث إن مراقبة تحاليل البول والدم تساعد في تحديد العلامات التحذيرية المبكرة قبل أن تتطور إلى مضاعفات أكثر خطورة.

هضم نظام الكيتو الغذائي: الإمساك وفقدان العناصر الغذائية واختلال توازن الأمعاء

الحد الصارم من تناول الكربوهيدرات، مثل الفواكه والحبوب والخضراوات النشوية، غالبًا ما يؤدي إلى انخفاض حاد في تناول الألياف، التي تعتبر والألياف ضرورية للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، ودعم بكتيريا الأمعاء، والوقاية من الإمساك، وبدون كمية كافية من الألياف، يعاني الكثير من الناس من الانتفاخ، وبطء الهضم، وعدم انتظام حركة الأمعاء، ويشير التقرير أيضًا إلى نقص العناصر الغذائية على المدى الطويل المرتبط برجيم الكيتو، بما في ذلك فيتامينات A، وC والعديد من فيتامينات B المركبة.

ويمكن أن يؤثر هذا النقص على المناعة، وصحة الجلد، ومستويات الطاقة بشكل عام، ويوصي خبراء التغذية بتضمين الخضراوات الغنية بالألياف ومنخفضة الكربوهيدرات، مثل السبانخ والبروكلي والقرنبيط والكوسا، في الوجبات اليومية، وفي بعض الحالات، قد يلزم تناول مكملات غذائية لتعويض العناصر الغذائية المفقودة، من خلال التخطيط الجيد للوجبات وضمان تنوع الأطعمة في نظام الكيتو الغذائي، ويمكن لمتبعي دايت الكيتو تقليل بعض الآثار الجانبية الهضمية مع الحفاظ على التوازن الغذائي.

التغيرات الأيضية والمخاطر طويلة المدى لرجيم الكيتو

يتجاوز البحث الأعراض قصيرة المدى لرجيم الكيتو، ويكشف أن الاستمرار في اتباع هذا النظام لفترات طويلة قد يُسبب خللًا في عملية الأيض الطبيعية، وهذه النتائج تشير إلى أن إتباع حمية الكيتو على المدى الطويل تؤدي إلى انحرافات متعددة في المعايير الأيضية، مما يُحذر من استخدامها بشكل منهجي كتدخل غذائي مُعزز للصحة، ويشير هذا إلى أنه على الرغم من أن حمية الكيتو قد تُفيد بعض الأفراد في البداية، إلا أن الالتزام بها لفترات طويلة قد يُؤثر سلبًا على تنظيم مستوى الدهون والجلوكوز في الدم، ومع مرور الوقت، قد يزيد هذا من خطر اضطرابات التمثيل الغذائي أو مشكلات القلب والأوعية الدموية.

من التحديات الأخرى التي تُسلط الدراسة الضوء عليها صعوبة الحفاظ على الحالة الكيتونية الصارمة، إذ يُعيد الكثيرون تناول الكربوهيدرات بعد أشهر من اتباع حمية الكيتو، مما قد يُربك عملية الأيض في الجسم، ويوضح التقرير "بما أن معظم من يتبعون حمية الكيتو سيستهلكون على الأرجح الجلوكوز في نهاية المطاف نظرًا لصعوبة الالتزام الصارم بها على المدى الطويل، فإن هذا الأمر بالغ الأهمية للمرضى الذين يستخدمون حمية الكيتو لعلاج السمنة والأمراض الأيضية المرتبطة بها، مثل داء السكري من النوع الثاني"، ويؤكد هذا البيان على نقطة بالغة الأهمية وهى أنه ينبغي على مَن يتبعون حمية الكيتو لأسباب طبية، مثل إدارة السمنة أو داء السكري من النوع الثاني، إجراء أي تغييرات غذائية تحت إشراف طبي، فالعودة المفاجئة إلى نظام غذائي غني بالكربوهيدرات قد تُسبب تقلبات في مستويات السكر في الدم والطاقة، مما قد يكون ضارًا على المدى الطويل.

وقد لا تستمر أعراض حمية الكيتو سوى بضعة أسابيع، لكنها تُعد إشارة مبكرة على صعوبة تأقلم الجسم مع نظام غذائي يُغير توازنه الطبيعي بشكل جذري، ومع أن حمية الكيتو قد تُحقق فوائد قصيرة المدى، إلا أن آثارها على الترطيب والهضم والأيض على المدى الطويل تُشير إلى ضرورة اتباعها بحذر، ويُفضل أن يكون ذلك تحت إشراف طبي، وتبقى الموازنة بين تحقيق نتائج سريعة والحاجة إلى صحة مستدامة هو مفتاح اتخاذ خيارات غذائية مدروسة.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب