تُعتبر رواية "البؤساء" لفيكتور هوغو ورواية "ملحمة الحرافيش" لنجيب محفوظ من أبرز الأعمال الأدبية التي حظيت باهتمام واسع من المبدعين في شتى المجالات الفنية. فقد تجاوز تأثيرهما حدود الأدب المكتوب ليجد مكانه في السينما والمسرح والتلفزيون والدراما الإذاعية وحتى الفنون الحديثة كالمسرحيات الموسيقية والأنمي. ويعكس هذا الزخم الكبير في المعالجات الفنية الشعبية الواسعة والعمق الإنساني الذي تحمله كلا الروايتين، حيث وجد فيهما الفنانون مادة ثرية قادرة على التكيّف مع مختلف الثقافات والأزمنة، لتبقى قصصهما حية ومتجددة عبر الأجيال.
البؤساء
تعتبر رواية "البؤساء" لفيكتور هوغو من بين أكثر الروايات التي تم معالجتها فنياً، حيث ظهرت في أشكال فنية متنوعة مثل المسرحيات الموسيقية والأفلام والمسلسلات التلفزيونية والأنمي، بالإضافة إلى النسخ المسرحية التقليدية والكوميديا السوداء، مما يدل على شعبيتها الواسعة وتأثيرها العميق على مختلف الجماهير عبر الأجيال.
تُعد المسرحية الموسيقية الشهيرة "البؤساء" من أشهر المعالجات الفنية، حيث أصبحت عملًا مسرحيًا طويلًا في ويست إند ولندن، ويتم تقديمها في عروض حول العالم، كما تم إنتاج عدة أفلام ومسلسلات تلفزيونية مبنية على الرواية، ما سمح ب وصولها إلى جمهور أوسع.
تم تحويل الرواية إلى مسلسل أنمي ياباني بعنوان "شوجو كوزيت"، مما يدل على تنوع أشكال المعالجة الفنية لتناسب مختلف الأذواق والثقافات، قبل ظهور المسرحيات الموسيقية، كانت هناك عروض مسرحية فرنسية تقليدية مبكرة، كما تم تقديمها في أشكال تجريبية، مثل المسرح المصري الكوميدي، وذلك لإبراز أبعاد جديدة للقصة، كذلك توجد أعمال فنية مصرية تستند إلى رواية "البؤساء" لفيكتور هوغو، ومنها فيلمان سينمائيان: الأول فيلم من إنتاج عام 1943 بطولة عباس فارس وإخراج كمال سليم، والثاني فيلم من إنتاج عام 1978 بطولة فريد شوقي وعادل أدهم وإخراج عاطف سالم.
الحرافيش
تعتبر رواية "ملحمة الحرافيش" لنجيب محفوظ من أكثر رواياته التي تم تناولها فنياً، حيث قُدمت كأكثر من 9 أعمال سينمائية وتلفزيونية وإذاعية، مثل "المطارد"، "الجوع"، "شهد الملكة"، "التوت والنبوت"، ومسلسل "الحرافيش" بثلاثة أجزاء، مما يجعلها واحدة من أكثر أعمال محفوظ التي استُلهمت منها أعمال فنية متنوعة.
تقدم "الحرافيش" قصصًا متعددة لعائلة "عاشور الناجي" على مدى عشرة أجيال في حارة مصرية، مما يوفر مادة خصبة ومتنوعة لصناع الأعمال الفنية، تتناول الرواية قضايا فلسفية واجتماعية عميقة مثل السلطة، تعاقب الحكام، الصراع بين القوة والضعف، والأمل واليأس، مما يجعلها قريبة من اهتمامات الجماهير.
وتعد الرواية من أكثر الأعمال الأدبية التي تمت معالجتها فنيًا، منها فيلم الحرافيش، فيلم الجوع، مسلسل الحرافيش: قدم في ثلاثة أجزاء، تناول قصة "عاشور الناجي" وأحفاده، وأعمال أخرى: مثل "المطارد"، "شهد الملكة"، "التوت والنبوت".