عند ذكر كلمة الهرمونات غالبا ما نربطها فقط بتقلبات المزاج واضطرابات النوم، لكننا نادرًا ما نفهم دورها في تنظيم وظائف الجسم الحيوية، مثل التمثيل الغذائي، والاستجابة المناعية، وصحة العظام.
من الأمور الأخرى التي يجب معرفتها عن الهرمونات هي كيفية تأثيرها على صحة القلب، وفقا لتقرير موقع " OnlyMyHealth" تلعب الهرمونات الجنسية، وخاصة الإستروجين، دورًا حاسمًا في الحفاظ على استقرار القلب والأوعية الدموية.
كيف يزيد انخفاض مستوى هرمون الاستروجين من خطر الإصابة بأمراض القلب؟
هرمون الإستروجين معروف بأنه هرمون يحمي قلوب النساء، كما يساعد في الحفاظ على مرونة الأوعية الدموية، ويدعم مستويات الكوليسترول الصحية، ويحسن تدفق الدم.
عندما تنخفض مستويات هرمون الاستروجين، يصبح القلب أكثر تصلبًا، ويميل الكوليسترول السيئ (LDL) إلى الارتفاع بينما ينخفض الكوليسترول الجيد (HDL). ويزيد هذا الخلل من خطر تراكم الدهون في الشرايين، المعروف بتصلب الشرايين، والذي قد يؤدي في النهاية إلى أمراض القلب أو النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
أشارت دراسة حديثة أجرتها مؤسسة "سيركيوليشن" إلى أن 69% من الشابات المصابات بمرض الشريان التاجي لديهن مستويات منخفضة من هرمون الاستروجين مقارنة بنحو 29% فقط من نظرائهن الأصحاء في القلب، وهو ما يعنى أن انخفاض مستوى هرمون الاستروجين يؤدى إلى إزالة الدرع الطبيعي الذي يحمي القلب، مما يجعل النساء أكثر عرضة لمشاكل القلب والأوعية الدموية.
في أي مرحلة من حياة المرأة تكون الأكثر عرضة للخطر
يبلغ الخطر ذروته خلال فترة انقطاع الطمث وبعدها، يحدث انقطاع الطمث عادةً بين سن 45 و55 عامًا، وخلال هذه الفترة، تنخفض مستويات هرمون الإستروجين بشكل حاد.
هذا الانخفاض المفاجئ يزيد بشكل مباشر من احتمالية الإصابة بأمراض القلب، النساء اللواتي يمررن بانقطاع الطمث المبكر، سواءً بشكل طبيعي أو جراحي، يواجهن خطرًا أكبر لأنهن يفقدن حماية الإستروجين في سن مبكرة، لذلك تعد سنوات ما بعد انقطاع الطمث هي المرحلة الأكثر عرضة لمشاكل القلب المرتبطة بانخفاض هرمون الاستروجين.
علامات تحذيرية لانخفاض هرمون الاستروجين
تشمل الأعراض الشائعة لانخفاض مستوى الإستروجين ما يلي:
الهبات الساخنة
التعرق الليلي
فترات غير منتظمة
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر بالقلب، قد تشمل علامات التحذير ما يلي:
زيادة التعب
ضيق في التنفس أثناء ممارسة الأنشطة العادية
خفقان القلب
انزعاج غير عادي في الصدر
ارتفاع ضغط الدم
زيادة الوزن حول البطن
ارتفاع مستويات الكوليسترول أثناء الاختبارات الروتينية
تغييرات نمط الحياة لتحقيق التوازن الطبيعي لمستويات هرمون الاستروجين
لا يمكن لخيارات نمط الحياة أن تعوض تمامًا الإستروجين الطبيعي الذي يفقده الجسم مع التقدم في السن، ومع ذلك، يمكنها دعم التوازن الهرموني وتقليل مخاطر انخفاضه.
يوصي باتباع نظام غذائي غني بالحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات والبروتينات قليلة الدهون والدهون الصحية كضرورة أساسية، تحتوي أطعمة مثل بذور الكتان والصويا والحمص والعدس على مركبات نباتية تسمى فيتويستروجين، والتي قد تحاكي تأثيرات الإستروجين بشكل طفيف.
تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على الحفاظ على وزن صحي، وخفض ضغط الدم، وتقوية القلب.
تجنب التدخين، وإدارة التوتر من خلال ممارسة اليوجا، أو التأمل، أو تقنيات الاسترخاء الأخرى يمكن أن يقلل أيضًا من خطر الإصابة بأمراض القلب.
دور العلاج بالهرمونات البديلة
في حين تشير بعض الدراسات الرصدية إلى أن العلاج بالإستروجين يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء بعد انقطاع الطمث عن طريق خفض الكوليسترول "الضار"، وتحسين تدفق الدم، والحد من تصلب الشرايين، فإن التجارب السريرية العشوائية واسعة النطاق مثل مبادرة صحة المرأة (WHI) ودراسة القلب واستبدال الإستروجين / البروجستين (HERS) وجدت أن العلاج في الواقع زاد من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والجلطات الدموية، ولذلك فهو ليس العلاج الأساسي لأمراض القلب عند النساء في سن اليأس.
كما تشير الأبحاث إلى أن البدء في العلاج بالهرمونات البديلة بالقرب من بداية انقطاع الطمث قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، في حين أن البدء فيه بعد ذلك بكثير قد لا يوفر نفس الفوائد وقد يحمل مخاطر.
بالإضافة إلى ذلك، يحذر من أن العلاج الهرموني البديل غير مناسب لجميع النساء، وخاصةً اللواتي لديهن تاريخ من بعض أنواع السرطان، أو جلطات الدم، أو أمراض الكبد، لذلك، يجب أن يكون قرار استخدام العلاج الهرموني البديل مصممًا خصيصًا لكل امرأة، مع الموازنة بين الفوائد والمخاطر تحت إشراف أخصائي رعاية صحية.