كشف أطباء أعصاب عن اختبار دم جديد قد يفتح آفاقاً واسعة في مجال تشخيص أمراض الدماغ التنكسية قبل سنوات من ظهور الأعراض الأولى، يعتمد هذا الفحص على قياس مستويات بروتين سلسلة الخيوط العصبية الخفيفة (NfL)، وهو بروتين يفرز في الدم عند حدوث تلف أو تدهور في الخلايا العصبية، بحسب موقع تايمز ناو.
ويشير الخبراء إلى أن المستويات المرتفعة من هذا البروتين قد تكون مؤشراً مبكراً على خطر الإصابة باضطرابات عصبية خطيرة، من بينها مرض الزهايمر، ومرض باركنسون، والتصلب المتعدد، والسكتات الدماغية، وحتى إصابات الدماغ الرضية.
بروتين حيوي يكشف الضرر العصبي
في الظروف الطبيعية، تطلق الخلايا العصبية كميات ضئيلة جداً من بروتين NfL في مجرى الدم والسائل الدماغي الشوكي لكن عند حدوث تلف أو تنكس عصبي، ترتفع هذه المستويات بشكل ملحوظ، لتصبح بمثابة "جرس إنذار صامت" على وجود خلل في الدماغ قد يتطور مع مرور الوقت.
ويؤكد الأطباء أن قياس هذا البروتين عبر اختبار دم بسيط أقل تدخلاً بكثير من الطرق التقليدية مثل أخذ عينات من السائل الدماغي الشوكي، ما يجعل الفحص أكثر سهولة وقابلية للتكرار في الممارسة الطبية.
أهمية الكشف المبكر
قال الدكتور جاي جاجاناثان، طبيب الأعصاب الأمريكي، إن ما يميز هذا الاكتشاف هو إمكانية التنبؤ المبكر، إذ قد يبدو الشخص في صحة جيدة من دون أي أعراض واضحة، بينما تكون الخلايا العصبية قد بدأت بالفعل في التدهور.
وأضاف: "الخلايا العصبية لا تتعافى بسهولة، لذلك فإن الكشف المبكر يتيح التدخل العلاجي أو الوقائي قبل أن تتفاقم الحالة وتظهر الأعراض بشكل ملموس".
تطبيقات سريرية واسعة
لا يعتبر ارتفاع مستويات NfL مؤشراً على مرض بعينه، لكنه يشير بشكل عام إلى وجود نشاط عصبي غير طبيعي أو تلف في الخلايا العصبية، وهو ما يستدعي إجراء فحوصات إضافية لتحديد السبب كما يساعد الاختبار الأطباء في:
متابعة تطور الحالات العصبية المزمنة مثل التصلب المتعدد.
تقييم فعالية العلاجات ومدى قدرتها على الحد من تلف الخلايا العصبية.
دمج نتائج الفحص مع تقنيات التصوير العصبي كالرنين المغناطيسي لتحسين دقة التشخيص.
ثورة في التشخيص العصبي
يصف خبراء الأعصاب هذا الفحص بأنه ثورة في مجال الطب العصبي، إذ يوفر وسيلة غير جراحية وبسيطة لمراقبة صحة الدماغ على المدى الطويل.
ومن المتوقع أن يعتمد هذا الاختبار في المستقبل كجزء من الفحوصات الدورية خاصةً لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بأمراض الدماغ التنكسية، مثل كبار السن أو من لديهم تاريخ عائلي مع هذه الأمراض.
ويخلص الأطباء إلى أن اختبار NfL لا يقتصر دوره على التنبؤ، بل يفتح الباب أمام خطط علاجية أكثر فاعلية، ويساعد في رسم صورة دقيقة عن صحة الدماغ قبل فوات الأوان.