دراسة تكشف عن آلية فى الدماغ تعمل على إصلاح الجسم أثناء النوم

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2025 09:00 م
دراسة تكشف عن آلية فى الدماغ تعمل على إصلاح الجسم أثناء النوم النوم

كتبت فاطمة خليل

كشف فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا الأمريكية عن آلية جديدة في الدماغ تتحكم في إطلاق هرمون النمو أثناء النوم، وهو الهرمون المسئول عن بناء وإصلاح العضلات والعظام وتنظيم عمليات الأيض وحرق الدهون في الجسم، بحسب موقع "ساينس".

ومن المعروف أن النوم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإفراز هرمون النمو، لكن الكيفية الدقيقة التي يحدث بها ذلك كانت لغزاً علمياً لسنوات.

ماذا تقول الدراسة
 

الدراسة الجديدة، التي أجريت على الفئران ونشرت في مجلة Cell، تقدم لأول مرة صورة واضحة عن الدوائر العصبية التي تنظم هذه العملية المعقدة.اعتمد الباحثون على تسجيل النشاط العصبي بشكل مباشر أثناء دورات النوم والاستيقاظ المتعددة لدى الفئران.

وأظهرت النتائج أن هرمون النمو يطلق بطرق مختلفة في مرحلتي نوم حركة العين السريعة (REM) والنوم غير السريع (Non-REM) ففي حين ارتفعت مستويات الهرمون في كلتا المرحلتين، فإن الخلايا العصبية المسؤولة عن تعزيز أو تثبيط إنتاجه لعبت أدواراً متباينة.

كما اكتشف الفريق وجود حلقة تغذية راجعة تشمل الخلايا العصبية في منطقة "الموضع الأزرق"، وهي جزء من الدماغ معروف بدوره في تنظيم اليقظة والانتباه.

ووفقاً لعالم الأعصاب دانيال سيلفرمان، فإن هذه النتائج تشير إلى وجود نظام متوازن بدقة بين النوم وهرمون النمو، بحيث يؤدي نقص النوم إلى تقليل إفراز الهرمون، بينما يمكن أن يؤدي الإفراط في إفرازه إلى دفع الدماغ نحو الاستيقاظ.

آراء الباحثين
 

ويقول الباحثون إن هذا التوازن بين النوم وهرمون النمو ضروري ليس فقط للنمو الجسدي، بل أيضاً للإصلاح الخلوي والصحة الأيضية، فإلى جانب دوره في تعزيز النمو، يشارك الهرمون في تنظيم عمليات معالجة الجلوكوز والدهون في الجسم، ونتيجةً لذلك، فإن قلة النوم قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة وداء السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويؤكد الباحث شينلو دينج، قائد الفريق من جامعة كاليفورنيا، أن الدراسة تقدم إطاراً أساسياً لفهم العلاقة بين النوم والهرمونات، مما قد يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة لمشكلات النوم واضطرابات التمثيل الغذائي.

وأضاف دينج أن فهم هذه الدائرة العصبية قد يمهد الطريق لعلاجات هرمونية أو جينية تستهدف الخلايا العصبية المرتبطة بالموضع الأزرق، للحد من فرط استثارته وإعادة التوازن الطبيعي لإفراز الهرمون.

ورغم أن الدراسة أُجريت على الفئران، فإن العلماء يعتقدون أن أدمغة البشر تعمل بطريقة مشابهة في هذه المناطق إلا أنهم يشيرون إلى أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من ذلك قبل تطبيق النتائج على الإنسان.

وتابع سيلفرمان قائلاً: "إننا أمام خطوة كبيرة نحو فهم كيفية عمل النوم كآلية لإصلاح الجسم وتجديده، هذه المعرفة قد تقود في المستقبل إلى استراتيجيات مبتكرة لعلاج الأرق وتحسين جودة النوم والحفاظ على الصحة العامة".




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب