إسرائيل تواصل جريمة التهجير القسري ضد سكان غزة.. جيش الاحتلال يكدس آلاف النازحين في الوسط والجنوب.. الدبابات تحاصر أحياء المدينة وتقتل عشرات الفلسطينيين.. والرئيس الأمريكي يجدد أمل وقف الحرب: قريبون من اتفاق

الجمعة، 26 سبتمبر 2025 05:00 م
إسرائيل تواصل جريمة التهجير القسري ضد سكان غزة.. جيش الاحتلال يكدس آلاف النازحين في الوسط والجنوب.. الدبابات تحاصر أحياء المدينة وتقتل عشرات الفلسطينيين.. والرئيس الأمريكي يجدد أمل وقف الحرب: قريبون من اتفاق الوضع في غزة

كتب عبد الوهاب الجندى

تفاقمت معاناة مئات آلاف النازحين في قطاع غزة، جراء جريمة التهجير القسري التي يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها ضد السكان المدنيين، والتي أدت إلى انهيار غير مسبوق في الواقع الإنساني، ما أدى إلى أن امتلأت محافظات الوسطى والجنوب، وخاصة منطقة المواصي بالناس، ولم تعد هناك أي مساحات فارغة أو آمنة تستوعب المزيد من النازحين، في الوقت التي تتقدم فيه دبابات جيش الاحتلال في أحياء مدينة غزة الجنوبية والشمالية.

وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلي، بإخلاء منطقة ميناء غزة وحي الرمال وقصف الخيم في شارع أمين الحسيني، مطالبا السكان بالتوجه بشكل فوري جنوبًا نحو المنطقة الإنسانية المزعومة في المواصي.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنه في "ظل هذا الاكتظاظ الشديد للنازحين، تنتشر الخيام العشوائية بين المكاره الصحية وعلى قارعة الطرق، في ظروف تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الكريمة، ويتفاقم الوضع نتيجة الارتفاع الجنوني في أسعار النقل والمواصلات، إلى جانب انعدام وجود خيام جديدة بالتزامن مع إغلاق المعابر ومنع الاحتلال إدخالها في مخالفة واضحة للبروتوكول الإنساني وللقانون الدولي، فيما يشهد القليل المتوفر من هذه الخيام ارتفاعاً حاداً في الأسعار بشكل يفوق قدرة المواطنين المنهكين".

وضع أمني متدهور
 

وأكد أن الوضع الأمني يشهد تدهوراً ملحوظاً نتيجة اتباع الاحتلال سياسة "هندسة الفوضى"، ودعمه للعصابات الإجرامية التي تدعمها قوات الاحتلال بالسلاح والغطاء الناري، ما يضاعف المخاطر على النازحين ويُهدد سلامتهم واستقرارهم. وتستمر في الوقت نفسه الاستهدافات الإجرامية التي ينفذها الاحتلال ضد النازحين خلال حركتهم نحو الجنوب حيث استقبلت ما تبقى من مستشفيات الجنوب مئات النازحين الذين استهدفهم الاحتلال خلال رحلة نزوحهم، في خرقٍ صارخٍ للقانون الدولي الإنساني.

بدوره قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن "الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة خلال الأسبوع الماضي كانت مكثفة بشكل خاص، بما في ذلك على خيام النازحين والمباني السكنية والبنية التحتية العامة، مما أسفر عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا".

وقال "أوتشا" في آخر تحديث له حول الوضع في القطاع، إن "العمليات البرية والقصف وأوامر التهجير لا تزال تدفع موجات إضافية من النزوح من المدينة".ونقل المكتب عن شركائه في مجال الحماية، بانقطاع كبير في قنوات الاتصال في جميع أنحاء محافظة شمال غزة، مما أعاق الجهود المبذولة للتحقق من المعلومات وتقييم خطورة الوضع على المدنيين الذين بقوا في المنطقة.

نحو 2340 شهيدا من الباحثين عن الطعان
 

وفي هذا السياق، أفاد مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بأن ما لا يقل عن 2340 شخصا، معظمهم من الشباب والفتيان، قتلوا أثناء طلبهم للمساعدات منذ أن أنشأت قوات الاحتلال الإسرائيلي "مواقع إمداد ذات طابع عسكري في قطاع غزة أواخر مايو".

ومع استمرار إغلاق "معبر زيكيم" شمال القطاع منذ 12 سبتمبر، وتعليق حركة البضائع من الأردن، وإغلاق جميع معابر غزة يومي 23 و24 سبتمبر بسبب الأعياد اليهودية، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بأنه لا يمكن التنبؤ بخطوط الإمداد إلى قطاع غزة، وخاصة إلى مدينة غزة التي تواجه المجاعة.

وقال المكتب إن القصف المستمر وأوامر التهجير ومحدودية توافر الإمدادات الأساسية تهدد استمرار تشغيل الخدمات المنقذة للحياة في مدينة غزة، بما في ذلك سيارات الإسعاف والمرافق الصحية وخدمات التغذية والمطابخ المجتمعية.

وأُجبرت أربعة مستشفيات في شمال القطاع على الإغلاق منذ بداية الشهر، ما جعل إجمالي عدد المستشفيات العاملة في غزة إلى 14 مستشفى فقط، بما في ذلك ثمانية في مدينة غزة وثلاثة في دير البلح وثلاثة في خان يونس، ولا يعمل أي منها بكامل طاقته.

وأكدت "أوتشا" أنه مع نزوح غالبية سكان غزة عدة مرات بالفعل، فإن الفئات الأكثر ضعفا، وخاصة الأطفال وكبار السن، تتحمل وطأة المشقة، بما في ذلك خطر الجفاف أثناء الرحلة.

ونقل المكتب عن "مجموعة المأوى" أن الظروف في الجنوب مثيرة للقلق حيث تتكدس العائلات في خيام مؤقتة على طول الشاطئ، أو في مدارس مكتظة، أو تنام في العراء أو وسط أنقاض المنازل المدمرة.

وأكدت أن الضغط على الخدمات يتجاوز قدرتها الاستيعابية ولا يمكنها تلبية احتياجات الموجودين بالفعل، ناهيك عن الوافدين الجدد. وأشارت إلى أن غالبية النازحين داخليا يصلون بدون خيام، وقد يصل سعرها في السوق إلى حوالي ألف دولار- وهو ما يتجاوز بكثير إمكانيات معظم الأسر.

ووفق "أوتشا" فلا يزال تمويل العمليات الإنسانية محدودا، فقد صرفت الدول الأعضاء حتى الآن ما يقرب من 1.06 مليار دولار من أصل 4 مليارات دولار مطلوبة بموجب النداء العاجل لعام 2025 للأرض الفلسطينية المحتلة لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحا لثلاثة ملايين شخص في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

شهداء وجرحى برصاص الاحتلال الإسرائيلي في غزة
 

ميدانيا، استشهد، الجمعة، نحو 30 فلسطينيا برصاص وقصف جيش الاحتلال على قطاع غزة، وقالت مصادر طبية، إنه نُقل 10 شهداء إلى مستشفى العودة، و4 إلى مستشفى المعمداني، و8 إلى مستشفى الشفاء، وشهيدان إلى مستشفى ناصر، كما استشهد 10 فلسطينيين من منتظري المساعدات، الجمعة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في وسط قطاع غزة.

واستشهد عدد من المواطنين وأصيب آخرون، إضافة لعدد من المفقودين، بعد قصف طيران الاحتلال عددا من المخيمات في قطاع غزة الذي يتعرض لجرائم منذ حوالي عامين، وأفاد مصدر طبي في مستشفى العودة، عن استشهاد عدد من المواطنين وإصابة آخرين، جراء قصف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على مخيمات وسط قطاع غزة واستهداف تجمعات المواطنين بالقرب من منطقة "نتساريم" جنوب منطقة وادي غزة.

كما أصيب عدد من المواطنين، إضافة لعشرات المفقودين تحت الأنقاض جراء تدمير طائرات الاحتلال عددًا من منازل المواطنين على رؤوس سكانها في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة.

وأسفر عدوان الاحتلال على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 عن استشهاد 65,502، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 167,367 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

ترامب يجدد أمل وقف الحرب على غزة
 

وبخصوص أمل إنهاء الحرب، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه أجرى "حواراً جيداً" مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين، مرجحاً "الإعلان عن صفقة قريباً"، فيما شدد على أنه "لن يسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية"، وأبدى رفضاً قاطعاً للفكرة، قائلاً: "حان الوقت لوقف ذلك".

وأضاف ترامب، خلال استقباله نظيره التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض، أنه "سيجتمع مع الجانب الإسرائيلي، ويعتقد أن بوسعه إنجاز ذلك"، معبراً عن أمله "في أن يتم أنجازه.. لأن الكثيرين يموتون في غزة، ونرغب أيضاً في استعادة المحتجزين الإسرائيليين".

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة