من الطبيعى أن نسمع عن عالم عربى يمتلك جنسية أمريكية أو أوروبية، ونجح فى اكتشاف علمى مهم، لكن من النادر أن نسمع عن عربى يملك إحدى الجنسيات الأجنبية، يهتم بنقد الغرب وأفكاره المعادية للعرب، ويعتبر الكاتب الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد، واحدًا من هؤلاء النادرين، فمؤلفاته التي كتبها بلغة الغرب، حرص أن يكشف لهم حقيقة تفكيرهم في العرب وسكان شرق آسيا وإفريقيا، وفي السطور التالية، نستعرض معًا أبرز مؤلفاته.
إدوارد سعيد
إدوارد سعيد، فلسطيني أمريكي، هو ابن لأب أمريكي من أصول فلسطينية، وأم فلسطينية من أصول لبنانية، وهو من مواليد القدس، في الأول من نوفمبر عام 1935، تلقى تعليمه الأولي في الإسكندرية، ثم سافر إلى أمريكا، لاستكمال دراسته الجامعية، وحصل على الدكتوراه من جامعة هارفرد، وعمِل أستاذًا للأدب المقارن في جامعة كولومبيا.
يُجيد إدوارد اللغة العربية، والإنجليزية، والفرنسية، واهتم بالإسبانية واللاتينية، وتوفي في الـ 24 من سبتمبر عام 2003.
كتب إدوارد سعيد عن الاستشراق، فلإدوارد سعيد بعض الكتب التي تناقش أعمال المستشرقين، ورؤية الغرب للعرب، منها:
الاستشراق.. المفاهيم الغربية للشرق
يتحدث إدوارد سعيد في هذا الكتاب، عن العلاقة بين العالمَين الغربي والعربي، وتكمن أهمية هذا الكتاب في أن المؤلف خاطَب به الغربَ بآليَّاته ومناهجه، وسعى إلى تَعرية الخطاب الاستشراقي؛ فوجَّه نقدَه إلى المستشرقين الذين تحدَّثوا عن الشرق من خلال قراءاتهم للكتب ومشاهَدة الأخبار فقط، وليس من واقع خبراتهم وتجاربهم المباشِرة مع الشرق. كما نقَد نظرة الغرب إلى العرب، بوصفهم مادةً تستهلكها الثقافة الغربية العدائية النَّهِمة، مشيرًا إلى أن المنافَسة بين الدول الأوروبية قد دفعَت الشرقَ إلى العمل لخدمة مَصالحه، وحوَّلته من الحالة السلبية إلى المشارَكة في كفاح الحياة الحديثة.
جوزيف كونراد ورواية السيرة الذاتية
تكمن أهمية هذا الكتاب، في اهتمام إدوارد سعيد بمناقشة صراع الذات الغربية مع الحداثة، كما أنه نقطة البداية في عمله الرائد عن الاستشراق، وقد استخدم الرسائل الشخصية لكونراد، لفهم رؤيته لحياته الخاصة وطريقة وشكل قصصه. كما يجادل بين المؤلف، الذي وضع خياله في مواقع غريبة مثل شرق آسيا وأفريقيا، ليُسقط أبعادًا سياسية في عمله تعكس انشغال الاستعمار بـ"تمدين" الشعوب الأصلية.
وأكد أهمية مراعاة هذا البعد عند قراءة الأدب الغربي بأكمله.
القضية الفلسطينية
لا شكَّ بأن إدوارد سعيد قد اهتم بالقضية الفلسطينية، فبجانب عمله الأكاديمي، حرص على متابعة الشأن العربي بشكل عام، والفلسطيني بشكل خاص، وأفرد للقضية الفلسطينية بعض الكتب نذكرها في السطور التالية..
القضية الفلسطينية والمجتمع الأمريكي
يحلل إدوارد سعيد في هذا البحث، المسرح السياسي الأمريكي والمجتمع الأميركي، في موقفهما من القضية الفلسطينية.
ويبيّن أن هناك فارقاً مهماً بين مواقف الدوائر السياسية الأمريكية، وبين المواقف الأكثر انفتاحاً للمجتمع المدني تجاه حقوق الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يوجب أن يكون هذا المجتمع مجال تركيز أكبر من قبل التحرك الفلسطيني الإعلامي والسياسي.
غزة أريحا.. سلام أمريكي
الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات لإدوارد سعيد، ينتقد فيها بشدة اتفاقية أوسلو، من عدة أوجه، فالأمن، والعلاقات الخارجية، والماء، والأرض بين غزة وأريحا تحت سيطرة إسرائيل، وحتى القوانين والتشريعات التي تصدرها سلطة الحكم الذاتي، يجب أن توافق عليها إسرائيل.
كما أن الاتفاقية لم تذكر شيئًا عن القدس وعودة اللاجئيين أو حتى تعويضهم، إلى جانب بقاء المستوطنات كما هي دون إزالة ولم تسعى الاتفاقية للحد من عنف المستوطنين.
أوسلو.. سلام بلا أرض
تكمن أهمية هذا الكتاب في الطريقة التي يفكر بها إدوارد سعيد.. وكيف تحفل كتابته، وتحتفل، بأمور كالاعتزاز بالنفس، وبأسبقية اعتبارات التفكير العلماني، والاستنارة، وقول الحقيقة فوق أي شيء آخر إن إدوارد سعيد يجسد مقولة الروائي الكبير جوزيف كونراد في وصف صديقه كننجهام جراهام: "غضبة عارمة تعبر عن نفسها باعتداد نبيل".