أصدرت منظمة القلم الأمريكية، تقريرًا مدمرًا يُبرز الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمواقع الثقافية في غزة جراء القصف الإسرائيلي للقطاع، وفقا لما نشره موقع"news.artnet".
ويشير التقرير، الذي حمل عنوان " كل ما ضاع "، إلى تدمير المتاحف ومراكز التراث المهمة والأعمال الفنية الفردية والمواقع الأثرية البارزة، بالإضافة إلى مقتل أكثر من 150 شخصية ثقافية.

بقايا المسجد العمرى الكبير فى غزة
"اليوم، يتعرض بقاء الثقافة الفلسطينية في غزة لتهديد وجودي، حيث يُقتل الكتاب والفنانون والعاملون في المجال الثقافي أو يُجبرون على النزوح، وتُهدم التراث الثقافي بسبب الهجمات العسكرية الإسرائيلية"، هذا ما جاء في السطر الافتتاحي للتقرير، مضيفًا لقد أصبح المشهد الثقافي في غزة في حالة خراب، وتم محوه بالكامل تقريبًا".
يُسلّط التقرير الضوء على آثار الحرب على 36 مؤسسة وموقعًا ثقافيًا وتاريخيًا ودينيًا وتعليميًا، بما في ذلك حرق الكتب ونهب القطع الأثرية، من بين 226 موقعًا تراثيًا ومبنى تاريخيًا متضررًا (للحصول على هذا الرقم، تستشهد منظمة القلم الدولية بدراسة أجراها مشروع الآثار المهددة بالانقراض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (EAMENA)، ومقره جامعة أكسفورد، والذي قالت المنظمة إنه أجرى التقييم الأكثر شمولاً.
وتشير أيضاً إلى تقرير صدر في فبراير ، والذي قدر أن جهود الحفاظ على الطوارئ وحدها ستكلف نحو 36.4 مليون دولار، وأن تكاليف إعادة الإعمار الكاملة، والتي من المتوقع أن تستغرق ما يصل إلى ثماني سنوات، ستصل إلى نحو 304 ملايين دولار، مضيفاً أن التكلفة من المرجح أن تكون أعلى بكثير بعد ستة أشهر.
لم يقتصر الدمار على الماديات فحسب، فقد وثّقت منظمة القلم الأمريكية مقتل ما لا يقل عن 151 شخصية ثقافية خلال الحرب، مع أنها تُشير إلى أن هذا العدد ليس شاملاً على الأرجح.
ويُشير التقرير إلى أنه حتى 10 سبتمبر 2025، قُتل ما يقرب من 65,000 رجل وامرأة وطفل فلسطيني، وجُرح أكثر من 163,000.
خلصت منظمة القلم الأمريكية إلى أن الهجمات الإسرائيلية إما استهدفت مواقع ثقافية أو كانت عشوائية، مما يشكل انتهاكًا للقوانين، بما في ذلك اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، ويشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

بقايا حمام السمرا التاريخى فى غزة
ويشير التقرير إلى أنه "مع أن تدمير التراث الثقافي ليس في حد ذاته من الجرائم الأساسية اللازمة لإثبات الإبادة الجماعية، فقد استُشهد به في بعض الحالات كدليل على نية الإبادة الجماعية".
إسرائيل ليست التهديد الوحيد، كما جاء في التقرير، فخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسيطرة على قطاع غزة، وحملة إسرائيل لطرد جميع الفلسطينيين من مدينة غزة، تعكسان استهتارًا قاسيًا بالتراث الثقافي لغزة، وتؤكدان على رواية خطيرة مفادها أن غزة تفتقر إلى ثقافة تستحق الحفاظ عليها.
تدعو منظمة القلم الدولية إلى وقف الهجمات على التراث الثقافي الفلسطيني وإجراء تحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والأدلة على نية الإبادة الجماعية.

أنقاض متحف قصر الباشا فى غزة