محمود عبدالراضى

الخطأ الجميل

الجمعة، 19 سبتمبر 2025 01:44 م


من منّا لم يتعثر في الطريق، من منّا لم يخطئ وهو يحاول أن يصيب؟ نحن بشر، نُولد على هامش الخطأ، ونسير في طرق الحياة لا نملك خريطة مثالية، بل نجتهد، نُجرّب، نقع، ثم نقف.

الخطأ ليس عيبًا، بل هو الصفحة الأولى في كتاب الصواب، لا تحزن على سقطة، فربما كانت دفعة نحو طريق آخر، لم تكن لتراه لو بقيت واقفًا.
أحيانًا، الخطأ ليس نهاية الطريق، بل بدايته، وربما كان أجمل القرارات، ذلك القرار الذي اتخذته بعد تجربة مريرة وخطأ مؤلم.

الخطأ يا صديقي لم يكن عارًا في يوم من الأيام، بل كان معلمًا صبورًا، يمد يده لمن يريد أن يتعلم.

الممارسة لا تصنع الكمال وحدها، بل الأخطاء التي تقف فيها أمام نفسك وتقول: "لن أكررها"، الكمال ليس أن تمضي بلا هفوة، بل أن تسقط مرة وتنهض أقوى، أن تخسر يومًا وتفوز بدرس يدوم العمر كله، لا تخف من الزلل، بل خف من التوقف عنده، خاف من أن تبقى واقفًا تنظر إلى الوراء بينما الحياة تمضي بمن لا يخشون التجربة.
هناك خطوات كبيرة تنتظرك، على بعد زلّة واحدة، وربما كانت تلك الزلة ضرورية لتصبح الشخص الذي يستحق أن يصل، فامضِ، ولا تلتفت كثيرًا، تعلم، ولا تندم طويلًا، اخطئ، ثم عدّل مسارك، وابتسم.

أنت لا تُقاس بعدد مرات الصواب، بل بعدد المرات التي وقفت فيها بعد أن أخطأت، فامضِ في طريقك، فربما كان الخطأ، هديتك الأولى نحو الصواب الأكبر.

 




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب