يُعد مشروع النشر الإقليمي أحد أبرز المبادرات التي أطلقتها الهيئة العامة لقصور الثقافة بهدف دعم الأدباء والمبدعين في المحافظات وتمكينهم من نشر أعمالهم بعيدًا عن مركزية العاصمة.
ورغم أهمية المشروع كأداة من أدوات "العدالة الثقافية"، إلا أنه في صورته الحالية يُواجه عددًا من التحديات التي تُضعف تأثيره، وتحد من قدرته على اكتشاف المواهب الحقيقية خارج الدوائر التقليدية للنشر.
يبقى مشروع النشر الإقليمي ركيزة مهمة في تحقيق العدالة الثقافية، لكن استمراره بشكله التقليدي دون تطوير سيؤدي إلى تهميشه تدريجيًا، والتحديث الرقمي، والشفافية، والانفتاح على المجتمع الثقافي، هي مفاتيح لتحويل هذا المشروع إلى أداة فعلية لاكتشاف وصناعة المبدعين في المحافظات، وتحقيق توازن حقيقي في المشهد الثقافي المصري.
أهداف المشروع.. دعم الإبداع المحلي
انطلق مشروع النشر الإقليمي ليكون منصة لنشر الأعمال الإبداعية في الأدب والفكر والترجمة لكتّاب الأقاليم، سواء في القصة، الشعر، الرواية، المقال، والدراسات الأدبية، مع إتاحة الفرصة للكتاب الشباب الذين لا يجدون دعمًا من دور النشر التجارية.
أبرز التحديات الحالية
رغم النية الطيبة للمشروع، إلا أن التنفيذ يواجه عقبات تؤثر على فعاليته:
محدودية التوزيع والتسويق
غالبًا ما تظل الأعمال المطبوعة داخل نطاق ضيق، دون خطة توزيع محترفة أو آلية تسويق تجعل الكتاب يصل إلى جمهور أوسع، سواء داخل المحافظة أو خارجها.
غياب الدعم الرقمي
المشروع لا يزال قائمًا في صورته الورقية التقليدية، دون توفير منصة رقمية تفاعلية تتيح الوصول للأعمال، سواء عبر القراءة المجانية أو النشر الإلكتروني.
محدودية عدد الإصدارات السنوية
يُنشر عدد قليل من العناوين سنويًا مقارنة بعدد المتقدمين، وهو ما يضعف من فرص تمثيل الفئات الأوسع من الكتّاب في المحافظات.
مقترحات لتطوير المشروع
فيما يلي مجموعة من المقترحات العملية التي قد تُعيد إحياء مشروع النشر الإقليمي وتجعله أكثر اتصالًا بواقع الثقافة المصرية:
1. إطلاق منصة إلكترونية موازية
إنشاء موقع إلكتروني تفاعلي يعرض الأعمال المنشورة بصيغة PDF أو ePub، ويتيح التعليقات والمراجعات، مما يعزز من التفاعل بين القارئ والكاتب.
2. تطوير آلية التحكيم
الاستعانة بلجان تحكيم مستقلة من أساتذة أكاديميين ونقاد معروفين، مع نشر تقرير تقييم مختصر عن كل عمل، لتكون العملية أكثر شفافية.
3. ربط المشروع بمكتبات المدارس والجامعات
توزيع نسخ من الأعمال على مكتبات الجامعات ومراكز الشباب والمدارس داخل المحافظات، لتعزيز القراءة المحلية.
5. زيادة الميزانية المخصصة للنشر
رفع عدد العناوين سنويًا وزيادة عدد النسخ المطبوعة، بما يسمح بتمثيل أوسع للمبدعين.