دراسة حديثة: جيل الألفية يفضل الارتباط عن بعد

الأحد، 28 ديسمبر 2025 11:15 ص
دراسة حديثة: جيل الألفية يفضل الارتباط عن بعد جيل الألفية يفضل الارتباط عن بعد

شروق جمال

لم يعد البحث عن الحب في العصر الرقمي رحلة لاكتشاف الانسجام والكيمياء بقدر ما أصبح محاولة لتفادي الإشارات التحذيرية والنيات غير الواضحة. فمع انتقال المواعدة إلى الفضاء الإلكتروني عبر تطبيقات التعارف ووسائل التواصل الاجتماعي، باتت العلاقات أكثر تعقيدًا، وأصبح السؤال الأهم: هل يبحث الطرف الآخر عن ارتباط حقيقي أم مجرد تسلية عابرة؟

وسط هذا المشهد المرهق، يبدو أن جيل الألفية (Millennials) يتجه إلى إعادة تعريف مفهوم المواعدة، متبنيًا نمطًا لم يكن يومًا خيارًا مفضلًا، وهو العلاقات العاطفية عن بعد. هذا التحول اللافت كشفته دراسة حديثة أجرتها منصة Dating، إحدى أكبر منصات المواعدة الافتراضية، والتي شملت آراء 2000 شخص من جيل الألفية، لرصد أبرز التغيرات في أساليب التعارف وبناء القرب العاطفي المتوقعة في عام 2026.

ووفقًا لنتائج الاستطلاع، لم تعد العلاقات طويلة المسافة مصدر قلق كما كانت في السابق، بل أصبحت خيارًا مقبولًا، بل وجذابًا لدى كثيرين. فقد أظهرت البيانات أن 55% من المشاركين منفتحون على خوض علاقة عاطفية عن بعد قد لا تتحول أبدًا إلى لقاء مباشر، بينما قال 7% إنهم يفضلون هذا النمط من العلاقات بشكل صريح. كما أشار 37% إلى استعدادهم لخوض علاقة قائمة بالكامل على التواصل عبر الإنترنت، لتجنب التعامل اليومي مع العادات والروتين والتفاصيل الحياتية المرهقة، في حين يرى 32% أن التفاعل الواقعي أصبح مستنزفًا نفسيًا مقارنة بالتواصل الافتراضي.

هذا التوجه الجديد يعكس حالة من الإرهاق العاطفي يعيشها جيل الألفية في ظل مشهد مواعدة يوصف بالفوضوي والسطحي. فالتواصل من خلف الشاشات، رغم المسافات، يمنح شعورًا بالهدوء والسيطرة، ويخفف من ضغوط اللقاءات المتكررة والتوقعات السريعة. وفي زمن تهيمن عليه المحادثات السريعة والعلاقات الهشة داخل تطبيقات المواعدة، قد تبدو العلاقة عن بعد أكثر عمقًا وطمأنينة، لأنها تتيح التعارف بوتيرة أبطأ وأكثر وعيًا.

وتتوافق هذه النتائج مع مؤشرات أوسع حول الإرهاق من تطبيقات المواعدة. إذ كشفت دراسة صحية أجرتها مجلة Forbes أن 79% من الأشخاص، خاصة من الأجيال الشابة مثل جيل الألفية وجيل Z، يعانون مما يعرف بـ"احتراق تطبيقات المواعدة". ورغم أن 3 من كل 10 بالغين ما زالوا يستخدمون هذه التطبيقات، وفقًا لمركز Pew للأبحاث، فإن شخصًا واحدًا فقط من كل 10 أشخاص مرتبطين تعرف على شريك حياته الحالي عبر تطبيق أو موقع تعارف.

وتشير أرقام Forbes إلى أن الأزمة تضرب الأجيال الأصغر بقوة أكبر، حيث أفاد 80% من جيل الألفية و79% من جيل Z بشعورهم بالإرهاق وفقدان الحماس تجاه تطبيقات المواعدة. وهو ما يفسر لجوء كثيرين إلى بدائل تبدو أكثر  هدوءًا، حتى وإن بدت غير تقليدية.




أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة