غالبا ما يساء فهم النوم على أنه فترة راحة للجسم، ولكنه في الواقع الوقت الذي يكون فيه الدماغ في أوج نشاطه، فالدماغ، بدلًا من أن يتوقف عن العمل، يفرز وينظم ويخزن تجارب اليوم في الذاكرة طويلة المدى، وهذا يجعل النوم أحد أقوى الأدوات لحماية الذاكرة وتقويتها.
النوم ليس مجرد راحة جسدية، بل هو عملية حيوية للدماغ لتقوية الذاكرة وحمايتها، كما يوضح تقرير موقع news 18 يستقبل الدماغ يوميًا كميات هائلة من المعلومات، والوجوه، والمحادثات، والدروس، وتفاصيل صغيرة لا تُحصى، وبدون نوم جيد، يضيع الكثير من هذه البيانات.
كل مرحلة من مراحل النوم تُحسّن ذاكرتك بشكل مختلف، يحدث النوم في مراحل مختلفة، فالنوم العميق يُساعدك على تذكر حقائق مثل المفردات والمعادلات والتواريخ المهمة، أما نوم حركة العين السريعة، فيُساعدك على تعلم مهارات مثل البرمجة، أو العمل في المختبرات، أو العزف على الجيتار.
آثار قلة النوم
عندما يقل النوم، تتأثر عملية ترسيخ الذاكرة، حيث يجد الدماغ صعوبة في تخزين التجارب في الذاكرة طويلة المدى، مما يصعب تذكر الأسماء والتفاصيل أو حتى المفاهيم المُكتسبة حديثًا، لا يشوش قلة النوم الذاكرة فحسب، بل يؤثر أيضًا على المزاج والتركيز، يمكن أن يزيد قلة النوم لفترات طويلة من التهيج ويقلل من القدرة على التحمل للتوتر.
تشير الأبحاث إلى أن مجرد ليلتين من تقييد النوم على المدى القصير قد يؤدي إلى تقليل النشاط في الدماغ بشكل تلقائي وفعال، وإضعاف القدرة على حل المشكلات".تشير الأبحاث إلى أن عدم الحصول على الراحة الكافية يعوق ليس فقط الذاكرة، بل أيضًا حل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتوازن العاطفي.
بخلاف المكملات الغذائية أو المنشطات، يعد النوم معززا طبيعيا لقوة الدماغ، حتى القيلولة القصيرة تحسن التذكر من خلال منح الدماغ وقتًا إضافيًا للمعالجة.
يشير التقرير إلى أن الدماغ الذي يحصل على قسط كافٍ من الراحة يتعلم أسرع، ويتذكر بشكل أفضل، ويجد حلولًا إبداعية بسهولة أكبر، بالنسبة للطلاب والمهنيين، أو أي شخص يتعلم مهارات جديدة، يُصبح النوم بنفس أهمية الممارسة.
تحسين الذاكرة من خلال الراحة
لا ينبغي اعتبار النوم مضيعة للوقت، بل هو استثمار في عقل أكثر ذكاءً وصحة وكفاءة.
العلاقة بين النوم والذاكرة قوية، ومع ذلك غالبًا ما يتم تجاهلها، من خلال ضمان نوم منتظم ومنعش، يستطيع الدماغ الحفاظ على الذكريات القيمة، وتعزيز التعلم، والاستعداد للتحديات الجديدة.