الأمل أقوى من السرطان

هناك معارك تُخاض بلا سيوف، وأبطال يُقاتلون بلا صوت، هناك أجساد تنهشها خلايا خبيثة، لكنها ترد الضربة بابتسامة، وترفع راية الأمل في وجه العاصفة، إنهم أبطال السرطان، الذين لا تُكتب قصصهم في نشرات الأخبار، بل تُكتب بدموع الصبر على وسادة، وبأمل مُعلق في جرعة علاج، وبقوة تليق بمن لا يريد أن يسقط.

السرطان ليس فقط مرضًا، بل اختبار حقيقي للإرادة، وفصلٌ طويل من فصول التحدي، تتخلله أنات وأدعية وضحكات متقطعة، وأحيانًا انتصارات صامتة لا يراها أحد، خلف كل محارب يخوض هذه الرحلة، أسرة تُقاتل معه على جبهة لا تقل شراسة، أم تسهر، وأب يبتسم رغم القلق، وأخوة وأبناء وأزواج يحملون الحلم مكان صاحبه إن تعب.

التحية لا تكفي، لكنها البداية، لأبطال لا يرتدون عباءات خارقة، بل يرتدون إرادة لا تُهزم، وهناك من انتصر، لا لأن الدواء فعل فعله فقط، بل لأن الإيمان كان أقوى، والابتسامة كانت جزءًا من العلاج، والعزيمة كانت حائط صد أمام المرض.

السرطان ليس نهاية، بل بداية وعي جديد بالحياة، دعونا لا نترك هؤلاء الأبطال وحدهم، لنمنحهم دفعة، كلمة، دعمًا ماديًا أو معنويًا، فربما تكون جرعة أمل أقوى من جرعة كيماوي، والاكتشاف المبكر هو السلاح السري، والوعي هو خط الدفاع الأول.

الحياة لا تُقاس بطولها فقط، بل بقيمتها، وهؤلاء الأبطال يمنحون الحياة معناها الحقيقي، تحية لمن لم يستسلم، وتحية أكبر لمن يقف في الظل يدعم، ويقاوم بصمت، ويضيء طريق النجاة بأصغر لمسة.