يأتي فصل الصيف محملًا بالبهجة والنشاط، مع أيام أطول وطقس دافئ ومناسبات اجتماعية متنوعة، من الرحلات إلى الشواطئ، والجلوس بجانب المسبح، وحفلات الشواء، والزيارات العائلية، ومع كل هذه الأجواء المليئة بالحركة، قد لا ننتبه إلى أن أجسادنا ترسل لنا رسائل تطلب الراحة، فبين الرغبة في استغلال كل دقيقة من النهار، والانشغال بالخطط الاجتماعية، قد نجد أنفسنا في حالة من الإرهاق دون أن نشعر، وهنا تأتي أهمية التوازن بين الاستمتاع بموسم الصيف والحفاظ على صحتنا الجسدية والنفسية، وهذ ما نستعرضه وفقا لما نشرة موقع " aluminatelife".

ارتفاع درجات الحرارة
لماذا نشعر بالإرهاق في الصيف؟
على الرغم أن أشعة الشمس تمنحنا الطاقة وتعزز الحالة المزاجية بفضل ارتفاع هرمون السيروتونين، إلا أن الإرهاق الصيفي أمر شائع، فقد يشعر الإنسان بضرورة البقاء نشيطًا طوال الوقت، بينما في الحقيقة يكون بحاجة إلى الراحة، ويرجع ذلك إلى عوامل متعددة، منها كثرة الالتزامات الاجتماعية، وارتفاع درجات الحرارة التي تستنزف الطاقة، واضطراب النوم بسبب طول ساعات النهار، وأحيانًا الشعور بالذنب عند قضاء وقت هادئ دون نشاط، ومع إضافة ضغوط العمل أو المسؤوليات الأسرية، يصبح الشعور بالإجهاد أمرًا طبيعيًا.
الفرق بين الإرهاق الصيفي ونعيم الصيف
الإرهاق الصيفي يختلف كثيرًا عن نعيم الصيف، ففي حالة الإرهاق، يشعر الإنسان أنه يعمل بلا توقف رغم نفاد طاقته، ويتردد في إلغاء الخطط خوفًا من الشعور بالذنب، ويستمر في قول "نعم" رغم حاجته الماسة إلى قول "لا"، أما نعيم الصيف فهو الشعور بالتوازن، حيث يتمكن الشخص من الاستمتاع باللحظة، والحفاظ على طاقته، وحماية سلامه الداخلي، دون الإنغماس في أنشطة مرهقة أو سباق دائم نحو المزيد من الأحداث.

حر الصيف
خطوات عملية للعناية بالذات
لتحقيق هذا التوازن، يمكن البدء بخطوة بسيطة وهي منح الجسد الراحة عندما يطلبها، وعدم الشعور بالالتزام الدائم بتلبية الدعوات أو القيام بالأنشطة إذا لم يكن هناك استعداد حقيقي لذلك، كما يمكن التحول من فكرة "ما ينبغي أن أفعله" إلى "ما أريد فعله الآن"، فهذا التغيير في التفكير يساعد على الاستمتاع بالصيف وفق الرغبات الحقيقية، لا وفق توقعات الآخرين أو الضغوط الاجتماعية، ويمكن أيضًا تخصيص بضع دقائق كل صباح لطقس صغير يمنحك الطاقة، مثل رش الوجه بماء الورد، أو استنشاق رائحة زيت عطري منعش، أو أخذ أنفاس عميقة، أو وضع نية لطيفة لبداية اليوم، فهذه التفاصيل البسيطة تمنح راحة كبيرة.

فصل الصيف
قوة الروائح العطرية في تحسين المزاج
الروائح العطرية تلعب دورًا مهمًا في تحسين المزاج خلال الصيف، إذ يمنح النعناع إحساسًا بالإنتعاش والوضوح الذهني، وتضيف الحمضيات مثل البرتقال والليمون لمسة من البهجة، بينما يساعد اللافندر على الاسترخاء خاصة في الليالي الحارة، حيث يعمل على تصفية الذهن وتنشيط التنفس، أما البرغموت فيمنح شعورًا بالتوازن العاطفي، يمكن الإحتفاظ بزجاجة صغيرة من الزيت العطري في الحقيبة لاستخدامها في أي وقت تحتاج فيه إلى لحظة من الهدوء.
روتين بسيط يحافظ على طاقتك
العناية بالذات في الصيف لا تعني القيام بأشياء كبيرة أو مكلفة، بل هي اختيار واعٍ لكل ما يمنح الراحة ويحافظ على الطاقة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال شرب الماء مع إضافة الإلكتروليتات، وارتداء الملابس القطنية الفضفاضة التي تسمح بمرور الهواء، والابتعاد عن الشاشات قبل النوم بساعة، ومنح النفس فرصة للقيلولة، وأخذ استراحات من وتيرة الحياة السريعة، وممارسة النشاط البدني الخفيف الذي يمنح البهجة بدلاً من الإرهاق.
صيف متزن هو صيف سعيد
الصيف المتزن هو صيف سعيد، حيث يمكن الاستمتاع بالموسم دون أن يكون الإنسان في سباق دائم، ففي بعض الأحيان، تصنع أجمل الذكريات في لحظات الهدوء، مع كوب من العصير البارد أو جلسة تأمل قصيرة أو وقت هادئ مع النفس. إن العناية بالذات ليست رفاهية، بل هي أساس للحفاظ على الصحة والسعادة، وهي ما يمنحك الطاقة لتستمتع بالصيف بكل ما فيه من جمال ومتعة.