فيسبوك
واتساب
في كل مرة تُفتح فيها صناديق الاقتراع، أشعر أننا أمام لحظة ليست عابرة، بل مفصلية في مسار الوطن. لحظة نُختبر فيها: هل نحن شعب فاعل في صناعة حاضره ومستقبله؟ أم أننا نختار الصمت ونكتفي بدور المتفرج؟
لقد سمعنا كثيرًا من الأصوات تُقلل من شأن مجلس الشيوخ، وتراه مجرد كيان استشاري أو ديكور سياسي. ولكن، إن نظرنا بتمعن وموضوعية، سندرك أن هذا المجلس يُمثل ركيزة أساسية في بنية النظام السياسي، ويُعبر عن مرحلة متقدمة من النضج الديمقراطي.
مجلس الشيوخ ليس بديلاً عن مجلس النواب، بل مكمّل له.
هو منصة للحوار المعمّق، يُعطي الفرصة للعقول والخبرات المتخصصة أن تُسهم في التشريع، وتُراجع السياسات العامة، وتُقدم رؤية استراتيجية لمستقبل هذا الوطن.
قد لا يكون المجلس هو من يُصدر القوانين النهائية، ولكنه يُشارك في صناعة الرؤية، وتحسين جودة التشريعات، وإضفاء مزيد من التوازن في عملية اتخاذ القرار.
وهنا يأتي دورنا نحن المواطنين. فالمشاركة في الانتخابات ليست واجبًا فقط، بل هي تعبير صريح عن الانتماء، ورفض للحياد السلبي.
حين نُصوّت، فإننا لا نُعطي صوتًا فقط، بل نمنح الوطن نبضًا جديدًا من الثقة، ونُرسل رسالة بأننا نُريد أن نكون جزءًا من الحل، لا جزءًا من الصمت.
الصوت الانتخابي ليس تفصيلًا صغيرًا. إنه موقف. إنه رأي. إنه حضور.
ومن يزعم أن صوته لا يغيّر شيئًا، أقول له: إن كل تغيير كبير يبدأ بخطوة صغيرة، وكل بناء قوي يبدأ بطوبة أولى.
ربما نختلف في تقييم أداء بعض المؤسسات، وربما نشعر بالإحباط في بعض الأوقات، لكن الطريق نحو الديمقراطية لا يُبنى في يوم، ولا يتشكل دون مشاركة فعّالة من الجميع.
لهذا، أقول بكل يقين:
مجلس الشيوخ مهم، ومشاركتنا في التصويت أهم.
لأن الوطن لا يُبنى بالنية وحدها، بل بالفعل، وبالقرار، وبالموقف.
