بوابة كأس العالم للأندية

أستاذ علاقات دولية: إسرائيل وكيل لأمريكا وتستخدم حرب غزة لصناعة اليأس وتصفية قضية فلسطين

الخميس، 03 يوليو 2025 09:49 م
أستاذ علاقات دولية: إسرائيل وكيل لأمريكا وتستخدم حرب غزة لصناعة اليأس وتصفية قضية فلسطين غزة

محمد شرقاوى

قال الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية، إن استهداف المدنيين في الحرب الدائرة على غزة هو جزء أصيل من الأيديولوجية التي تتبناها إسرائيل، والتي ترى أن "الغاية تبرر الوسيلة"، مؤكدًا أن تل أبيب ليست دولة مستقلة في قراراتها، بل هي وكيل مباشر عن الولايات المتحدة الأمريكية، وتحظى بدعم غير مشروط منها، سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا.

وأوضح د. عاشور، في مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن تكاليف الحرب الدائرة في غزة منذ 2023 وحتى الآن تفوق قدرات الاقتصاد الإسرائيلي بكثير، ما يعني أن استمرار العمليات العسكرية لا يمكن أن يتم دون الدعم الأميركي السخي. وأضاف أن هذا الدعم يوظَّف في إطار مساومة واضحة: "الحياة مقابل الأرض"، حيث تسعى إسرائيل إلى صناعة حالة من اليأس لدى الفلسطينيين في غزة، تدفعهم للتخلي عن أرضهم أملاً في النجاة.

وأشار إلى أن ما يحدث في غزة قد يكون تمهيدًا لخطوة كارثية أخرى في الضفة الغربية، حيث طالب حزب "الليكود" قبل ساعات فقط، عبر 15 وزيرًا، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم الضفة رسميًا، مستغلين الهدنة المحتملة في غزة كغطاء إعلامي وتمويهي.

وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن إسرائيل ترى في الضفة الغربية فرصة استراتيجية، حيث تبلغ مساحتها أربعة أضعاف قطاع غزة، بما يفتح الباب أمام تمدد استيطاني واسع يخدم مشروع "إسرائيل الكبرى"، لافتًا إلى أن هذا كله يتم بتنسيق وتغطية من واشنطن.

وحول مسؤولية المجتمع الدولي في حماية المدنيين، قال د. عاشور إن هذه المسؤولية شكلية ونظرية، مشددًا على أن المنظومة الدولية لم تنجح يومًا في إنقاذ الضعفاء من بطش الأقوياء. وأضاف: "منطق الحرب هو منطق القوة، ومن يمتلك القوة يفرض الواقع"، متهمًا المنظمات الدولية بالاكتفاء بالإدانة دون أي تحرك فعلي.

وفيما يتعلق بالبعد الاقتصادي للصراع، أشار إلى أن أكثر من 60 شركة دولية تُتهم بالاستفادة من دمار غزة، من خلال مشاريع إعادة الإعمار، واصفًا الأمر بـ"اقتصاد الحروب"، حيث تنتظر تلك الشركات ما بعد الحرب للمشاركة في مشروعات إعادة البناء، التي تدر أرباحًا ضخمة، وغالبًا لا تُبرم إلا مع الطرف الأقوى في النزاع.

وتحدث د. عاشور كذلك عن محدودية قدرة الدول على اتخاذ مواقف فعلية تجاه إسرائيل، موضحًا أن تل أبيب ترتبط بعلاقات استراتيجية عميقة مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا، فضلًا عن نفوذها الكبير في القارة الإفريقية، مؤكدًا أن "من يقطع علاقته بإسرائيل، كأنه يعلن القطيعة مع الولايات المتحدة، وهو ما لا تقدر عليه أي دولة".

واختتم د. عاشور حديثه بالإشارة إلى التناقض الظاهري في الموقف الأميركي، قائلاً إن واشنطن تشارك في جهود التهدئة والدبلوماسية من باب ما يُعرف بـ"دبلوماسية المسار الثاني"، لكنها في الواقع تستغل الوقت لتكريس الدعم الإسرائيلي. وأضاف: "التصريحات الأميركية المؤيدة للمواقف العربية ما هي إلا تسويف سياسي، الهدف منه تهدئة الاعتراضات، بينما التنفيذ الفعلي يتم بما يخدم المصالح الإسرائيلية أولًا وأخيرًا".



أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب





الرجوع الى أعلى الصفحة